ننشر خطة التأمين الطبي لاحتفالات عيد القيامة وشم النسيم    منخفضًا 0.5%.. تراجع أسعار الذهب في مصر للأسبوع الثاني    محافظ أسوان يتابع نسب التنفيذ ب53 مشروعا بقرية وادي الصعايدة بإدفو    تطورات مفاوضات اتفاق وقف إطلاق النار في غزة برعاية مصرية.. «تقدم ملحوظ»    وزير الرياضة يُشيد بنتائج اتحاد الهجن بكأس العرب    في أسبوع المرور العربي.. رسالة من الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب    ضبط 22 ألف قرص تامول مخدر تقدر ب2 مليون جنيه في مطروح    عضو ب«النواب»: توعية المواطنين بقانون التصالح خطوة مهمة لسرعة تطبيقه    تسلم 102 ألف طن قمح من المزارعين في المنيا    القوات المسلحة تهنئ الإخوة المسيحيين بعيد القيامة المجيد    الرئيس السيسي يعزي رئيس مجلس السيادة السوداني في وفاة نجله    رئيس الوزراء يتفقد عددًا من المشروعات بمدينة شرم الشيخ.. اليوم    صراع الهبوط في الدوري المصري .. ثنائي جماهير تحت التهديد    موسم عمرو وردة.. 5 أندية.. 5 دول.. 21 مباراة.. 5 أهداف    «رونالدو» يقود الهجوم.. تشكيل النصر المتوقع أمام الوحدة في الدوري السعودي    ضياء السيد: أزمة محمد صلاح وحسام حسن ستنتهي.. وأؤيد استمراره مع ليفربول (خاص)    "تنسيقية شباب الأحزاب" تهنئ الشعب المصري بعيد القيامة المجيد    محافظ الوادي الجديد يهنئ الأقباط بعيد القيامة المجيد    تفاصيل إصابة 3 أشخاص في حادث تصادم سيارة شرطة يالدقهلية    تأجيل محاكمة عاملين بتهمة قتل مواطن في الجيزة    كل عضو بسعر بالملايين.. اعترافات تقشعر لها الأبدان للمتهم بذبح طفل شبرا الخيمة    عيد العمال.. مدارس التكنولوجيا التطبيقية طريق الفنيين للعالمية    اليوم.. إعادة فتح البوابة الإلكترونية لتسجيل استمارة الدبلومات الفنية 2024    علي ربيع الأضعف جماهيريًا الجمعة.. تعرف على إيرادات فيلم عالماشي    تقديرًا لدوره الوطني خلال حرب أكتوبر.. «الوطنية للإعلام» تنعى الإعلامي الراحل أحمد أبوالسعود    مي سليم تروج لفيلمها الجديد «بنقدر ظروفك» مع أحمد الفيشاوي    "السياحة" في أسبوع.. مد تحفيز برنامج الطيران العارض.. والاستعداد لموسم الحج    ما حكم تهنئة المسيحيين في عيدهم؟ «الإفتاء» تُجيب    مستشار الرئيس للصحة: مصر في طريقها للقضاء على مسببات الإصابة بسرطان الكبد    شم النسيم.. تعرف على أضرار الإفراط في تناول الفسيخ    الكشف على 2078 حالة في قافلة طبية ضمن «حياة كريمة» ببني سويف    تفاصيل مشروعات الطرق والمرافق بتوسعات مدينتي سفنكس والشروق    وزير الري: نعمل على توفير حياة كريمة للمواطنين بالصعيد    الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي تُناقش آفاق التعاون مع وكالة تمويل الصادرات البريطانية    الدفاع الأوكرانية: تمكنا من صد عشرات الهجمات الروسية معظمها بالقرب من باخموت وأفديفكا    كوريا الجنوبية: ارتفاع عدد الهاربين للبلاد من الشمال لأكثر من 34 ألفا    الصحة السعودية تؤكد عدم تسجيل إصابات جديدة بالتسمم الغذائي    إندونيسيا: 106 زلازل ضربت إقليم "جاوة الغربية" الشهر الماضي    مصرع 14 شخصا إثر وقوع فيضان وانهيار أرضي بجزيرة سولاويسي الإندونيسية    برج «الحوت» تتضاعف حظوظه.. بشارات ل 5 أبراج فلكية اليوم السبت 4 مايو 2024    ما حكم الإحتفال