"ونجحت المهمة".. قد تكون تلك الكلمات التى تدور بداخل أذهان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري والوفد المرافق له بعد لقاءه مع نظيره القطرى خالد العطية الذى أكد بدوره، نيابة عن دول الخليج، أن دول مجلس التعاون الخليجي ترحب بالاتفاق النووي على أساس وعد أمريكا وأوروبا بمنع طهران من تطوير سلاح نووي. موافقة دول الخليج على الإتفاق النووى، أمر كان يشبه المستحيلات، حيث شهدت الشهور الماضية أثناء المفاوضات شجبا وإدانة للموقف الدولى المؤيد لنووى إيران خاصة التصريحات السعودية التى هددت بتطوير سلاح نووى حال فشل المجتمع الدولى فى وقف البرنامج النووى الإيرانى. فى سبيل إقناع الخليج بالإتفاق النووى، دعا الرئيس الأمريكى أوباما رؤساء دول مجلس التعاون الخليجى للمناقشة بشأن تهديدات النووى وعرض مخاوفهم من التمدد الشيعى الإيرانى فى المنطقة وإنحسار قوى السنة خاصة إذا كان مدعوما بالسلاح النووى الذى قد تتجه إيران لتطويره بعد تنفيذها البرنامج النووى. وفى نفس الصدد أرسل أوباما بوزير خارجيته، كيرى، هذا الأسبوع لإقناع دول الخليج وطمأنتها بشأن النووى خاصة فى ظل معارضة حزب الجمهوريين القوية للاتفاق ووضع أوباما فى موقف محرج لأنه من أبرز المؤيدين للاتفاق و معارضته كانت ستريق ماء وجهه فى بلاده وأمام العالم كله. رأت الصحف العالمية أن زيارة كيرى كانت موفقة وأنه أحرز نجاحا بقبول الخليج للاتفاق ونال ردود أفعال إيجابية من الخليج حول الاتفاق بتخفيف حدة المخاوف المثارة بشأنه. نيويورك تايمز: كيرى يفوز بدعم "حذر" من الخليج قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن الاتفاق النووى الإيرانى حظى بدعم "حذر" من قبل مسؤولى دول مجلس التعاون الخليجي حيث صرح خالد العطية وزير خارجية قطر أن الإتفاق كان "أفضل خيار مطروح ضمن الخيارات الأخرى"، مؤكدا ثقته فى وعد الولاياتالمتحدة بوقف إيران حال اتجاهها لصناعة النووي وعدم التزامها ببنود الاتفاق النووى. أضافت الصحيفة أن كيرى ودول الخليج اتفقوا على طرق إرسال الدعم العسكرى والمجهودات التدريبية التى وعد بها الرئيس أوباما فى قمة كامب ديفيد فى مايو الماضى التى اجتمع فيها مع قادة دول الخليج بنفسه لتأكيد دعمه لهم فى ظل الإتفاق النووى المثير للمخاوف داخل دول الخليج. وول ستريت: موافقة الخليج تعزز الموقف الأمريكى تحت عنوان " دول الخليج العربى تدعم الاتفاق النووى الإيرانى"، قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إن مجلس التعاون الخليجي أظهر ردود فعل إيجابية نحو الاتفاق عقب زيارة كيري بدعمه إدارة أوباما من خلال الموافقة على الاتفاق النووي ومنح البيت الأبيض فوز دبلوماسي يمده بدعم قوى بعد توقيعه على اتفاق النووى. تقول الصحيفة أن رد الفعل الإيجابى من دول مجلس التعاون الخليجى المكون من السعودية والبحرين وقطر والإمارات وعمان، جاء بعد ضغوط وإغراءات من البيت الأبيض بزيادة مبيعات الأسلحة للخليج ومشاركة الخبرات الإستخباراتية والتدريب العسكرى. أكدت الصحيفة أن البيت الأبيض تلقى رد الخليج بسرور وإعتبره بمثابة "دفعة وتعزيز" لمجهودات الرئيس أوباما بكسب الدعن فى بلاده والموافقة على الإتفاق النووى . واشنطن بوست: إسرائيل وحيدة بعد موافقة الخليج قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن الدعم الخليجى للاتفاق النووى رغم كونه محفوفا بالحذر إلا أنه ترك إسرائيل فى موقف المعارض الوحيد فى المنطقة بعد تأييد الخليج. تقول الصحيفة إنه من وجهة نظر إسرائيل، إنها ترى أن إدارة أوباما كان يمكنها التوصل لاتفاق أفضل يمنع تطوير إيران لأى سلاح نووى وليس فقط تأجيل المشروع. رأت الصحيفة أن وزير الخارجية جون كيرى أن قبول الخليج بالإتفاق يعد نجاحا يحسب له.
