حثت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) اليوم الاثنين على تكثيف الاستعدادات لمواجهة ومراقبة فيروس (إتش.5.إن.1) المسبب لمرض إنفلونزا الطيور شديد الخطورة، وذلك وسط مؤشرات على أن ثمة سلالة كامنة من هذا الفيروس تنتشر حاليا في آسيا وما بعدها، الأمر الذي ينذر بمخاطر لا يمكن التكهن بتداعياتها على صحة الإنسان. وقال رئيس دائرة الصحة الحيوانية في (الفاو) خوان لوبروث - التى تتخذ من العاصمة الإيطالية روما مقرا لها اليوم الاثنين - "إن التراجع التدريجي الذي سجل في الفترة من عام 2004 حتى عام 2008 قد يعني أن فيروس (إتش.5.إن.1) سيندلع في فصلي الخريف والشتاء هذه السنة مع احتمال اكتشاف الفيروس في الأطراف الخلفية من المناطق السكنية". وأضاف أن البلدان التي لايزال فيها الفيروس متخندقا مثل (بنجلاديش، والصين، ومصر، والهند، وإندونيسيا، وفيتنام) ربما ستواجه أكبر المشاكل ولكن ليس هناك من بلد يمكن اعتباره آمنا. وأكد لوبروث على ضرورة الاستعداد لمواجهة ومراقبة الفيروس حيث أنه لا مجال الآن للشفقة ولا يمكن لأحد أن يتهاون مع الفيروس، وذلك حيث سجلت في كمبوديا أحدث حالة وفاة بسبب المرض المذكور في الأسبوع الماضي، وتم إلى الآن توثيق 8 حالات بشرية وكلها إصابات قاتلة. يشار إلى أنه حسب الأرقام الصادرة عن منظمة الصحة العالمية فإن فيروس (إتش.5.إن. 1) قد أصاب 565 شخصا في أول ظهور له عام 2003، وقضى على حياة 331 شخصا منهم، ومنذ عام 2003 كان الفيروس قد قضى نهائيا على 400 مليون من الدواجن الأليفة وتسبب فى أضرار إقتصادية قيمتها 20 مليار دولار في شتى أنحاء العالم قبل أن تتم إزالته من معظم البلدان ال63 المتأثرة بالمرض وهو في أوج ذروته عام 2006. وظل الفيروس مستوطنا في 6 دول رغم انكماش موجات المرض في الدواجن الأليفة ومجاميع الطيور البرية بصورة متواصلة من 4000 حالة في ذروته السنوية إلى مجرد 302 حالة في منتصف عام 2008، غير أن موجات المرض أخذت تتصاعد تدريجيا منذ ذلك الحين بمجموع 800 حالة تقريبا تم توثيقها بين عامي 2010 و2011 .