شهر رمضان الكريم فرصة ذهبية للمدخنين، لكي يُقلعوا عن التدخين نهائيًا.. مثلما يحاول كل منا أن يُقلع عن كافة العادات السيئة التى تبعده عن عبادة المولى- عز وجل-. فالتدخين من أكبر العادات السيئة التي تُثقل على المدخن ذنوبًا؛ لأنه يهدر الصحة والمال، ويجعله ذليلًا للسيجارة، كما أن المدخن لا يؤذى نفسه فقط، ولكنه يؤذى المحيطين به أيضًا نتيجة التدخين السلبي. والغريب أن المدخنين يعلمون جيدًا أضرار التدخين التى تتمثل فى "سرطان الرئة، والبلعوم، والحنجرة، والفم، وأمراض القلب والشرايين، وأمراض الكبد، والذبحة الصدرية"، وغيرها من الأمراض الخطيرة التى تؤدى إلى الموت الحتمى للمدخن، إضافة إلى أن منتجات السجائر، مدون عليها تحذير يؤكد أن التدخين ضار بالصحة ويسبب الوفاة، وعليها كذلك صورًا لبعض الأمراض التى تنتج عنها، إلا أنهم يصرون على استمرارهم في التدخين. ويعد شهر رمضان كذلك، دورة تدريبية للمدخن لكي يُقلع نهائيًا عن التدخين حيث أن المدخن يبتعد عن السجائر نحو 15 ساعة يوميًا أثناء الصيام، وبالتالي يطرح هذا السؤال نفسه.. لماذا لا يستثمر المدخنون تلك الفرصة ويستثمرونها فى الإقلاع عن التدخين حتى بعد نهاية الشهر الكريم ؟. المدخن سيواجه العديد من الصعوبات فى الإقلاع عن التدخين؛ نتيجة لخروج النيكوتين من الجسد، ولكن بالإرادة القوية والعزيمة؛ يستطيع التغلب على تلك العادة السيئة المميتة، فالنيكوتين يخرج من جسد الإنسان بعد مرور أسبوع من الامتناع عن التدخين وتتوقف مراكز المخ المرتبطة به خلال 3 أشهر من الإقلاع عن التدخين، وبذلك يستطيع خلال هذه المدة أن يُقلع نهائيا ويتعافى من إدمان التدخين. ولكى يبدأ المدخن فى الإقلاع عن التدخين؛ يجب أن يقتنع أولًا بأضراره على صحته وصحة المقربين له، ويؤمن بقدرته على الإقلاع والخروج من إذلال السيجارة التي تؤدي إلى موته فى يوم من الأيام. ولأضرار التدخين الخطيرة؛ اهتمت الدولة بالمشكلة، وأنشأت صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، التابع لوزارة التضامن الاجتماعى، وقام الصندوق بعدة مبادرات وشن حملة إعلانية بالتليفزيون للتوعية والتعريف بأضرار التدخين والإدمان. كما تم تخصيص خط ساخن لمساعدة المدخنين والمدمنين للتعافي، وهو (16023)، والذي يتميز ب"السرية" ليطمئن المتصل بأنه سيحصل على المعلومة والدعم فى سرية تامة.