بشم النسيم والتنزه في هذا اليوم؟.. «الإفتاء» تُجيب    إيرادات فيلم السرب على مدار 3 أيام عرض بالسينما 6 ملايين جنيه ( صور)    إسماعيل يوسف: كهربا أفضل من موديست.. وكولر يحاول استفزازه    هل بها شبهة ربا؟.. الإفتاء توضح حكم شراء سيارة بالتقسيط من البنك    حملات لرفع الإشغالات وتكثيف صيانة المزروعات بالشروق    «أتوبيسات لنقل الركاب».. إيقاف حركة القطارات ببعض محطات مطروح بشكل مؤقت (تفاصيل)    «الإسكان»: دفع العمل بالطرق والمرافق بالأراضي المضافة حديثاً لمدينتي سفنكس والشروق    عاجل| مصر تكثف أعمال الإسقاط الجوي اليومي للمساعدات الإنسانية والإغاثية على غزة    الصحة توجه نصائح هامة لحماية المواطنين من الممارسات الغذائية الضارة    بايدن يتلقى رسالة من 86 نائبا أمريكيا بشأن غزة.. ماذا جاء فيها؟    محمود بسيوني حكما لمباراة الأهلي والجونة في الدوري    «سببت إزعاج لبعض الناس».. توفيق عكاشة يكشف أسباب ابتعاده عن الإعلام    المطرب هيثم نبيل يكشف كواليس فيلم عيسى    حفل ختام الانشطة بحضور قيادات التعليم ونقابة المعلمين في بني سويف    هبة عبدالحفيظ تكتب: واقعة الدكتور حسام موافي.. هل "الجنيه غلب الكارنيه"؟    دعاء الستر وراحة البال .. اقرأ هذه الأدعية والسور    دينا عمرو: فوز الأهلي بكأس السلة دافع قوي للتتويج بدوري السوبر    دعاء الفجر مكتوب مستجاب.. 9 أدعية تزيل الهموم وتجلب الخير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



معركة الشيخ زويد.. تحليل ونتائج ودروس

لم يكن الهجوم الإرهابى لتنظيم بيت المقدس ضد خمسة عشر موقعاً وكميناً لقواتنا فى الشيخ زويد والقرى المتواجدة جنوبها يوم أول يوليو الماضي.. بغير متوقع من جانب أجهزة استخباراتنا، لا سيما وأنه كان يواكب ذكرى احتفالات المصريين بالذكرى الثانية لثورتهم المجيدة فى 30 يونية. حيث أراد الإرهابيون وعلى رأسهم جماعة الإخوان أن يحولوا هذه المناسبة من يوم فرح وابتهاج إلى يوم دماء وجنازات وعزاءات، كما أن الإخوان وحلفاءهم فى الداخل وفى الخارج لم يخفوا نواياهم بإشعال هذا اليوم بالاغتيالات والهجمات والتفجيرات فى جميع أنحاء مصر. إلا أن قواتنا الباسلة المدافعة عن سيناء قررت بالأعمال وليس بالأقوال أن تجعل يوم 1 يوليو 2015 يوم فخر وعزة وكرامة وشرف وكبرياء للجيش المصرى، ويوم هزيمة ونكد وغم وأشلاء قتلى وجرحى فى صفوف الإرهابيين، فاستدعت قواتنا فى شمال سيناء أقصى ما فى جعبتها من عناصر القوة الخشنة والناعمة لخوض هذه المعركة، والتى اعتبرتها معركة وجود ومصير وحسم بالنسبة للحرب ضد الإرهاب، فتمت تعبئة ورفع درجة استعداد جميع القوات فى سيناء، وإن لم تشرك فى هذه المعركة سوى 1% فقط من قوتها، كما كشف الرئيس السيسى عن ذلك بنفسه. وفى أقل من عشر ساعات نجحت قواتنا فى هزيمة القوى الإرهابية ودحرها وإجبارها على الهروب نحو ملاجئها وأنفاقها الممتدة إلى غزة.. وهى تجر أذيال الخيبة والهزيمة، بينما كانت قواتنا الجوية والبرية تطاردهم مما ضاعف من حجم خسائرها التى ارتفعت من حوالى 100 قتيل فى نهاية أول يوم قتال إلى 241 قتيلاً بعد أسبوع من المطاردة، فضلاً عن تدمير معظم آلياتهم من عربات ودراجات بخارية، فضلاً عن إثبات قدرة قواتنا على فرض الاستقرار والأمن والسيطرة على كل أنحاء سيناء.
