في سابقة هي الأولي من نوعها، ينقطع الكهرباء عن مبني ماسبيرو الكائن علي كورنيش النيل منذ 55 عاماً، لمدة نصف ساعة مما أدي إلي تسويد الشاشة وتوقف ارسال الإذاعات، وأصابت الحياة داخل المبني بالشلل وحاول المسئولون بتوجههم إلي غرفة الكهرباء باتحاد الإذاعة والتليفزيون لمعرفة سبب انقطاع الكهرباء التي عادت مرة أخري لتعيد الحياة إلي ماسبيرو. وأمر عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون بالتحقيق الفوري للوقوف عند ملابسات الموضوع والمتسببين فيه، وطالب «الأمير»، المهندس مجدي أمين رئيس قطاع الهندسة للإذاعية، بتقرير كامل حول أزمة الكهرباء التي حدثت أمس الأول وانقطاع البث عن كل القنوات التليفزيونية والمحطات الإذاعية. وأمر «الأمير» بتحويل تقرير قطاع الهندسة الإذاعية وتقرير شركة كهرباء جنوبالقاهرة للجنة الخاصة للتحقيق في الموضوع وإحالة النتائج للنيابة العامة حال وجود شبهة تقصير أو تخريب، كما طالب المهندس إبراهيم محلب بتشكيل لجنة لفتح تحقيقات موسعة، في مختلف الجهات للوقوف علي أسباب انقطاع التيار الكهربائي وتحويله إلي النيابة العامة. أما المهندس حمدي حسن رئيس قطاع الهندسة الإذاعية السابق، فأكد أن انقطاع التيار الكهربائي عن ماسبيرو سببه عطل بكنترول الكهرباء مما يؤثر بشكل كبير علي التحويل اليدوي للخط الاحتياطي، ومن المستحيل اختراق غرف التحكم والعبث في الأجهزة أولاً لوجود كاميرات مراقبة 24 ساعة، وثانياً لا يسمح لأي عامل الدخول غرف التحكم إلا الفنيين فقط والمسئولين في وزارة الكهرباء. ويري مجدي لاشين رئيس التليفزيون ما حدث بعيد عن أي شبه جنائية، وأضاف ان برامج التليفزيون توقفت لمدة 20 دقيقة كاملة وكافة أجهزة ومعدات وشاشات التليفزيون، إضافة إلي خطوط التليفونات الداخلية للمبني، وهو ما تسبب في حالة من الارتباك داخل اتحاد الإذاعة والتليفزيون، مما أحدثت بعض الارتباك لدي العاملين حتي عاد الارسال إلي طبيعته مرة أخري والاعتذار للضيوف الذين تفاهموا الأمر، وناشد «لاشين» الإعلام بعدم نشر أو الترويج للشائعات التي تؤثر بشكل مباشر علي استقرار ماسبيرو حتي الانتهاء من التحقيقات التي تجري علي قدم وساق من قبل النيابة العامة التي تواجدت علي الفور بعد مطلب رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب بتحويل الموضوع إلي النيابة. ووجه بعض العاملين نداء إلي عصام الأمير رئيس الاتحاد بحصر من يعمل في قطاعات الاتحاد ضد الدولة، خاصة وانه يوجد عدد كبير بالهندسة الإذاعية ينتمون إلي الإخوان وكانوا متواجدين في اعتصامات «رابعة»، ومن المفروض إقالة رئيس الهندسة الإذاعية فوراً. وأكد اللواء محسن الشهاوي رئيس قطاع أمن ماسبيرو ان انقطاع الكهرباء ليس له صلة بأي عمل تخريبي ولكنه نتيجة لتذبذب التيار الكهربائي وحرق البوردة. كما أضاف «الشهاوي» أن جميع الاستوديوهات ومراكز الارسال مؤمنة وبها كاميرات ترصد ما يدور بها، وقال إن أبواب ماسبيرو الخاصة بالدخول والخروج توقفت أثناء العطل مما تسببت في ذعر الجميع. قال الدكتور جمال حماد المذيع بصوت العرب ومقدم برنامج «ياسادة ياكرام» فوجئنا بظلام كاحل داخل المكاتب والاستوديوهات وتسرب الخوف بداخلنا خوفاً أن يكون حدث عمل إرهابي إلا أن بلغنا الأمن بقطع التيار الكهربائي فاستنشقنا الصعداء وعاد مرة أخري، ويطالب «حماد» بأن يكون لماسبيرو أكثر من محولات احتياطية لتفادي أي انقطاع مفاجئ. كما أكد بيان وزارة الكهرباء بخصوص انقطاع الكهرباء عن ماسبيرو الذي استمر لمدة 35 دقيقة فقط نتيجة لعطل داخلي بالمبني ولا علاقة له بشركة جنوبالقاهرة لتوزيع الكهرباء، مشيرة إلي انه قد تزامن ذلك الحدث مع حدوث ذبذبة بخروج لخطي للدائرة 220 ك. ف توليد شمال القاهرة وهليوبوليس. وأوضح بيان الوزارة انه تبين أن العطل يرجع إلي تعطل الشاحن الرئيسي والبطاريات بمبني التليفزيون مما أدي لعدم دخول الخط الاحتياطي (عدم تشغيل المولدات الاحتياطية) ومن ثم انقطاع التغذية الكهربائية عن استوديوهات الهواء والمحطات الرئيسية بهذا المبني. وأوضح انه تم الدفع في الحال بماكينات الطوارئ (مولدات احتياطية) تابعة لشركة جنوبالقاهرة لتوزيع الكهرباء لحين التأكد من إصلاح العطل بشكل كامل وعودة الأمور إلي طبيعتها.