تحدثت وسائل إعلام إيرانية عن وصول المفاوضات في فيينا إلى طريق مسود، فيما خير وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اللجنة السداسية بين السعي لعقد اتفاق نووي شامل وممارسة الضغوط. وقال ظريف في تصريح للصحفيين الإيرانيين في فيينا، حيث تستمر المفاوضات النووية: "إننا قلنا أكثر من مرة إن الاتفاق والضغوط أمران متعارضان، ويجب اختيار أمر واحد منهما فقط". على الرغم من تأكيده هذا، ذكر وزير الخارجية الإيراني أن الجهود لصياغة نص الاتفاق مستمرة. وأردف: "لا يجوز أن نترك (طاولة المفاوضات) ونحن لن نتركها". وفي وقت سابق قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن المفاوضات النووية بين بلاده واللجنة السداسية تمر الآن بمراحلها الحساسة. وفي تصريح صحفي أدلى به فجر الجمعة 10 يوليو بعد عودته إلي طهران من مدينة أوفا الروسية، أعرب روحاني عن أمله في أن تحقق المفاوضات النووية ما فيه الخير للشعب الإيراني. هذا وتستمر المفاوضات النووية في فيينا على مستويات عدة، إذ وصل إلى العاصمة النمساوية مجددا وزراء خارجية دول السداسية، باستثناء وزيري خارجية روسيا والصين. لكن وعلى الرغم من توقعات بتنسيق كافة المسائل الفنية المتبقية أمس الخميس، واجهت المفاوضات عوائق عدة مثيرة للقلق. هذا وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية "فارس" الخميس نقلا عن مصدر إيراني مسؤول أن رفض الولاياتالمتحدة الموافقة على مطالب إيران خاصة تلك المتعلقة برفع العقوبات تحول دون التوصل إلى اتفاق نووي شامل. وقال المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه "في الوقت الذي يبدي فيه الجانب الإيراني مرونة فإن الأمريكيين يرفضون قبول حق إيران الطبيعي ولا سيما ما يتعلق بالعقوبات." تجدر الإشارة إلى أن واشنطن سبق أن أعلنت عن تمديد سريان الاتفاق المرحلي مع طهران الذي يعود إلى نوفمبر عام 2013 حتى 10 يوليو، فيما قرر الاتحاد الأوروبي تمديد تجميد بعض عقوباته الأحادية ضد طهران حتى الموعد نفسه. كيري: لا يمكننا أن ننتظر إلى الأبد بدوره قال وزير الخارجية الأمريكي إن الولاياتالمتحدة والدول الكبرى الأخرى لا تتعجل عقد الاتفاق، لكنها لا يمكن أن تنتظر إلى الأبد. وأوضح في مؤتمر صحفي مقتضب عقده في فيينا مساء الخميس أن بعض القضايا الصعبة حول برنامج إيران النووي لا تزال دون حل. وأضاف كيري "لن نسمح بالاستعجال في إنهاء المفاوضات،" مشيرا إلى أنه "لا يمكن الانتظار إلى الأبد للتوصل إلى قرار". وشدد قائلا "سننهي المفاوضات إذا لم نتوصل الى اتفاق". أما علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الإيراني فأكد أنه من المستحيل التوصل إلى اتفاق إلا إذا احترمت كافة الأطراف الخطوط الحمراء التي وضعتها إيران. وانتقد تصريحات كيري، واعتبر أنها "جزء من الحرب النفسية التي تشنها الولاياتالمتحدة ضد إيران". وتحدثت مصادر دبلوماسية إيرانية عن محاولة الولاياتالمتحدة والدول الغربية الأخرى مراجعة اتفاق الإطار السياسي الذي عقد في لوزان يوم 2 أبريل الماضي، والتراجع عن بعض نقاطه. وشددت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني على ضرورة الإسراع في التوصل إلى قرارات في المفاوضات النووية. وأكدت أنه في حال لم تصدر أي قرارات هامة خلال الساعات القامة، فإنه لن يتم التوصل إلى اتفاق نهائي حول النووي الإيراني. وقالت إن هذا سيكون علامة واضحة على أن التوصل إلى قرار في أسبوعين أو ثلاثة أسابيع سيكون أكثر صعوبة.