مسرح العملية:
من المعروف أن مدينة الشيخ زويد تقع على مسافة 35 كم من الحدود مع غزة، وأيضا حوالى 50 كم من العريش، ويسكنها والقرى المتواجدة جنوبها حوالى 50.000 نسمة من قبائل وعشائر شمال سيناء، وأبرز هذه القرى، المهدية وأبوطويلة والمقاطعة والعكور شرق الشيخ زويد، والشلاق وقبر عمير والخروبة غرب المدينة، أما جنوب الشيخ زويد فتتواجد قرى التومة والجميعى والظهير وأبوالعراج وأبولفيتة والجورة والزوارعة والقريعة والحمادين.
- أما مناطق ارتكاز الإرهابيين فهى على النحو التالى:
1- قرية المقاطعة، ويقودها توفيق الأطرش، وبها حوالى 60 إرهابيًا، وهى مسئولة عن مهاجمة وتفجير الأكمنة وأقسام الشرطة، وتستخدم قذائف الهاون فى قصف الأهداف المتواجدة على مسافة 10 كم بالضرب غير المباشر.
2- قرية الجميعى: ويقودها سلامة البلاهينى، وهو الذراع اليمنى للقيادى شادى المنيعى، وتضم تلك الخلية خبراء صناعة العبوات الناسفة، ويصل عددهم إلى حوالى 50 فردًا.
3- قرية التومة: يسيطر عليها عطا الله القرم، شقيق يونس القرم أحد المتهمين باغتيال الشهيد المقدم محمد مبروك بجهاز الأمن الوطنى، وهى مسئولة عن استهداف الكمائن وتجهيز العربات المفخخة والانتحاريين بالأحزمة الناسفة واختطاف رجال الجيش، ويبلغ عددهم حوالى 60 فردًا.
4- قرية الحمادين: يقودها فرحان عيد المعاتقة وتضم ما يقرب من 20 مسلحًا.
5- قرية أبولفيتة: يقودها كمال علام حفنى، وهو مسئول الجناح العسكرى بالتنظيم، وتضم ما يقرب من 50 مسلحًا وتعتبر أخطر خلايا بيت المقدس لكونها تضم الانتحاريين وسائقى السيارات المفخخة.
- ويتمركز الإرهابيون فى أماكن تحت الأرض فى هذه القرى مثل حماس وحزب الله، خاصة أن تضاريس المنطقة تسمح بالهروب تحت المزارع وخارج الكتلة السكنية. لا سيما أن مدينة الشيخ زويد تتكون من ثلاثة أحياء صغيرة، إلا أن مساحة الزراعات واسعة ومن الممكن أن يتم حفر خندق تنتقل منه إلى المدينة بسهولة، كما أنهم استخدموا أسطح المنازل لإطلاق النار على قوات الجيش وقسم الشرطة، ومن يرفض من الأهالى السماح لهم بالصعود كان يُقتل فورًا مما تسبب فى قتل عدد من المدنيين أثناء المعركة.
- أما مدينة العريش فيتمركز بها خلية إرهابية بمنطقتى الزهور والعبور، ويقودها هانئ أبوشيتة، المتهم بالمشاركة مع أشقائه فى اختطاف جنود الشرطة السبعة فى فترة حكم مرسى.
- كما تلقى هذه الجماعات الإرهابية دعما ومساندة من جماعات إرهابية أخرى.. منها «أجناد مصر» بقيادة مجد الدين المصرى المسئول عن عدة هجمات على قوات الأمن فى القاهرة ومدن أخرى، وجماعة «التكفير والهجرة» وعددهم لا يتجاوز 500 عنصر، وجماعة التوحيد والجهاد ويقودها كمال علام شادى المنيعى من جيش الإسلام الفلسطينى، وقد نفذت عملية خطف الجنود المصريين.
