يولي الرأي العام التركي اهتماما كبيرا باللقاء الحاسم الذي سيعقد غدا الخميس في دار الضيافة الحكومي بالعاصمة أنقرة للإعلان عن تشكيل حكومة ائتلافية أو التوجه لانتخابات مبكرة. وترأس كليجدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري ظهر اليوم الأربعاء اجتماع اللجنة التنفيذية لحزبه " الكمالي المعارض" للحصول على آراء أعضاء اللجنة بصدد التوجه لتشكيل حكومة ائتلافية من عدمه، وخاصة بعد أن حصل الليلة الماضية على الصلاحيات التامة من قياديي حزبه بصدد القرار النهائي للمشاركة أو عدم المشاركة في الائتلاف المحتمل تشكيله مع حزب العدالة والتنمية. وعلى الرغم من اقتراح كليجدار أوغلو في لقائه الأخير مع داود أوغلو بتشكيل حكومة ائتلافية قوية تسير أمور البلاد لخمسة أعوام وأن كافة الأنباء تتحدث عن أن اللقاء الأخير بين داود أوغلو وكليجدار أوغلو قد جرى في جو إيجابي، إلا أنه لا يجب التعويل على توقعات كبيرة، وإلا فستؤدي لخيبة أمل لاحقا إذا ما تم اتخاذ قرار بالتوجه لانتخابات مبكرة. يشار إلى أنه بحسب النتائج الرسمية للانتخابات العامة التي شهدتها البلاد في 7 يونيو الماضي، لم يتمكن أي حزب من تحقيق أغلبية لتشكيل الحكومة بمفرده، حيث فاز حزب العدالة والتنمية بنسبة 40.66% (258 مقعدا) من أصل 550 هي إجمالي عدد مقاعد البرلمان، فيما حصل حزب الشعب الجمهوري على 25.13% (132 مقعدا)، وحزب الحركة القومية على 16.45% (80 مقعدا)، وحزب الشعوب الديمقراطية الكردي على 12.96% (80 مقعدا). وقد رفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في تصريحات صحفية مؤخرا، تمديد فترة ال45 يوما المحددة بالدستور لتشكيل حكومة ائتلافية، والتي ستنتهي في 23 أغسطس الجاري، حيث قال إنه سيتم التعامل مع النص الدستوري الذي يتيح الفرصة لتوجه البلاد لانتخابات مبكرة بعد 90 يوما من انتهاء فترة تشكيل ائتلاف، أو من خلال إمكانية اتخاذ مجلس البرلمان قرارا بالتوجه لانتخابات مبكرة وتشكيل حكومة حتى يحين موعد الانتخابات. وأكد الرئيس التركي، الذي كان يطمح في فوز حزبه بأغلبية تمكنه من تعديل الدستور وبالتالي تحويل البلاد من النظام البرلماني إلى الرئاسي، أنه لا يحبذ تشكيل حكومة أقلية، بل استمرار الحكومة الحالية في مهامها مع تقديم الدعم لها من الخارج.