أشعلت ثورة الخامس والعشرين خاصة في ظل تراجع قبضة الدولة والفراغ الأمنى وحماس الكثير من النصابين وشركات الوهم فى خداع الكثيرين بتحقيق أرباح خيالية فى فترة قصيرة، فعدد قضايا توظيف الأموال من بعد ثورة 25 يناير وحتى نهاية عام 2012 بلغ 200 قضية وحتى نهاية عام 2014 زادت تلك الجرائم لتبلغ 600 قضية بإجمالى مبالغ وصل إلى 10 مليارات جنيه أشهرها قضية المستريح، والبالغ عدد ضحاياه 1383، حيث جمع مبلغ 2 مليار جنيه من صعيد مصر مدعياً توظيف أموال الضحايا فى تشييد مصنع أسمدة فى قنا مقابل فائدة قدرها 12% عن المبالغ التى يحصل عليها منهم. مستغلاً إظهار صور له مع بعض مستشارى الرئيس عبدالفتاح السيسى وبدأ أحمد المستريح بدفع بعض الأرباح للمودعين فى شهر ديسمبر الماضى، لكنه اختفى تماماً ولم يقابل ضحاياه منذ ذلك التاريخ، وأعطاهم أكثر من موعد فى مقر شركته بالدقى، لكنه لم يحضر، ولذلك تجمعوا أمام مجمع التحرير، ثم انتقلوا للتظاهر أمام دار القضاء العالى للحصول على أموالهم. شركة «كابيتال» والمعروفة إعلاميا بقضية شركة ستار وصاحبها هاني لطفي عبدالوهاب وتندرج تحت أكبر قضية توظيف أموال فى مصر حيث جمع ما يقرب من 410 ملايين دولار من 20 ألف مواطن مصري، حينما استدرج ضحاياه لجمع أموالهم بحجة توظيفها واستثمارها في مجال المضاربة في البورصات العالمية (فوركس) وتجارة المعادن والعقارات، نظير فائدة شهرية تتراوح ما بين 5 و10%، وأعلن عن نشاط غير المشروع على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإلكترونية على شبكة الإنترنت، باستخدام عدة شركات تحمل أسماء (ستار كابيتال للتسويق – وستار كابيتال فاينينشيال ليمتد – وستار كابيتال فاينينشيال سيرفيس – وستار بنك ليمتد – وشركة سي بي إيه) واكتشف الضحايا أن هذه الشركات غير مقيدة بسجلات الهيئة العامة للرقابة المالية، وبدأت في هذا النشاط الإجرامي منذ عام 2010 وحتى عام 2014. أما حسناء أحمد حسن، التى يطلق عليها «مستريحة فيصل» فقامت بجمع مبلغ 10 ملايين جنيه من قرابة 100 شخص والتى بدأت بتوزيع إعلانات ورقية مطبوعة بجملة «استثمر فلوسك مقابل عائد مادى يصل إلى 50%»، ومن ضحايا «حسناء» رجال أعمال ولاعبو كرة قدم. يقول أحمد الزينى أحد ضحاياها «بدأت عملية النصب بقيام المتهمة بادعائها أنها تعمل فى إحدى شركات الأدوية التابعة للقطاع العام وأنها تقوم بشراء أسهم بالشركة وتحصل على ربح 50% من الأسهم وبعد فترة انقطعت الأرباح وقامت المتهمة بإلقاء التهمة على أحد الأشخاص الآخرين التى ادعت أنها تعمل لحسابه بنفس الشركة ويدعى مجدى سعد وحينما تزايد أعداد المجنى عليهم تقدمنا ببلاغ لمباحث الأموال العامة فوجئنا بأن كل شخص يعتقد أنها تعمل فى مجال غير الآخر فمنهم من يعتقد أنها تعمل فى مجال استثمار العقارات والآخر فى مشاريع الثروة الحيوانية». مصطفى عبداللطيف، محامى ضحايا «حسناء»، يتحدث عن جريمة توظيف الأموال قائلاً «ما يحدث جريمة نصب قرينة إثبات الشهود وتحريات المباحث لإثبات الواقعة، وأكد أن الكذب المجرد من المتهم لا يعد جريمة، بل لابد أن تسانده دلائل أخري مثل الأوراق الرسمية. أما الشخص الذي يستولي علي أموال الآخرين بالكذب ويذهب لمباحث الأموال العامة ثم النيابة، فلا ينال غير عقوبة الحبس الاحتياطي، وعندما يذهب للمحكمة يحصل علي البراءة، ولكنه من ناحية أخري يقع تحت طائلة القانون بتهمة الغش والتدليس والإكراه الذي يكتفي فيه بالكذب المجرد. وهنا يتم إلزام المدعي عليه برد المبلغ، مضافا إليه التعويض المادي والأدبي، إذا كانت لديه ممتلكات أو لا يزال المبلغ في حوزته، أما إذا كان لا يملك شيئا، فإن القضية تصبح منتهية بانقضاء مدة العقوبة. أما مهند محمود الشهير ب«ريان الإسماعيلية» الذى استولى على 7 ملايين جنيه من ضحاياه مقابل عائد 50% كل ثلاثة أشهر أسس شركة «ماركت واتش ايجيبت» في مجال تداول العملات الأجنبية، وأعلن عن نفسه وقدم عروضًا لاستثمار الأموال، تصل أرباحها إلى 65% من خلال عرض حصالتك، الذي يستمر لمدة 4 شهور فقط عن طريق فتح حساب بقيمة 300 دولار، وبعد مرور شهرين من بداية التداول يمكنك استلام 200 دولار أرباحاً، وبعد الانتهاء من الأربعة أشهر يمكنك استرداد ال300 دولار مضافًا إليها الأرباح المحققة خلال الأربعة أشهر، أو فتح حساب تجارى بقيمة 50% من ثمن السيارة مقابل الحصول على السيارة، بعد 4 شهور. أما أمير مدحت عبدالتواب إسماعيل حاصل على بكالوريوس تجارة فقد قام بالاستيلاء على مبالغ مالية كبيرة من المواطنين بلغت 400 مليون دولار بزعم استثمارها في مجال المضاربة على أسعار العملات الأجنبية بالبورصات العالمية.