- وبالنظر للتوزيع السابق إيضاحه للقرى التى يتحكم فيها الإرهابيون جنوب الشيخ زويد، نجد أن أهم البؤر الإرهابية التى يتخذها تنظيم بيت المقدس هى قرية (التومة) باعتبارها مركز قيادات التنظيم، حيث قاموا بتلغيم جميع المداخل المؤدية إلى القرية حتى لا تتمكن قواتنا البرية من اقتحام مقر قيادة التنظيم، ما أدى إلى تعامل قواتنا معهم بطائرات الأباتشى والطائرات بدون طيار. ويؤكد شهود العيان أن السيارات المفخخة التى استهدفت كمين (أبورفاعى) قد خرجت من (التومة) حيث قامت عناصر فلسطينية متخصصة بتجهيزها. أما قرية (المقاطعة) فتعتبر من البؤر الأكثر شراسة فى القتال، وفيها يتم تصنيع العبوات المتفجرة وزرعها على طرق تحرك قواتنا، وقد خرجت يوم الأربعاء عدة سيارات تحمل عناصر إرهابية وأسلحة وترفع الأعلام السوداء اتجهت مباشرة لاستهداف قسم شرطة الشيخ زويد، وقد لقى ثلاثة عناصر قيادية مصرعهم فى هذه القرية على رأسهم باسل أبومنير والذى سقط والده وإخوته على أيدى قوات الأمن خلال العمليات الأخيرة. أما قرية الخروبة التى استهدفت الكمين الذى يحمل نفس الاسم أكثر من مرة وشاركت فى هجوم كرم القواديس وتتخذ من منطقة العبيدات مقرا لقيادتها، فقد لقى العشرات من هذه العناصر مصرعهم بفعل الهجمات الجوية. أما قرية أبولفيتة التى تقع جنوب منطقة كرم القواديس فتضم كوادر قيادية بمنطقة (الجميعى)، وبينهم عناصر أجنبية متخصصون فى تصنيع العبوات المتفجرة والأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة، ومهمتها الأساسية التنسيق بين البؤر الإرهابية فى شمال سيناء.. وقد خرجت منها يوم المعركة عدة سيارات كروز محملة بالعناصر الإرهابية ومسلحة بصواريخ مضادة للطائرات تحمل من الكتف (سام-7) ورشاشات مضادة للطائرات 14.5 بوصة، وصواريخ مضادة للدبابات (كورونيت) الروسية ذات المدى 6 كم واتجهت إلى مدينة الشيخ زويد ولم تعد تلك السيارات إلى القرية عقب القصف الجوى لمدينة الشيخ زويد، كما لم ترصد أي تحركات لتلك العناصر بعد المعركة على عكس ما كان قبلها. أما قرية (الجورة) والتى تقع فيها مقر قوات حفظ السلام الدولة mfo ومطار الجورة فهى تضم عناصر من قيادات بيت المقدس، فقد سقط منهم فى عمليات يوم الأربعاء الأول من يوليو حوالى 30 قتيلاً، وتشير بعض المعلومات إلى تعاون بين قيادة القوات الدولية وأنصار بيت المقدس بتوجيهات أمريكية، والتى يبلغ حجمها حوالى 3000 جندى منهم 1000 أمريكى تتحكم فى شبكة تضم 35 برج مراقبة ونقطة تفتيش ومركز مراقبة على طول شرقى سيناء، ومقرها الرئيسى فى روما، ولها مكتبان أحدهما فى تل أبيب ومعسكرات بالعريش وشرم الشيخ. وقد وجهت مصر اتهامات مباشرة ضد قيادة هذه القوات فى معسكر الجورة بأنهم يوفرون الحماية للإرهابيين عندما يهربون من هجمات قواتنا، وتخفيهم فى نفق تحت الأرض بطول 500 م ينتهى أسفل نقطة مراقبة mfo بقرية الليفتات، حيث يسرع الإرهابيون إلى الاختفاء فى هذا النفق بمجرد سماع أصوات الطائرات لتأكدهم أن طائراتنا لن تقصف معكسرات القوات الدولية، هذا فضلا عن قيام قوات mfo بإمداد الإرهابيين بالوقود وعلاج المصابين، مقابل تعهد الإرهابيين بعدم تنفيذ هجمات ضدها وتحذيرها من أماكن العبوات الناسفة.
