كسل العين عبارة عن ضعف في الإبصار في عين لم تتطور فيها الرؤية بشكل طبيعي منذ فترة الطفولة المبكرة، وعادة ما يحدث ذلك في عين يكون تركيبها طبيعياً وهو ضعف في الرؤية المركزية للعين بدون وجود سبب عضوي أو بشكل لا يتناسب مع الخلل العضوي في العين إن وجد ولا يصيب الرؤية الطرفية عادة، كما لا يمكن إصلاحه بالعدسات ويصيب 1-5% من الناس، ويصيب الأطفال قبل سن السادسة وهو السبب الأكثر شيوعاً لمشاكل البصر في الأطفال، وفي الكسل لا ينقل التنبيه البصري بشكل كامل أو لا ينقل بالكلية عبر العصب البصري إلى الدماغ. يقول الدكتور فرحات علي فرحات، استشاري طب وجراحة العيون: يعد تمتع كلتا العينين بقدرة بصرية متساوية أمراً في غاية الأهمية، وتبرز أهمية كون الرؤية طبيعية في العين الأخرى في حالة فقد إحدى العينين للإبصار نتيجة التعرض لحادث أو الإصابة بأحد الأمراض علاوة على أن الكثير من المهن تتطلب الأشخاص الذين يتمتعون بقدرة على الإبصار بصورة جيدة في كلتا العينين، ومن هنا تأتي أهمية اكتشاف وعلاج حالات كسل العين الوظيفي في أسرع وقت ممكن وتعتبر هذه الحالة أنها تصيب حوالي 4% من السكان، ولا يمكن علاجها إلا إذا تم ذلك خلال مرحلة الرضاعة أو الطفول المبكرة، لذا ينبغي على الوالدين ملاحظة هذه المشكلة البصرية ليتسنى لطفلهما أن يرى بصورة طبيعية في مراحل عمره الباقية ويتم ذلك من خلاء إجراء فحص للنظر من قبل أطباء الأطفال أو العيون عند أو قبل بلوغ سن الثالثة، إذ قد لا تحدث مؤشرات يدرك من خلالها الوالدان إصابة الطفل بهذه الحالة، كما ينصح بفحص بصر الطفل قبل بلوغه سن الثالثة إذا كان أحد أطفال العائلة أصيب بالماء الأبيض أو أحد أفرادها مصاباً بالحول أو أي أمراض عينية خطيرة. ويضيف الدكتور فرحات علي فرحات، أن هناك ثلاثة أسباب رئيسية لكسل العين هي الحول والتركيز غير المتكافئ أو العيوب الانكسارية «قصر النظر أو طول النظر أو اللابؤرية» وإعتام العدسة أو ارتخاء الجفن أو غيرها مما قد يسبب إعاقة بالرؤية وبصفة عامة فإن أي عامل يعيق تركيز صورة واضحة داخل العين يمكن أن يؤدي إلى إصابة عين الطفل بالكسل، ويتم اكتشاف حالات كسل العين عن طريق إيجاد الفرق في القدرة البصرية بين كلتا العينين، وهذا يتم من خلال الفحص الذي يقوم به طبيب العيون لقياس قوة الإبصار، ومن المهم أن نتذكر أن ضعف الرؤية في إحدى العينين قد لا يعني أن تلك العين مصابة بالكسل فمن الممكن تحسن الرؤية باستخدام النظارات المناسبة، كما سيقوم الطبيب بفحص الأجزاء الداخلية للعين للتحقق من عدم وجود أمراض قد تكون السبب وراء انخفاض القدرة البصرية مثل المياه البيضاء ويمكن تقسيم أسباب الكسل إلى قسمين كسل عضوي وهو الذي ينتج عن فقدان شفافية العدسات، كما في المياه البيضاء، وكسل وظيفي وهو الذي ينتج عن أمراض وظيفية كالحول وأمراض سوء الانكسار ويمكن أن ينتج الكسل عن الحول، حيث تنقل عين صورة خاطئة للدماغ، فيقوم الدماغ بتعطيل إحدى العينين أو لنقل إنه يتعلم تجاهل الصورة القادمة من إحدى العينين لتلافي ازدواج الرؤية ويمكن أن ينتج عن فشل في استعمال كلا العينين سوية ويمكن أن يكون مرتبطاً بفرق كبير بين العينين في قصر النظر أو طوله. ويرى الدكتور فرحات علي فرحات: من أجل تصحيح حالات كسل العين لابد من دفع الطفل إلى استخدام عينه الكسولة عن طريق تغطية العين السليمة لفترات زمنية يحددها الطبيب بناء على شدة الكسل «حالة العين» وعمر الطفل وارتداء نظارات طبية لتصحيح العيوب الانكسارية أو لتصحيح التركيز غير المتكافئ للعينين ووضع بعض القطرات أو عدسات خاصة في العين السليمة، ما يجعل الرؤية فيها غير واضحة، وهذا بدوره يدفع الطفل إلى استخدام العين الكسولة، وفي حالة اكتشاف عامل بسبب إعاقة بالرؤية مثل إعتام عدسة العين، فإن الأمر هنا يتطلب إجراء جراحة لعلاج المشكلة التي تسببت بكسل العين ثم يتم علاج العين الكسولة وفي حالات أخرى يتم علاج كسل العين قبل اتخاذ أي إجراء جراحي على سبيل المثال الحول «عدم استقامة العين».. أما مضاعفات إهمال العلاج فتتمثل في ضعف الرؤية بالعين المصابة غير قابل للعلاج وفقدان القدرة على إدراك البعد الثالث للرؤية «العمق»، ويقوم طبيب العيون بتوجيه الوالدين حول العلاج المناسب، إلا أن المسئولية تقع في المقام الأول على الأبوين فيما يتعلق بتنفيذ العلاج، هذا ويعتمد العلاج الناجح لحالات كسل العين على مدة شدة الحالة وعمر الطفل عند بدء العلاج فإذا تم اكتشاف وعلاج الحالة مبكراً فسوف يحقق الطفل في أغلب الأحوال تحسنا في الرؤية هذا وإذا تم اكتشاف الإصابة بكسل العين لأول مرة بعد بلوغ الطفل سن السابعة فعادة ما يكون العلاج أقل نجاحاً آخذين بعين الاعتبار أن علاج الكسل الناتج عن الحول أو العيوب الانكسارية هو أكثر نجاحاً في العادة من الكسل الناتج عن عتامة في مجال الرؤية.