دشن العديد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، حملات لمناشدة المواطنين مقاطعة شراء اللحوم، احتجاجاً على ارتفاع سعرها إلى أكثر من 90 جنيهًا للكيلو، ومواجهة ما وصفوه ب"جشع الجزارين". حظيت الحملة التي بدأ تطبيقها من محافظات الصعيد، أمس الأحد، قبل أن تمتد إلى باقي المحافظات، بدعم من جانب العديد من الشخصيات العامة والمشاهير، من بينهم الفنانة شريهان، التي كتبت علي حسابها بموقع "تويتر"، قائلةً: "أناشد جميع المواطنين القادرين علي شراء اللحوم مقاطعتها #دعما_لحملة #بلاها_لحمة.. وبلاها لحمة". وأكدت وزارة التموين أنها لا تعارض حملة مقاطعة اللحوم، وأنها علي استعداد لضخ كميات إضافية بالمجمعات الاستهلاكية لمواجهة ارتفاع الأسعار، كما أعلن "جهاز حماية المستهلك" ترحيبه بالحملة، معتبراً أنها "حملة للمواطنين ضد الاستغلال"، وفقاً لوسائل إعلام مصرية. وقال نائب رئيس شعبة "القصابين" بغرفة القاهرة التجارية، محمد شرف، إن "حملة المقاطعة قد يكون لها أثر علي تثبيت الأسعار في عيد الأضحى.. إذا ما توافر المعروض"، لكنه أوضح أن حملة المقاطعة ليست واضحة فيما يتعلق بنوعية اللحوم التي سيتم مقاطعتها، فيما إذا كانت علي الأنواع البلدي أم المجمدة في المجمعات الاستهلاكية و التعاونية. وأضاف شرف في تصريحات لCNN بالعربية، أن الأزمة بدأت عندما تم رفع سعر اللحوم بنحو عشرة جنيهات في شهر رمضان الماضي، إضافة لمخاوف لدى البعض من ارتفاع سعرها بشكل جنوني عند حلول عيد الأضحى، مع زيادة الطلب عليها. وقال إن "ارتفاع الأسعار ليس جشعاً من التجار"، على حد قوله، ولكنه يرجع إلى وجود ما وصفه ب"عجز في الثروة الحيوانية، في مقابل الزيادة الكبيرة في الطلب"، لافتاً إلى أن الكثير من الحلول لم تؤثر لحل الأزمة. وأشار إلى أنه يتم استيراد نحو 65 في المائة من اللحوم بين المجمدة والحية، وانتشار اللحوم الخاصة بالأكشاك والمنافذ التابعة للجيش علي مستوى الجمهورية، لافتًا إلى أن اللحوم البلدية تمثل نحو 35 في المائة فقط من اللحوم المحلية. وقال إن اللحوم في المجمعات الاستهلاكية يصل سعرها إلى 59 جنيهاً، بينما يصل سعر اللحوم البلدية لدى الجزارين إلى 85 جنيهاً، بعد أن كانت 75 جنيهاً. من جانبه، قال رفاعي البرديسي، أحد مؤسسي حملة "بلاها لحمة" في سوهاج، إن فكرة مقاطعة شراء اللحوم جاءت بعد ارتفاع سعرها من 65 إلى 85 و90 جنيهاً، وهو أمر غير مألوف بمحافظات الصعيد، والتي عادة ما يكون سعر اللحوم منخفض بها عن المحافظات الأخرى، لتربية المواشي بحكم الطبيعة الريفية. وأضاف في تصريحات لCNN بالعربية، أن الحملة مستمرة حتى 15 سبتمبر القادم، حتى تخفيض أسعار اللحوم لما كانت عليه، لافتاً إلى أنها تستهدف اللحوم البلدية وليست المستوردة، أو ما يطلق عليها ب"اللحوم المبردة". وأشار إلى استجابة العديد من المحافظات الأخرى لحملات المقاطعة، مثل أسيوط وبعض محافظات الدلتا والوجه البحري، موضحاً أن أغلب من استجابوا لها كانوا من محدودي الدخل.
