بقلم : أحمد جمال بدوي الاربعاء , 24 أغسطس 2011 14:06 الغفران وعيد الغفران.. مناسبة ومعني أظن أنه يحمل لإسرائيل ذكري غير مريحة لأيام غيرسعيدة منذ العاشر من رمضان منذ ما يقرب من أربعين عاما ولكن يبدو أنه وبعد ذلك التاريخ حولت إسرائيل يوم هزيمتها في عيد الغفران الي صكوك غفران تحصل عليها من مصر كلما أرادت ولست أظن أن إسرائيل تفتقد كنزها البشري الاستراتيجي الثمين محمد حسني السيد مبارك كما نفتقده الآن.. فكم كان الرجل دائما خاصة في المواقف الصعبة هو نعم الصديق وقت الضيق وكان بإسرائيل رؤوفا ودودا مع أهلها لطيفا كريما وبجواسيسها رحيما.. في الوقت الذي كانت فيه إسرائيل تمارس المحبة والصداقة من طرف واحد فكم أسقطت كل عام علي مدي عهد مبارك وفي عصر السلام عدد من أبناء مصر الأبرار برصاصها الذي دائما ما يكون علي سبيل الخطأ غير المتعمد ولم يكن يبقي مع هذا إلا أن نتحمل نحن المصريين تبعية هذا الخطأ لأننا لم نتعلم فن تفادي الرصاص الإسرائيلي الذي يطلق في الهواء علي سبيل التسلية وقتل الوقت لا الأنفس ثم يخطئ المصري بمروره أمام الرصاص الطائش فيصبه في مثتل وبالصدفة طبعا وهكذا تتوه أركان الجريمة مابين تهوين القاتل وجبروته وبين خنوع أهل القتيل من المسئولين المصريين. ومن أسف أن تعيد تكرار نفس الكلام المعسول الذي كانت تقوله عن الرئيس المخلوع ومدي حكمته وتفهمه لتلك الأحداث وتشكر له تكبير دماغه والتزامه ضبط النفس فلا تأمره نفسه بالسوء ولا تدفعه نفسه اللوامة لأن يرتكب مايندم عليه ولا حتي مجرد توجيه عقوبة اللوم، فنجد إسرائيل تكرر نفس النهج مع حكومتنا الإشرافية وتشكر لها مدي تعقلها وتفهمها والأهم عدم اتخاذها مواقف انفعالية حاسمة أو ردود أفعال تستجيب للرأي العام وضغط الجماهير الغاضبة ثم يخرج علينا السادة الجنرالات المشتاقون المحللون ممن يسمون أنفسهم خبراء عسكريين استراتيجيين سياسيين محافظين؟! ليمنحوا إسرائيل صكوك غفران وتصاريح معتمدة ومختومة ومنبطحة وتصاريح بالقتل الصريح حتي انهم جعلوا من أنفسهم شهود نفي التهمة عن إسرائيل وشهود إثبات أيضا ضد المصريين بأن القتل خطأ وأن الرصاص طائش وأن النية حسنة وأن الضمير الصهيوني يقظ ويعرف الحلال من الحرام.. وحرام ظلم الصهاينة بالشكل ده!! وهكذا يا سادة نجني حصاد سنوات طويلة من فساد الحكم البائد وعهود من الضعف والخنوع والهوان ولكن مع ثورة يناير يجب أن تعلم إسرائيل أن الأمر لم ولن يعود مثلما كان وأن صكوك غفراننا قد أغلقت صفحاتها وأن طول صبرنا قد قصر حتي نفد وأن هوان حالنا قد ولي زمانه وأن حبل ودنا وتطبيعنا قد انقطع ولن يوصل بعد اليوم، وإن اتباعهم وانصارهم من حملة الدكتوراه في العند - معنا احنا بس - يرقدون الآن خلف قضبان العدالة والقانون ويرقدون علي فراش الماضي والتاريخ عاجزين عن تقديم يد العون ومبررات جريمتهم التي هي جريمة كاملة الأركان وخطأ بحجم الخطيئة بل إنهم أرباب سوابق ومن المسجلين خطر علي البشرية جمعاء وهو مايؤكد الإصرار والترصد مع تكرار تلك الحوادث، أما حكومتنا الحالية فلست أدري ماسر تلك الحالة التي تنتابها من الارتباك والاهتزاز وعدم الحسم والتردد بين الأقدام والأحجام،.. نسحب السفير أم نتركه - نطرد السفير أم نتركه - وهذا التردد ليس له مبرر مع وجود الدعم الشعبي والضغط الجماهيري الذي يجب أن تتخذه الحكومة سندا لها وحجة ديمقراطية لتتبني مطالب الشعب وحكم الوطن.. لم لا نجرب ولو لمرة واحدة أن نقول لإسرائيل لا قف عندك.. فقد ولي عهد الانبطاح والهوان ونذكر بالموقف التركي وعظمته إزاء مافعلته إسرائيل مع سفينة الحرية التركية وإصرار تركيا علي الاعتذار الإسرائيلي الرسمي حتي تستطيع أن تجرها الي المحكمة الدولية حتي أن أمريكا نفسها تطلب من إسرائيل أن تقدم هذا الاعتذار.. فماذا فعلت حكومتنا الإشرافية غير إصدار البيانات المسكنة والخطب المهدئة التي لاتقنع ولا تشفي صدور أهل الشهداء.. ولا نحن ولا نتأثر لقتلانا ولا لمن سبقوهم بالشهادة حتي تهدأ أرواحهم.. فهل - وبعد الثورة - كتب علي المصريين الموت في سيناء كما كتب علي الذين من قبلهم في ميدان التحرير، هدرا وغدرا - ودون أن تشهد حكما واحدا علي القتلة من هنا وهناك - فالطرفان شركاء متضامنان في جريمة واحدة وهي إزهاق أرواح طاهرة من أبناء الشعب دون وجه حق - فكأنهم قتلوا الشعب جميعا - ليصبح الثأر ثأرنا جميعا.. ولتكن دعوة لنقل كل الغضب ومشاعر الظلم والقهر الي حدود مصر في سيناء لإنشاء ميدان تحرير جديد لعل إسرائيل تعي وتتفهم لأول مرة حقيقة الحدث الثوري الذي قامت به مصر وشبابها الوطني الثائر وكلي ثقة انها ستفكر مليون مرة بعد ذلك أن يكون رصاصها الطائش بعيدا عن صدور المصريين وإلا سيكون لنا نحن موقف جاد ومضاد لن يكون فيه رصاصنا طائشا أو خاطئا بل سيكون في مقتل بإذن الله لتتحقق عدالة السماء القصاص - القصاص - القصاص.