قتل 10 أشخاص وأصيب أكثر من 40 آخرين في انفجار سيارة ملغومة أمس، في مدينة اللاذقية، في حادثة نادرة في هذه المنطقة الواقعة تحت سيطرة القوات الحكومية في غرب سوريا. وأورد التليفزيون الرسمي في خبر عاجل نبأ عن «مقتل 7 وإصابة اكثر من 40 آخرين في تفجير إرهابي بسيارة ملغومة في ساحة الحمام في اللاذقية». من جانب آخر، ذكرت مصادر للمعارضة السورية أن طالبين اثنين قتلا وأصيب 14 آخرون في سقوط قذائف هاون على كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية (الهمك) وسط العاصمة دمشق. وقال نشطاء إن الامتحانات في الكلية توقفت من جراء سقوط القذائف عليها، بينما سمع دوي انفجار في حي عش الورور عند أطراف العاصمة، يعتقد أنه ناجم عن سقوط قذيفة هاون على منطقة في الحي. وفي سياق متصل، أعلنت فصائل عدة من المعارضة السورية المسلحة تشكيل غرفة عمليات موحدة في حي القدم جنوبي دمشق للعمل على وقف تقدم تنظيم داعش في ذلك الحي. وأشار نشطاء معارضون إلى أن الطيران الحربي السوري قد شن غارات على مدينتي عربين وحمورية في الغوطة الشرقية بريف دمشق مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى. وقتلت طفلة بمدينة دوما في ريف دمشق إثر إلقاء الطيران المروحي البراميل المتفجرة في الغارية الغربية. وفي حلب، اندلعت اشتباكات بين مسلحي المعارضة وتنظيم داعش على أطراف مدينة مارع في ريف حلب، إذ استهدف تنظيم داعش المدينة بالمدفعية الثقيلة. وقال نشطاء لشبكة «سوريا مباشر» إن قذائف صاروخية وصواريخ من نوع «جراد» سقطت على المدينة مصدرها معاقل التنظيم بعد تقدمه في محيط المدينة وتطويقها من 3 جهات. واستهدف التنظيم في الأسبوع الجاري مدينة مارع بسيارتين ملغومتين أدت لمقتل العديد من المدنيين ومسلحي المعارضة. من ناحية أخرى، قالت صحيفة واشنطن بوست ان وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي آي إيه) والقوات الخاصة الامريكية تنفذان حملة سرية تستخدمان فيها طائرات بدون طيار لاستهداف قادة تنظيم «داعش» في سوريا. وقالت الصحيفة نقلا عن مسئولين أمريكيين كبار ان هذا البرنامج السري منفصل عن العمليات العسكرية الامريكية الاوسع في اطار التحالف الدولي ضد مقاتلي تنظيم «داعش». وبين الذين تمت تصفيتهم في اطار هذا البرنامج، جنيد حسين الإرهابي البريطاني الذي كان ينشر الدعاية الإرهابية عبر شبكات التواصل الاجتماعي والذي قتل في ضربة عسكرية قرب الرقة في شمال سوريا. وقال المسئولون للصحيفة ان برنامج الطائرات بدون طيار سمح بتوجيه ضربات ناجحة شنتها القيادة المشتركة للعمليات الخاصة. والدور الرئيسي للسي آي إيه هو كشف كبار قادة التنظيم وتحديد مواقعهم. واضافوا ان البرنامج يركز على الاهداف الثمينة. وذكرت واشنطن بوست ان «مركز مكافحة الارهاب» التابع للسي آي إيه و«قيادة العمليات الخاصة المشتركة» هما «الاداتان المفضلتان» لدى ادارة اوباما في مكافحة التنظيمات الإرهابية. لكنها رأت ان قرار اللجوء الى هاتين الهيئتين يعكس تزايد القلق من انتشار مقاتلي تنظيم «داعش». واشارت الصحيفة إلى أن توزيع المهام هذا - الذي يترك لعسكريي قيادة العمليات الخاصة المشتركة مهمة ادارة الضربات - يتفق والهدف الذي تسعى ادارة اوباما الى تحقيقه وهو جعل السي آي ايه تعيد تركيز جهودها على الانشطة الاستخبارية بدلا من انخراطها في انشطة شبه عسكرية مثل عمليات التصفيات التي تنفذها بواسطة طائرات بدون طيار. ولكن السي آي ايه ما زالت تشن عمليات تصفية بواسطة طائرات بدون طيار في دول اخرى غير سوريا، بينها خصوصا اليمن وباكستان. ودعا الجنرال المتقاعد ديفيد بترايوس المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي اي ايه) واشنطن الى السعي لضم «بعض مقاتلي» جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في سوريا الى التحالف الذي تقوده ضد الإرهابيين في هذا البلد. وقال بترايوس الذي كان ايضا قائد القوات الامريكية في العراق، في تصريح لشبكة سي ان ان الاخبارية «لا ينبغي علينا تحت أي ظرف من الظروف ان نحاول استخدام أو استمالة جبهة النصرة التابعة للقاعدة في سوريا بصفتها تنظيما معاديا لداعش». واضاف «لكن بعض مقاتلي هذه الجماعة انضموا إليها بدوافع انتهازية اكثر مما هي دوافع عقائدية ورأوا فيها تنظيما قويا ولم يجدوا بديلا يتمتع بالصدقية بينما ما زال يجب اعادة تنظيم المعارضة المعتدلة بشكل مناسب». وتابع بترايوس انه يمكن للولايات المتحدة بالتالي ان تجتذب المقاتلين الذين يرغبون بترك جبهة النصرة والالتحاق بصفوف المعارضة المعتدلة ضد النصرة و«داعش» ونظام الرئيس بشار الاسد. واتى تصريح بترايوس لشبكة «سي ان ان» بعد ان نشر موقع ديلي بيست مقالا مفاده ان الجنرال المتقاعد اوصى مسئولين امريكيين كبارا بالاستعانة بمقاتلين سابقين في جبهة النصرة. وقال بترايوس لشبكة التليفزيون الامريكية ان استخدام مقاتلي جبهة النصرة يتطلب اعداد مجموعات معارضة اقوى واكثر اعتدالا ، مدعومة من الولاياتالمتحدة والتحالف الذي يسعى الى دحر تنظيم «داعش» ، وفي الوقت نفسه تكثيف الضغط العسكري على كل الجماعات المتطرفة. من ناحية أخرى، قتل جندي تركي واعتبر آخر في عداد المفقودين اثر اطلاق نار مصدره منطقة سورية يسيطر عليها تنظيم «داعش» الإرهابي. وقالت القيادة العسكرية في بيان على موقعها الالكتروني ان الجندي اصيب بجروح خطرة في اطلاق نار مصدره الجانب السوري من الحدود ونقل الى مستشفى في محافظة كلس حيث ما لبث ان فارق الحياة متأثرا بجروحه. واضاف البيان «فقد الاتصال مع احد رفاق هذا الجندي خلال الاشتباكات»، مشيرا الى ان الجيش اطلق عملية في محاولة للعثور عليه. ولم توضح هيئة الاركان في بيانها ما هي الجهة التي اطلقت النار من الاراضي السورية، لكن وكالة انباء دوغان نقلت عن محافظ كلس سليمان تابسيز قوله ان تبادل اطلاق النار جرى بين الجيش ومهربين دون مزيد من التفاصيل.