عندما نرغب في اختيار أفضل رياضي مصري في الوقت الحالي فبلا أدنى شك هو المصنف الأول على العالم محمد الشوربجي، الذي يقود أحلام أبناء جيله من لاعبي الاسكواش في مصر للسيطرة على قمة الاسكواش العالمي لسنوات عدة.. إلا أنه كنجم للعبة بعيداً من كرة القدم يتعرض لتجاهل إعلامي مريب وغريب. محمد الشوربجي، 24 عاماً، بات الأسبوع الماضي أصغر لاعب مصرى يفوز ببطولة بريطانيا المفتوحة للاسكواش، وبالتالي حافظ على هيمنته التامة على صدارة الاسكواش، وقبلها بأسبوع قاد ناديه سموحة، الذي بدأ فيه اللعبة كناشئ، للحصول على درع الدوري العام للرجال للمرة الأولى في تاريخ النادي السكندري، في ظل منافسة شرسة من أندية استعانت بعدد من لاعبي مصر المحترفين، على رغم عدم انتمائهم لهذه الأندية.
محمد الشوربجي التقت به «الوفد» عقب انتصاره الكبير في بطولة بريطانيا ليتحدث عن بدايته وأحلامه في عالم الاسكواش ورؤيته للاسكواش في مصر.
في البداية كيف جاءت بداياتك مع الاسكواش؟ - بدأت رياضة الاسكواش في نادي سموحة منذ أن كان عمري 8 سنوات، وكنت قبلها أمارس السباحة، وبالمصادفة دخلت ملعب الاشكواش لأن خالي كان يمارس الاسكواش، ومنذ دخولي المجمع للمرة الأولى تعلقت بها كثيراً، وحققت تقدماً ملحوظاً وسريعاً بعد فترة قصيرة حتى حصلت على بطولة الجمهورية تحت 11 سنة، وأنا مازلت في العاشرة من عمري.
وبعد أول بطولة ماذا كانت بطولاتك كناشئ؟ - حصلت على العديد من البطولات المحلية أو الدولية، لكن كان أبرزها الفوز ببطولة إنجلترا للشباب ثلاث مرات قبل الانتقال لمرحلة الكبار.
من المدرب صاحب الفضل عليك، خصوصاً في بداياتك؟ - كابتن جمال عوض، بطل مصر وأحد أبطال العالم في الثمانينات، رحمة الله عليه، فقد شاهدني وأنا في عمر 9 سنوات وتنبأ لي وقتها أنني سأصبح بطلاً للعالم، وقد أعطاني الكثير من خبراته.
ما أسباب تفوق الاسكواش المصري في الوقت الحالي على المستوى العالمي، وكيف يستمر هذا التفوق؟ - تفوق الاسكواش المصري في الفترة الأخيرة لوجود جيل قوي من اللاعبين الكبار من أيام أحمد برادة ساعد على وجود المثل الأعلى دائما أمام الناشئين الصغار مع اهتمام كبير وملحوظ من أولياء الأمور، وأيضاً اهتمام كبير من الأندية وتطور في البنية الاساسية والملاعب، وأخيرا تطور مستوى التدريب وكلها عوامل تساعد في التفوق بشدة. أما عن كيفية استمرار تفوق الاسكواش المصري فأرى انه يحتاج لاهتمام ورعاية أكبر من القائمين على الرياضة في مصر، لأنه أصبحت الآن توجد إغراءات عدة في الخارج لخطف المواهب في مصر سواء من لاعبين أو مدربين، وسواء إغراءات مادية أو منحاً دراسية أو ما شابه، وهذا يمثل خطراً حقيقياً على مستقبل اللعبة في مصر، فالكل الآن في الخارج منتبه لتفوق اللاعبين المصريين، وهو ما يؤكد على ضرورة اهتمام المسئولين وان يتم تقدير اللاعبين بشكل كبير للحفاظ عليهم.
ماذا عن خريطة الاسكواش على مستوى العالم، وهل تشهد تطورات في الوقت الحالي؟ - أرى الآن دخول دول جديدة في اللعبة لم تكن موجودة من قبل، مثل كولومبيا وماليزيا وبيرو وامريكا، وهذا بالطبع يفيد اللعبة ويزيد من انتشارها لكنه خطر أحذر منه، خصوصاً أمريكا في ظل إغرائها للعديد من اللاعبين للعب باسمها وبالفعل رأينا عدداً من اللاعبين المصريين يلعبون باسم أمريكا في البطولات الدولية، وهذا امر لابد من الانتباه له.
هل ترى إمكان نجاح محاولات ضم اللعبة للنشاط الأوليمبي؟ - نطمح جميعا إلى الحاق اللعبة في أولمبياد 2020، وهناك أمل كبير في ذلك، ولو حدث ذلك فسوف تحصد مصر عدداً كبيراً من الميداليات لوجود عدد كبير من اللاعبين المصريين في عمر مناسب للوصول إلى منافسات طوكيو في مستوى وسن مناسبين لحصد الميداليات.
تعتلي الآن قمة التصنيف العالمي للاسكواش.. من اللاعبون الذين تأخذ حذرك منهم في المباريات؟ وما فرصك في الاحتفاظ بقمة التصنيف العالمي؟ - لعبة الاسكواش من الألعاب الفردية التي تستلزم جهداً عنيفاً ومهارة فائقة، لذا من المهم الاستعداد الكامل قبل كل مباراة مهما كان ترتيب المنافس، لأن عدم احترام الخصم يؤدي إلى عواقب وخيمة ولكن بالطبع فإن اللاعبين المصنفين حالياً ضمن أفضل 10 على العالم يكون التركيز معهم أعلى لما يمتلكونه من خبرة عالية. لي فرصة كبيرة للاحتفاظ بصدارة الترتيب العالمي، حيث إن عمري لا يزال 24 سنة، ومعظم ال10 الأوائل تخطوا الثلاثين عاماً، وبعضهم وصل الى 35 سنة، ولكن هذا بالطبع يتطلب جهداً مضاعفاً والبعد عن الإصابات وتوفيق ربنا.
من مثلك الأعلى في الاسكواش؟ - المايسترو عمرو شبانة هو مثلي الأعلى في الاسكواش، فقد حقق أعظم انتصارات لمصر وأتمنى أن أصل إلى ما حققه.