"مدرستى جميلة ونظيفة ومتطورة".. عبارات منقوشة على مدارس منطقة شبرا، إلا أنها لم تدخل حيز التنفيذ، فبدت المدارس متهالكة محاطة بتلال القمامة، يغزوها الإهمال، الذي يصل إلى تهديد حياة الطلاب. "ثمان مدارس" بمنطقة شبرا رسمت معالم الإهمال وتردى الأوضاع، وتدني الخدمات، فتجد أسلاك الكهرباء عارية، ومياه المجاري تسيطر على الفناء، وسلالم متهشمة، وجدران آيلة للسقوط. رصدت كاميرا "بوابة الوفد" تلال القمامة المحيطة بعدد من مدارس شبرا، فضلا عن إهمال الخدمات، لتعكس مدى معاناة الطلاب. كانت البداية مع "مدرسة على بن أبى طالب" التى يحمل سورها صور قديمة لزعماء وعلماء وأدباء مصريين، يتناسب قدمها مع الترهلات التى بدت على السور الذى يحمل فى طياته الصور وكأن تاريخه يعود الى قبل الميلاد!. بدى "التقشف والتشقق" على جدران المدارس، وامتد إلى السلم، حتى تساقطت بعض درجاته، الأمر الذي يهدد حياة الأطفال. واكتمل مشهد الإهمال، بتراكم كميات كبيرة من القمامة أحاطت بسور المدرسة، ما يبعث بروائح كريهة، ويتسبب في انتشار الأوبئة لدى الأطفال. لم يختلف الوضع كثيرًا بالنسبة ل"مدرسة خالد بن الوليد" ففرضت "تلال القمامة" الحصار على مداخل المدرسة ومخارجها، فلا يتمكن أى زائر من العبور الا بعد أن تدهس قدماه بقايا منها افترشت الأرض أمام بوابة الدخول. واختلفت "خالد بن الوليد" عن نظيراتها من مدارس المنطقة فى أمرين أولهما انقطاع الكهرباء عن المدرسة بالكامل، وثانيهما اقتلاع أغلب نوافذ الفصول والحجرات إضافة إلى تهشم زجاج باقي النوافذ. وبالانتقال إلى مدرسة "السلام الثانوية بنين" تجد الوضع يزداد سواءًا وانحدارًا، فبخلاف تلال القمامة التى تعد كعامل مشترك بين مدارس شبرا الثمان، فإن أول ما تقع عليه عيناك بمجرد أن تدب قدماك بفناء المدرسة هو "بركة ماء عفن" تكونت نتيجة لكسر مكبس المياة الرئيسي بالمدرسة، مما يؤدى إلى تحويل الفناء إلى ما أشبه بترعة أو بركة عفنه تتجمع حولها الحشرات . وبمجرد الدخول إلى المدرسة وقبل الانتقال إلى الأدوار العليا التى تقبع بها فصول الدراسة، فإن رائحة كريهة تستوقفك للحظات تنبعث من "الحمامات" التى لا يشرف على تنظيفها أي من العمال فضلا عن نقص صيانة جميع مكاسب المياة بها، وعلى يسار السلم تتراكم بعض أقفاص الخضار الفارغة! وعدد من الأخشاب عديمة الفائدة، لتعطى مشهد "خرابة" يتجمع بها نفايات بائع الخضار والفاكهة. لم يقتصر الأمر على حد إهمال الصيانة أو النظافة فقط، وإنما امتد ليمثل كارثة حقيقة قد تتسبب فى إزهاق أرواح الكثير من الطلاب، عن طريق "أسلاك الكهرباء المكشوفة"، التى تركت أبوابها الحديدية مفتوحة، دون الوضع فى الاعتبار ما قد ينتج من كوارث نتيجة هذا الإهمال الجسيم . وبمنطقة كوبرى الخشب وأمام مدرسة "الشهيد عبدالمنعم رياض" يوجد مستنقع مياه متواجد باستمرار يمر عليه الطلاب ذهابا وإيابا عند دخولهم وخروجهم من بوابة المدرسة، وازداد المنظر الخارجى للمدرسة بشاعة فوق ما عليه من خلال تحول سور المدرسة إلى اللون الأسود جراء حرق المخلفات والقمامة الخاصة بالمنطقة هناك، بخلاف قطع الخردة وعربات الباعة الجائلين التى اتخذت من سور المدرسة جراجا خاصا لها. وعند الدخول إلى المدرسة لمحاولة الهروب من المنظر الذى يراه الطالب صباح كل يوم قبل البدء فى معمعة الدراسة، نجد فى الكثيرمن بقايا هدم البناء والمقاعد الخشبية. فيما ظهرت "تشققات الجدران" كعامل مشترك فى الإهمال بين مدرستي شبرا الخيمة الصناعية والثانوية، إلا أن مدرسة "شبرا الخيمة الثانوية بنين" احتلت النصيب الأكبر من السوء الذى من المحتمل أن يعرضها للانهيار بسبب كثرة التشققات والتصدعات بجدران الفصول وبين طرقات المبانى كما أن أعمدة البناء فى حالة من الترهل قد تؤدى إلى فقدانها صلابتها أو هدمها. وتظهر الكارثة الكبرى، في عدم تغطية كبلات الكهرباء، ما يهدد حياة الطلاب، خاصة صغار السن. شاهد الفيديو كاملا