بعد حكم محكمة القضاء الإداري بغلق المواقع الاباحية وإلزام مجلس الوزراء باتخاذ ما يلزم لذلك. أكد عدد من الخبراء النفسيين أن هذه القرارات تأتي بنتائج عكسية وتزيد من اقبال الناس على هذه المواقع، موضحين أن التربية الصحيحة والتوعية الدينية هي الأهم، مشيرين إلى تناقض الدولة في قيامها بإغلاق المواقع الاباحية وتركها للكليبات الغنائية المخلة التي تفسد الذوق العام تبث على شاشات التليفزيون. ومن جانبه، أشار عمر محيي، الخبير النفسي، أن حكم القضاء الإداري بغلق المواقع الإباحية ليست له قيمة وذلك لصدوره قبل ذلك عدة مرات دون أن يكون هناك آلية لتطبيقه على أرض الواقع، وذلك لصعوبة الإجراءات التي تتخذها وزارة الاتصالات للقيام بذلك. وأضاف محيي، في تصريح خاص ل"بوابة الوفد" أن قرارات الغلق والمنع تأتي بنتائج عكسية دائما حيث إن الناس تقبل على هذه المواقع بشكل أكبر، ولذلك هذه المواقع تأخذ نسبة مشاهدة عالية على عكس المتوقع. ولفت محيي، إلى أن الدولة تعاني حالة من الانفصام الغريب والتناقض حيث إنه تصدر قرارا بغلق هذه المواقع صباحًا، وتسمح بوجود العديد من الكليبات المخلة مساء، مشيرًا إلى أن الكليب الغنائي الذي انتشر الفترة الأخيرة "سيب ايدي" والذي يمثل حالة من الانفلات الأخلاقي. وشدد"الخبير النفسي" على أن الحل ليس في الغلق إنما في التوعية والتنشئة الاجتماعية الصحيحة للأطفال منذ صغرهم وتربيتهم على مكارم الأخلاق، وذلك لجعل الرقيب على هؤلاء الشبان هم أنفسهم وضميرهم. وأوضح محيي، أن غلق المواقع ليس حلًا وذلك للجوء الشباب لأشياء أخرى كالقنوات الفضائية التي تبث على أقمار صناعية غير عربية، والمجلات التي تنشر صور مخلة. مفيدا أن هذه القرارات تجعل الشباب والأطفال يشعرون بالفضول لمتابعة الأشياء التي تم منعها. وفي سياق متصل، أعلن محمد الرخاوي، أستاذ الطب النفسي، أن التوعية الدينية وتجديد الخطاب الديني بما يتناسب مع العصر هو الأهم وليس الغلق والمنع، موضحا أن المشايخ والواعظين يجب أن يفهموا طبيعة الشباب ويقتربوا منهم وذلك لكي يكون هناك استجابة ونتيجة إيجابية لهذا الوعظ. وأفاد الرخاوي، في تصريح خاص ل"بوابة الوفد" بأن الشباب لديهم طاقة كبيرة ويجب أن تعمل الدولة على استغلال هذه الطاقة، وتفجيرها في أشياء إيجابية تنفع مصر وتصب في صالحهم وصالح مستقبلهم. وتابع منال زكريا، أن مبدأ حجب المعلومات خاطئ ولا يؤدي إلى إيجاد حلول، مؤكدة أنه يجب اتاحة المعلومات بتوجيه وتربية، وذلك لأن طبيعة الإنسان أن يكون نافر من القيود ويسعى دائما إلى الحرية. وأوضحت زكريا، في تصريح خاص ل"بوابة الوفد" أن الإنترنت أصبح شيئا أساسيا لا يمكن حجبه أو منعه وله تأثير كبير، لافتا إلى أنه يجب تهيئة الشباب للتصدي لكل ما يقدم إليهم من أشياء سيئة. واختلف معهما سمير عبدالفتاح، أستاذ علم النفس وعميد المعهد العالي للخدمة الاجتماعية، الذي رأى أن قرار غلق المواقع الإباحية صائبًا، وذلك لزيادة إقبال الشباب على تصفح هذه المواقع الفترة الأخيرة بشكل كبير، مبينا أنه جاء لحماية الشباب من الضياع ومن الوقوع فريسة سهلة لهذه المواقع. وأفاد عبدالفتاح، في تصريح خاص ل"بوابة الوفد" أن مثل هذه المواقع لها تأثير نفسي سيئ على الشباب وقد تدفع بهم إلى الاصابة بتشوهات عقلية، تجعلهم يتصرفون بشكل مخالف لكل القيم والعادات والتقاليد الموجودة في المجتمع، بالإضافة إلى الاصابة بأمراض نفسية. وأشارعبدالفتاح، إلى أن هذه المواقع تبث للشباب المصري بوجه خاص والعربي بوجه عام لإتلاف عقولهم وتغيير قيمهم التي تربو عليها، مضيفا أنها تؤدي إلى آثار سيئة تضر بالمجتمع كانتشار حالات التحرش والاغتصاب.