أرنست هيمنجواي الكاتب الأمريكي العبقري قال: إن العالم مكان صالح يستحق الحفاظ عليه. المكان جزء من العالم ومرتبط دائما بساكنه الإنسان الذي يُسخر المكان حسب عاداته وثقافته وإمكانياته وذوقه وتذوقه ليعيش ويعمل ويستمتع به وفيه. الإنسان ساكن المكان المرتبط بالزمن والزمان الذي يمر عبر شروق وغروب الشمس وبزوغ القمر ليبدأ هلالا ويكمل بدرا في منتصف الشهر العربي.. سبحان الله. الوجه الجميل دايما يتقاله وشك زي القمر المنور الدنيا. الوجه الجميل أنواع يتحدد نوعه حسب القلوب ما تحمل.. فيه قلوب صافية بيضاء وفيه قلوب سودة غطيس. القلوب الصافية تجد وشا منور حتى ولو كان الجلد ملون حتي درجة السواد الكاحل تجده جميلاً مع القلب الجميل فمثلاً المذيعة الامريكية الأشهر «أوبرا» لونها أسمر غطيس وابتسامة تسرق القلوب قبل العيون. وحبايبنا جميلات النوبة.. أهلنا وجدودنا تجد وجه عزة النوبة وفتحية وسناء وميرفت وبنت الشيخ كلهن وجوههن منورة لأن الابتسامة والضحكة والرقصة طالعة من القلب دغري.. قلوبهن الصافية البيضاء. وعم ابراهيم وعم محمد وعم احمد شيوخ وعواقل النوبة الطيبين وضحكاتهم التي لا تنقطع مع الحوار ومع الرقص والغناء النوبي اللي طالع من القلب الطيب ووشهم أجعد وأسنانهم الصفراء غير المنتظمة والمرسوم عليها حلقات دخان الشيشة، عيونهم السوداء اللامعة المدعمسة من أعباء السنين شقى وكفاح وغربة كل ده يجعل من الوجه لوحة من الحب والوفاء والاطمئنان والطيبة. الاطمئنان الذي إذا توفر يغلف عالم هيمنجواي بالامان والحب والعطاء وليس كما نرى ونعيش اليوم بالقذائف والديناميت والخرافات والقتل والنهب والسلب وضياع الشعوب وطمس التاريخ وتشرد الأبرياء. إنها رحلة الحياة القصيرة في هذا العالم التي تبدأ بشروق شمس في سماء صافية وبزوغ قمر من أول ليل بهيم يضيئه شعاع القمر الذي يعبر السماء بدوران الأرض في خجل واستيحاء لينبه ساكني العالم أن العالم والحياة يستحقان أن نحافظ عليهما. وذلك لو نجح سكان العالم أن يعيشوا بقلب أبيض طيب وأطلقوا قذائف الحب والرحمة والتكافل بين الشعوب وتنبذ نظرية الأقوى والمسيطر والمستحوذ. فالعالم يا هيمنجواي الى فناء مادام الإنسان ساكنه لجأ للقوة والظلم والسطو وتجاهل الحب والوفاء والعطاء.. لقد خربت الذمم وتأصل النفاق. تجربة تانية في جنوب مصر أسوان وعالم أسوان المتميز بلد الهدوء والنيل ومراكب الشراع الأبيض لون قلوب أهلها الكرام بلد جزيرة النباتات وقبر أغاخان وأسماك وتماسيح النيل العظيم وسمار الوجوه وبياض القلب فنجد أحمد ومحمد ومنى وكريمة وأفنان وجوه وقلوب وعيون يشع منها الطيبة والحب والخير والوفاء تجمعهم قلبهم الكبير الفاضلة عجوز العيلة حول بساط وطبلية خير زمان حيث الأصالة والأمان منذ الجدود حتى الأحفاد وعلى مر السنين لم تتغير ألوان القلوب مهما غيرت ألوان الوجوه هذا يؤكد أن مقولة هيمنجواي صادقة لو صدق سكان العالم أو المكان الذي يجعلنا نحافظ على العالم الجميل بسكانه وطبيعته. عزيزي القارئ كنت أتمنى أن تتحقق مقولة هيمنجواي في كل مكان حيث يشعر الانسان أن الحياة حلوة في عالم جميل مترامي الاطراف والثقافات خلقه الله سبحانه وتعالى. ولكن سكانه.. الإنسان تحول الى وحش وقناص الفرص وخطط للمؤامرات وحرصه على الاستحواذ ومحترف تجمل.. نجده في كل مجتمع وقرية وحكومة وكل مدينة وجمعية وحزب.. شعارات نافق وتآمر واخطف وتباهي واجلس بلا فاعلية. كارثة اكتشفت أنني أسير في الطريق الخطأ.. فالصدق والشهامة وقول الحق وشهادة الحق وكلمة الرجال وكشف عورات الآخرين وفسادهم بهدف الإصلاح والثبات على المبدأ.. كل ده خطأ. أما النفاق والمشي مع الرايجة بعلم وبغير علم هو الطريق الذي اختاره ناس صدمت بهم وأنا في هذا العمر المتقدم.. دموعي عليكي يا مصر. اكتشفت أشخاصاً تدعي البساطة والشرف وكأن النفاق والتواصل والتقارب وغض البصر عن الفساد تصرفات غير مخلة بالشرف ولازم المركب تمشي. كارثة. لأ لأ لأ إن الشرف الحقيقي في الكلمة الصادقة والموقف الحق ولكن ولي زمانها. عليه العوض.. والله المصريين أصابوا هيمنجواي بالصدمة أمام مقولته وتأكد أنه كان يجب أن يحدد الشعوب المتواجد في المكان والزمان حيث العالم الذي ينشد بأن تحافظ عليه. سكان لمكان محترم لابد أن يكون الضمير والثبات على المبدأ وإنكار الذات طريقهم ليسموا بالمكان ويعلنوا وفاءهم وتقديرهم لأجدادهم العظام.. وعليه العوض!! المنسق العام لحزب الوفد