انتشار الإرهابيين بين سكان سيناء:
- يشبه تنظيم بيت المقدس الخلايا السرطانية الخبيثة التى تنتشر بين تجمعات السكان فى سيناء، خاصة فى مثلث رفح - الشيخ زويد - العريش، فى الاستفادة من الأنفاق الممتدة من قطاع غزة إلى داخل مدينة رفح المصرية عبر ممر فلادلفيا الذى يفصل شمال سيناء عن قطاع غزة بطور 14 كم، ثم يهربون عقب الضربات التى توجه ضدهم عبر هذه الأنفاق إلى غزة حيث تتواجد تنظيمات إرهابية حاضنة لهم تحت سيطرة حماس، يهربون إلى كهوف جبل الحلال وفى الدروب الصحراوية الواسعة التى تشبه التيه، لكنها تحتضن معسكرات تدريب الإرهابيين.
- وقد سعى تنظيم بيت المقدس إلى تحويل مدن وقرى سيناوية إلى بؤر إرهابية سواءً لإخفاء عناصره أو تجنيد الأعضاء الجدد وتدريبهم، أو مراكز لوجستية (للتموين بالاحتياجات الإدارية)، واستطاعت بالترهيب والترغيب تحقيق هذا الهدف فى القرى والمناطق الأشد فقراً والأقل تعليماً، حيث يسهل السيطرة على أهلها وإخضاعهم لأغراضها. فقد اكتشفت إحدى الحملات الأمنية لقواتنا فى قرية الليفتات مخزنا يحتوى مواد شديدة الانفجار فى مدرسة القرية وداخل الوحدة الصحية، إلى جانب مدرسة تصنيع العبوات الناسفة والسيارات المفخخة، و7 عبوات أسطوانية مخروطة الشكل تستخدم فى أعمال التفجير، وأنبوبتى بوتاجاز، و12 أسطوانة صاروخ لقطع الحديد، فضلاً عن وجود نفق يستخدم كمقبرة للعناصر التكفيرية بداخله 7 جثث حديثة الدفن.
- كذلك اكتشفت الحملة أيضا 24 نفقاً كان يستخدمها الإرهابيون فى الاختباء، منها نفق طوله 120 م بعمق 2.5 م وارتفاع فتحته متر واحد، إلى جانب غرفة يتم الاختباء بها، فضلا عن ملجأ تستخدمه العناصر الإرهابية فى إخفاء السيارات والدراجات البخارية، و5 ملاجئ للإعاشة تحت الأرض مجهزة بجميع أنواع الإعاشة من مولدات كهربائية وأغذية ومياه معدنية، وضبط داخل الملاجئ الخمسة بقايا أغذية وملابس عسكرية وأجهزة اتصالات تحت الأرض.
- وتم العثور أيضاً على غرفة داخل أحد التلال الجبلية تستخدم كمخزن للسلاح، احتوت على 100 مقذوف ودانة مدفعية، وملابس عسكرية مموهة. بالإضافة إلى اكتشاف 18 منزلًا و12 عشة مخبأ بها بنادق آلية ورشاشات متوسطة وقنابل يدوية، ومخزن طلقات، وورش إصلاح الدراجات البخارية وقطع غيار وأدوات طبية.
- وتشكل هذه القرى المكان الأمثل لإيواء العناصر الإرهابية، حيث بتواجدهم وسط الأهالى يشكلون عائقا أمام قواتنا - خاصة الجوية - فى استهداف هذه القرى حرصا على سلامة أهالى سيناء، حيث يستخدمهم الإرهابيون كدروع بشرية، ومع اعتراف مشايخ عشائر سيناء بوجود خونة من بين أبناء هذه العشائر الذين تم إغواؤهم بالأموال أو الشعارات الدينية الزائفة مما أثر فى تلويث عقولهم، إلا أن كثيرا من أهالى سيناء يتعاونون بشكل كامل مع قواتنا المسلحة، خاصة فى مجال المعلومات، حيث من السهل بالنظر لمحدودية عدد السكان فى كل قرية أن يتم اكتشاف أي عناصر دخيلة عليهم. هذا رغم قيام الإرهابيين بتهديد مشايخ القبائل والعشائر والأهالى بأن القتل سيكون مصير كل من يتعاون مع الجيش، وقاموا بالفعل باغتيال عدد من المشايخ وأبنائهم بطريقة داعش الدموية. كما يقوم الوطنيون من أبناء القبائل بتأمين المنشآت الكهربائية والبترولية تعاونا مع الدولة، ويكفى أن نشير إلى استشهاد أحد أبناء القبائل على أيدى العناصر الإرهابية لأنه رفض صعودهم إلى سطح منزله لاستهداف قسم الشيخ زويد، فقاموا بقتله هو وابنه وإلقائه من فوق سطح المنزل.
