قالت صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية إن احتفالات الذكرى الثانية لمظاهرات 30 يونيو في مصر تبدلت هذا العام بأصوات حزينة صادرة من مسجد ميدان التحرير للصلاة على موتى هذا الأسبوع من المصريين الذين سقطوا ضحايا للهجمات الإرهابية الأخيرة فى سيناء وقبلها اغتيال النائب العام هشام بركات. رأت الصحيفة أن الأمر كله يمثل للرئيس السيسى تحديًا خاصا لأنه عقد صفقة مع المصريين عبارة عن معادلة مفادها "تقليل بعض الحريات مقابل الاستقرار والأمن"، لكن ما حدث هو أن الجزء الأول فقط من المعادلة هو الذى تحقق أما الجزء الثانى وهو تحقيق الاستقرار أصبح اليوم فى خطر بعد أن كان موجودا إلى حد ما فى وقت مضى. وقالت الصحيفة إن السيسى رد من خلال تحذيراته وإلقاء اللوم بشكل غير مباشر على الإخوان وتورطهم بحادث اغتيال النائب العام، على النقد العالمى الواسع ضد اتهامات إحكام قبضته على السلطة، خاصة الموجهة له من المعارضين غير الإسلاميين فى الداخل. على جانب آخر، تقول الصحيفة إن السيسى يتمتع بدعم واسع من المصريين الذين صاروا يعتقدون أن الديمقراطية الليبرالية أمر غير متناسب مع مجتمع نصفه من غير المتعلمين وبه أحزاب سياسية ستخلق مناخا يفرض السلطات الدينية وهو أمر غير ديمقراطى. وأضافت الصحيفة أن أحداث الأسبوع أبعدت عن المشهد الحديث عن الانتعاش الاقتصادى الذى بدأ يظهر فى مصر حاليا، حيث بدأ نمو الناتج الإجمالى المحلى يتسارع والاستثمار الأجنبى تضاعف فى خلال عام وتشهد البورصة ارتفاعا ملحوظا ،بينما بدأت نسبة البطالة فى الانخفاض وارتفعت التصنيفات الائتمانية للبلاد، بالإضافة إلى أن مصر أصبح لديها رأس مال للاستثمار بفضل مليارات الدولارات التى أغدقتها السعودية والإمارات على مصر فى الفترة الأخيرة. على صعيد آخر، زعمت الصحيفة أن الأحداث الأخيرة لا تشير إلى تطبيق مبدأ التعددية المجتمعية، قائلة إن الإسلاميين قد يكونون متمتعين لليوم بدعم واسع وقوى ولكنهم يفضلون المقاطعة دائما، وأشارت إلى أن الأحزاب غير الإسلامية الموجودة على الساحة السياسية اليوم لم تكن منظمة بشكل كاف وقليلة الحظ فى معارضة الرئيس السابق التابع لجماعة الإخوان، وتدعم الأن الرئيس السيسى بشكل كبير.
