«الاستثمار العقاري يمرض ولا يموت» هكذا يكون القطاع العقاري في فترات ركوده، رغم ثورة يناير وتداعياتها طوال 4 سنوات الماضية وما شهدته البلاد من فوضي وعمليات تخريب، كان لها انعكاساتها السلبية علي الأنشطة الاقتصادية وتأثر القطاع العقاري مثل غيره من القطاعات الأخري إلا أنه ظل متماسكا. مع استقرار الأوضاع تنفس القطاع الصعداء خاصة خلال العام الماضي، إذ حقق القطاع مبيعات وصلت الي 22 مليار جنيه وكانت رسالته أنه المحفظة الآمنة في الادخار للمستثمر و الأفضل في قائمة القطاعات الاستثمارية في السوق، خاصة أنه يضم 90 صناعة مكملة للقطاع العقاري. المراقب لحركة القطاع العقاري خلال النصف الأول من العام المالي 2015 بالبورصة، يتبين أنه الأفضل برغم تراجع مؤشر القطاع بنسبة 9٪ خلال النصف الأول، إلا أنه حقق ثالث أعلي كمية تداول خلال تلك الفترة بحوالي 1٫922 مليار ورقة مالية بقيمة 13٫215 مليار جنيه وتصدرت الشركات العقارية في مقدمة الشركات الأكثر نشاطا في النصف الأول، شركة عامر جروب بتداولات بحوالي 2٫660 مليار ورقة مالية وبالم هيلز بتداولات 813 مليون ورقة مالية ومجموعة طلعت مصطفي بتداولات 332٫9 مليون ورقة مالية، وتحققت هذه الطفرات نتيجة قيام عدد من الشركات بإعادة هيكلة محفظة الأراضي المملوكة لها. وشهدت نتائج أعمال الشركات العقارية في النصف الأول نموا كبيرا علي صعيد الأرباح، إذ شهدت الشركات الكبري أداء قويا للغاية، بقيادة شركة بالم هيلز للتعمير التي حققت طفرة في صافي أرباحها نصف السنوية محققة نموا 380٪ لتحقق صافي ربح قدره 645٫9 مليون جنيه مقابل صافي ربح قدره 134٫43 مليون جنيه للفترة المقابلة. وتحققت هذه الفطرة بشكل كبير نتيجة تسجيل الشركة أرباحا رأسمالية بقيمة 426 مليون جنيه بسبب إعادة هيكلة محفظة الأراضي المملوكة للشركة بالإضافة الي تحقيقها إجمالي تعاقدات خلال النصف الأول من 2015 بلغ نحو 2٫1 مليار جنيه بنسبة نمو 71٪ تمثل بيع نحو 885 وحدة تركزت في المشروعات السياحية الخاصة بالشركة وهو ما تتميز به المبيعات الصيفية بشكل عام للشركات العقارية. كما حققت شركة إعمار مصر للتنمية المدرجة حديثا في البورصة نموا في الأرباح بلغ 305٪ لتصل الي 52٫189 مليون جنيه مقابل 136٫2 مليون جنيه، وذلك نتيجة لتحقيق الشركة لمبيعات قوية علي مستوي مشروعاتها الساحلية ومشروع «اب تاون كايرو» وسجلت شركة السادس من أكتوبر «سوديك» نموا في الأرباح النصف سنوية بلغ 68٪ ليصل صافي أرباحها الي 152٫288 مقابل صافي ربح قدره 90٫5 مليون جنيه للفترة المقابلة مع تحقيقها نموا في المبيعات يقدر ب32٪ ليبلغ حوالي 2 مليار جنيه أما علي صعيد الشركات العقارية المتوسطة فقد حققت معظم الشركات نموا في الأرباح. سألت صلاح حيدر خبير أسواق المال عن أسباب الطفرات في القطاع أجابني قائلا: «إن الشركات العقارية الكبري في البورصة اتسمت بالنمو وقادت عجلة نمو الأرباح النصف سنوية نتيجة لقوة الأداء التسويقي للشركات للمشروعات الكبري التي تطرحها، خاصة في المشروعات الساحلية التي تعتمد عليها الشركات تسويقيا في فصل الصيف، بالإضافة الي عمليات إعادة الهيكلة لمحفظة الأراضي التي حققت منها شركة بالم هيلز للتعمير أرباحا رأسمالية قوية، وعادة ما يتناسي المستثمرون أن من النشاط الأساسي للشركة بيع وشراء الأراضي ليس فقط شراء الأراضي لبناء المشروعات فترتيب محفظة الأراضي عادة ما يحقق للشركات أرباحا رأسمالية جيدة يمكن من خلالها تمويل مشروعات أكثر أهمية وربحية. وتابع «حيدر» إن السوق العقاري يشهد حالة من الانتعاش في فصل الصيف وتشهد العقارات ارتفاعا في مستويات الأسعار نتيجة لعودة بعض المصريين من الخارج لقضاء إجازاتهم السنوية واستثمار بعض مدخراتهم في السوق العقاري بالإضافة الي ارتفاع في النشاط للمشروعات الجديدة التي تقوم بها الشركات العقارية العملاقة خاصة المشروعات الساحلية. وقال محمد صالح خبير أسواق المال إنه بالنسبة للشركات العقارية المتوسطة في البورصة تنقسم الي نوعين الفئة الكبير، وهي التي تقوم مشروعات عملاقة تسوق لنفسها دون الحاجة الي عمليات ترويجية كبيرة تتصدرها «طلعت مصطفي وبالم هيلز وسوديك». وأشار الي أن الشركات الأقل تحتاج الي عمليات ترويجية قوية للمشروعات الجديدة لديها مثل مرسيليا للاستثمار العقاري ومجموعة عامر جروب، وبالرغم من تراجع مؤشر القطاع العقاري خلال النصف الأول من العام الحالي، إلا أنه من المتوقع أن يشهد القطاع بعضا من النشاط في الفترة القادمة مع إدراج أحدث اللاعبين في القطاع العقاري إعمار مصر للتنمية بالرغم من تراجع السهم في أول فترة للاكتتاب إلا أن الشركة تعتبر إضافة قوية للقطاع العقاري نظرا للمركز المالي القوي للشركة علي مستوي الشركات العقارية المصرية.