- وخلال المعركة الأخيرة كان الأهالى محصورين بين المطرقة والسندان، بين قصف الطائرات من السماء، وإطلاق النيران من الإرهابيين على الأرض. وقال أحد المشايخ إن الأهالى حقيقة بين نارين.. فلو تعاونوا مع الجيش فسيقتلهم الإرهابيون، ولو تعاونوا مع الإرهابيين فإنهم يخونون وطنهم، لذلك التزم بعضهم الحياد للحفاظ على حياتهم وأسرهم، وهناك أكثر من 12 شيخ قبيلة و100 شاب يتعاونون مع قوات الأمن تعاونا مستمرا، وحتى من انضم للإرهابيين لا كلمة لشيخ القبيلة عليه، لأنه يكون بلغة البدو (إتشمس) أى خارج دمهم والشيخ غير مسئول عنه.
- كما يؤكد أحد زعماء العشائر أن الصور التى أخذت لقتلى الإرهابيين كان بينهم كثير من الأجانب بعضهم سوريون وأتراك، وأنهم فى تكتيكات قتالهم يطبقون كثيرا من تكتيكات حماس وحزب الله، مع ملاحظة امتلاكهم أموالاً كثيرة مصرية ودولارية ويورو.
قيادات بيت المقدس:
- يحيط تنظيم بيت المقدس الموالى لتنظيم داعش، أسماء قادته بأقصى درجات السرية والغموض، وفقا لسياسة تنظيم داعش الذى لا يعلن أسماء قادته باستثناء زعيمه أبوبكر البغدادى الذى يعتبرونه (خليفة المسلمين) إلا أن بعض الأسماء تم الكشف عنها مثل شادى المنيعى الذى يُعتقد أنه أمير التنظيم. وتؤكد مصادر المعلومات أن كمال علام، الذى سقط قتيلاً فى الهجوم الأخير هو أحد أخطر القيادات العسكرية لأنصار بيت المقدس، وهو الذى خطط للعملية، كما يعتبر القائد الميدانى لها، حيث قاد بنفسه عدة عمليات سابقة فى شمال سيناء.
- كما تشير المعلومات إلى أن محمد أحمد نصر - الأستاذ السابق بكلية العلوم جامعة قناة السويس - هو المخطط الاستراتيجى للعملية، وكان أيضا المخطط لعملية اغتيال الشهيد العقيد محمد المبروك مسئول أمن الدولة، حيث انضم للتنظيم وتزعم ما يسمى (كتيبة الفرقان)، ثم أصبح الرجل الأول فى التنظيم بعد مقتل توفيق فريج زيادة بعد انفجار القنبلة فيه، ثم تنفيذ حكم الإعدام على محمد بدوى ناصفى الرجل الثانى فى التنظيم.
- ويظهر فى المشهد أيضا إلى جانب هؤلاء نصر أبوأسامة المصرى المتحدث الإعلامى، فى ظل غموض يكتنف مصير شادى المنيعى القيادى الأشهر فى التنظيم المسئول عن اغتيالات العريش ومذبحتى رفح الأولى والثانية، والذى تحول إلى لغز كبير فى ظل إصرار التنظيم على تأكيد أنه لا يزال على قيد الحياة، حيث أذاع فيديو للأخير يقرأ خبر وفاته متهكما، رغم تأكيد اللواء محمد إبراهيم - وزير الداخلية السابق مقتل المنيعى.
تورط حماس فى الهجوم الإرهابى:
- كشف تنظيم بيت المقدس عن انضمام عدد من عناصر «كتائب القسام» - الجناح العسكرى لحركة حماس - إلى تنظيم «أنصار الخلافة فى غزة»، الذى طالب باقى عناصر القسام «بالانضمام إليه.. وترك طواغيت قيادات حماس الباحثين عن مصالحهم» - ووصف تنظيم بيت المقدس على أحد المواقع التكفيرية التابعة لحركة حماس ب «أذناب إيران والشيعة فى أرض العرب»، ولم ينس هذا التنظيم الإرهابى (أنصار الخلافة فى غزة) أن يطالب أفراد وجنود الجيش بالهروب من التجنيد والانضمام إلى ما وصفه ب «جند الخلافة»، كما طالب عناصر جماعة الإخوان بمبايعة التنظيم للوقوف ضد ما وصفهم ب «الطواغيت المرتدين من مؤسسات الدولة المصرية» متوعدًا كل مؤيدى ثورة 30 يونية.
