نفت وزارة البترول ما تردد حول اكتشاف حقل الغاز «شروق» الذى أعلنت عنه شركة «إينى» الإيطالية فى عام 2004 وأكدت الوزارة أن هذا الكلام عار من الصحة، وأن الحقل الذى يعد الأكبر عالميًا اكتشف العام الحالى وفى نفس توقيتات شركة «إينى» التى أعلنتها فى بيانها الصادر منذ أيام. وقال المهندس طارق الملا رئيس الهيئة العامة للبترول إن الكشف الجديد الذى أعلن عنه تم بعد توقيع الاتفاقية بين هيئة البترول، والشركة القابضة للغازات عام 2014. وأشار «الملا» إلى أن الاتفاقية تعود إلى رسو المزايدة على شركة «إينى» لمنطقة امتياز حقل شروق، وتنص الاتفاقية على تحمل الشركة الإيطالية 240 مليون جنيه للقيام بأعمال البحث والاستكشاف فى المرحلة الأولى من التنقيب، كما تلتزم الشركة بإنفاق 480 مليون جنيه فى أعمال الحفر للمرحلة الثانية عام 2017، كما الزمت الاتفاقية الشركة القابضة للغازات المصرية بتحمل 80٪ من تكاليف الانتاج مقابل 20٪ يتحملها مقاول المشروع، وشملت الاتفاقية حصول شركة «إينى» على 40٪ لاسترداد ثمن أعمال الاستكشاف ويتم احتساب باقى المبلغ بمعدل 35٪ «لإينى» و65٪ للشركة القابضة للغازات. وأكد المهندس شريف إسماعيل وزير البترول والثروة المعدنية أن الكشف البترولى «شروق» يأتى فى إطار تفعيل ما تم الاتفاق عليه فى المؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ فى مارس الماضى بين شركة «إينى» الإيطالية وهيئة البترول للمساهمة فى تنمية مصادر البترول والغاز فى مصر من خلال ضخ استثمارات جديدة، بالاضافة إلى إعادة النظر فى بعض البنود التعاقدية بما يحقق مصلحة الطرفين. وقال الوزير إن الكشف الجديد يوفر 30 تريليون متر مكعب من الغاز، كما يساعد على عدم استيراد الكميات الاضافية اللازمة للاستهلاك المحلى من المنتجات البترولية والغاز لقطاع الكهرباء، كما يجعل من مصر مركزًا عالميًا لتداول المنتجات البترولية والغاز الطبيعى. وأوضح الوزير أن مصر فى الوقت الحالى تتمتع بجميع المميزات لتصبح مركزًا إقليميًا للغاز من خلال موقعها الاستراتيجى خاصة مع وجود قناة السويس الجديدة وخط سوميد وتوافر البنية الأساسية للبترول والغاز الطبيعى ومرور خط التجارة والملاحة العالمية، بالاضافة إلى أن مصر بحكم موقعها تتوسط الدول المنتجة والمستهلكة، كما يساعد الموقع إلى الاستفادة من اكتشافات شرق المتوسط واستقبال الغاز. وأشار الوزير إلى أن الاتفاق الذى وقعه المهندس طارق الملا رئيس هيئة البترول مع المهندس انطونيو فيلا رئيس أنشطة البحث والاستكشاف لشركة «إينى» فى شرم الشيخ ركز على تنفيذ أنشطة استكشافية وتنموية بمناطق امتياز بلاعيم بسيناء وأبوماضى بدلتا النيل واشرفى بخليج السويس وشمال بورسعيد بالبحر المتوسط وبلطيم بدلتا النيل البحرية. وشمل الاتفاق المشترك بين «إينى» الإيطالية وهيئة البترول أن تقوم «إينى» وشركاؤها بضخ استثمارات بواقع 2 مليار دولار، منها 1٫5 مليار دولار فى منطقة الامتياز بسيناء وأبوماضى لتنفيذ برنامج عمل يتضمن الاستكشاف والتنمية والتشغيل لمدة 4 سنوات. وأضاف الوزير أن الاتفاق مع «إينى» تضمن ضخ 360 مليون دولار لاستثمار أنشطة اضافية لحفر 5 آبار تنمية جديدة فى منطقة شمال بورسعيد، كما شمل الاتفاق ضخ 80 مليون دولار لاستثمارات جديدة فى منطقة امتياز بلطيم لحفر بئر تنمية وإصلاح بئر أخرى، بالاضافة إلى ضخ 40 مليون دولار لاستثمارات فى منطقة امتياز اشرفى بخليج السويس. وأضاف الوزير: بالنسبة للكشف الكبير الذى حققته شركة «إينى» فإنه شمل كشفًا للغاز الطبيعى فى المياه العميقة بالبحر المتوسط فى منطقة الامتياز بالمياه الاقتصادية لمصر بموجب اتفاقية تم توقيعها مع وزارة البترول والشركة القابضة للغازات الطبيعية فى أول العام الماضى. من جهة أخرى، أشار المهندس طارق الملا رئيس هيئة البترول إلى أن الكشف الجديد لشركة «إينى» من أهم النتائج الايجابية للاتفاقيات البترولية التى تم توقيعها خلال العامين الماضيين بواقع 76 اتفاقية باستثمارات تصل إلى 13 مليار دولار لحفر آبار جديدة فى مناطق الامتياز القديمة والبكر. أضاف رئيس الهيئة أن الكشف الجديد «شروق» يساعد على فتح مجالات جديدة لاكتشافات أخرى فى منطقة البحر المتوسط التى تعد من أهم الأحواض الترسيبية الحاملة للغاز الطبيعى على المستوى العالمى، كما يساعد الكشف الجديد على جذب الاستثمارات لتكثيف عمليات البحث والاستكشاف لدعم الاحتياطات وزيادة معدلات الانتاج لتوفير كميات الغاز الطبيعى والمنتجات البترولية. ويرى كلاوديو ديسكالزى رئيس شركة «إينى» الإيطالية أن العمل بالكشف الجديد يستغرق 4 سنوات ليصبح تحت تصرف وزارة البترول وتوجيهه للاستهلاك المحلى واحتياجات قطاع الكهرباء. وأرجع رئيس الشركة أهمية الاكتشاف واستغراقه عدة سنوات إلى أن الكشف «شروق» تم حفره بعمق 1450 مترًا إلا أن الحفر اخترق العمق المقرر إلى 4131 مترًا ووصل إلى طبقة حاملة بالهيدرو كربونات بسمك ألفين قدم بواقع 630 مترًا من صخور الحجر الجيرى. كما يحتوى الكشف على طبقة جديدة شجعت على حفر بئر جديدة أخرى لاستكمال أعمال الحفر لسرعة تنمية الكشف على مراحل. وأشار رئيس الشركة إلى أن «إينى» تقوم بانتاج 30٪ من اجمالى مصر من الزيت الخام والغاز، وبمجرد ضخ انتاج حقل «شروق» ستتغير خريطة سيناريو الطاقة فى البلاد وتكتفى مصر بمخزون الاحتياطى من الغاز لفترة طويلة بدلا من الاعتماد على استيراد باقى حاجة الاستهلاك المحلى من المنتجات البترولية.