- وقد كشف المنسق للحكومة الإسرائيلية فى المناطق الفلسطينية - ميجور (يواف مردخاى) بالأدلة والأسماء، خلال مداخلة تليفونية مع قناة الجزيرة القطرية، والذى أكد فيه أن حماس قدّمت دعماً لوجستياً وعسكرياً لتنظيم ولاية سيناء وأشار إلى أن قائد كتيبة فى كتائب القسام - يدعى وائل فرج - كان يُهرِّب الجرحى من عمليات سيناء الإرهابية يوم المعركة إلى قطاع غزة عبر الأنفاق، إضافة إلى مسئول تدريب فى حماس يدعى عبدالله قيس قام بتدريب إرهابيي بيت المقدس على استخدام العربات المفخخة والأحزمة الناسفة والصاروخ المضاد للدبابات الروسى (كورونيت) والذى سبق أن حصلت عليه كتائب القسام من حزب الله واستخدمته فى حرب غزة 2009، وكان ضمن أسلحة الإرهابيين التى استخدمت فى معركة يوم الأربعاء أول يوليو. وقد أكد المسئول الإسرائيلى أن حماس قامت بتدريب وتسليح حوالى 3000 من العناصر الإرهابية التى هاجمت كمائن الجيش المصرى، كما اشترت بيوتا فى سيناء لإيوائهم، وعالجت المصابين منهم فى المستشفى الكويتى بقطاع غزة، أما العمليات الحرجة فقد تمت فى مستشفى المجاورة تحت إشراف د. أبو الصبح.
- كما أفادت مصادر فلسطينية بأن المدعو عبدالإله محمد سعيد قشطة - القيادى بحركة حماس - لا يزال على قيد الحياة رغم إعلان الحركة أنه قتل، بل وشارك فى الهجمات الأخيرة جنوب الشيخ زويد، وهو المسئول عن تدريب الإرهابيين على الصواريخ المضادة للدبابات والمادة المتفجرة C4. كذلك يوجد ضمن صفوف حماس الضابط المصرى المفصول من الخدمة عام 2007 هشام عشماوى، والذى شارك فى محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم. كذلك أكدت هذه المصادر أن أي خطة إرهابية تتم فى سيناء، يتم وضعها والإعداد لها فى غزة مسبقاً.
- وقد ثبت وجود ارتباط وثيق بين الجماعات الإرهابية فى سيناء وعلى رأسها بيت المقدس تنظيمات حاضنة لها فى قطاع غزة.. أبرزها «الجيش الإسلامى» بقيادة ممتاز دغمش و«جيش محمد» و«جلجليت» و«أنصار بيت المقدس» وغيرها. وغنى عن القول إنه رغم وجود كتيبة من المتحدثين الرسميين لدى حماس، إلا أنه لم يخرج منهم بيان واحد يدين عملية اغتيال النائب العام هشام بركات، فى حين أصدرت بيانا رسميا يهنئ حزب أردوغان برئاسة البرلمان التركى!!، ناهيك عن دعوة مركز (ابن تيمية) الذراع الإعلامية للجماعات الجهادية فى غزة لجمع تبرعات لصالح تنظيم بيت المقدس فى سيناء بهدف جمع أموال وأسلحة لتهريبها إلى التنظيم فى سيناء بعد الهزيمة التى تعرض لها فى معركة الشيخ زويد على أيدى رجال الجيش المصرى.
- ويعتبر والى حلب فى إمارة (داعش) أحد قيادات الجناح العسكرى فى حركة حماس (كتائب القسام)، وقد صدر عنه فى 3 يوليو الماضى أن عشرات من (الدواعش) فروا عبر الحدود البرية والبحرية خلال الشهرين الماضيين، بعد التضييق عليهم من الجيش، خاصة بعد الضربة الجوية التى وجهتها مصر ضدهم أخيرا فى بلدة درنة الساحلية، ولا يقتصر التهريب عبر الحدود مع ليبيا على تسلل الإرهابيين، ولكن أيضا أسلحة ومواد متفجرة، وذلك عبر المحور سوريا - ليبيا - مصر، وهو ما يؤكد وجود منظومة إرهابية يدعم بعضها بعضاً.. من سوريا إلى ليبيا إلى مصر تتبادل الخبرة والأسلحة والانتحاريين.
- خلاصة القول فى شأن دعم حماس للعمليات الإرهابية فى سيناء، إنه لا يمكن الفصل بينها وبين تنظيم بيت المقدس، فالجسد والروح واحدة وإن تعددت الأسماء، فحماس فى غزة هى الحاضنة العسكرية واللوجستية لبيت المقدس فى سيناء، وتمدها بالأسلحة والإرهابيين والأموال والذخائر والسيارات، ويتم تهريبها عبر الأنفاق ومن البحر، بل لقد ثبت وتأكد لدى أجهزة المخابرات المصرية أن المخطط الذى كان موضوعا يشمل فى حالة نجاح المرحلة الأولى منه، أن يتم الدفع بتعزيزات برية عبر الحدود من غزة، وتنفيذ عمليات إبرار بحرى لقوات خاصة من كتائب القسام لدعم الهجوم الإرهابى فى منطقة الشيخ زويد. وقد تأكد لأجهزة المخابرات المصرية أن جماعة (أنصار الخلافة) بقطاع غزة التابعة لتنظيم داعش أرسلت أكثر من 1000 خط تابعة لشركات المحمول الإسرائيلية (أورانج) إلى تنظيم بيت المقدس بسيناء لاستخدامها فى عملياتها التفجيرية ضد الجيش المصرى هناك، وذلك نظرا لفشل التنظيم فى الحصول على شرائح تابعة لشركات المحمول المصرية بسبب تشديد الرقابة على وسائل الاتصال، فضلا عن قطع الاتصالات أثناء المعارك.
- أما وجه الخطورة المستقبلية فتتمثل فيما كشفت عنه صحيفة (جيروزاليم بوست) الإسرائيلية عن قيام جماعة الإخوان أخيراً بتعزيز تحالفها مع تنظيم أنصار بيت المقدس الموالى لداعش فى سيناء، لتكوين ما يسمى (إخوان داعش)، وهو تكوين إرهابى جديد يلقى دعما ومساندة من حماس طبقا لتكليفات التنظيم الدولى للإخوان المتواجد فى أسطنبول، ويهدف تكثيف أعمال العنف فى سيناء والمحافظات المصرية الأخرى. وأكدت الصحيفة الإسرائيلية عن وجود تطور كبير فى اتجاهات الإخوان ليصبحوا أكثر تطرفا وميلا لتنفيذ عمليات إرهابية، عن طريق تشكيل تنظيم عسكرى جديد يقود جيلا جديدا من قيادات الإخوان تتبنى أفكار وأساليب داعش، لتوسيع دائرة الاشتباك ضد أهداف ومؤسسات الدولة المصرية، وأن حماس هى همزة الوصل بين جماعة الإخوان وتنظيم داعش، خاصة مع وجود اختلاف جوهرى فى العقائد الفكرية التى يعتنقها الأطراف الأربعة.. داعش والإخوان وحماس والقاعدة، وإن كان الاختلاف الوحيد هو فى كيفية استخدام القوة وتوقيتها.
- وبجانب ما أكده الإسرائيليون عن استمرار قيام حماس ببناء الأنفاق ليصل طولها 3 كم، حيث تحصل من خلالها على الأسمنت ومواد البناء والبضائع، وترسل من خلالها الإرهابيين والأسلحة إلى أنصار بيت المقدس فى شمال سيناء، وذلك فى إطار التعاون بين حماس وداعش باعتبار أن منظمة بيت المقدس أحد فروع داعش بعد أن بايعتها، حتى بلغ أجر من يقوم بتهريب 2 كرتونة سجاير إلى غزة حوالى 1500 جنيه، وهو ما يغرى كثيراً من الشباب العاطلين بالقيام بهذه المجازفة رغم خطورتها.
غداً.. الحلقة الثانية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.