طرح الكاتب "جيرمييه جاك" بمجلة "ترومبيت" الأمريكية افتراضا حول وجود "إسفين" ما سيحدث بين مصر والسعودية يؤدى للتباعد بينهم ثم سيحدث أن تصبح القاهرة حليفاً لطهران بعد ذلك، وتساءل الكاتب هل روسيا ستكون المتسبب فى هذا الإسفين؟. أوضح جاك أن روسيا تعتبر حليفاً لإيران ضد صراع اليمن وضد القضايا الشرق أوسطية الأخرى ويحاول قادة إيران إلى جانب بوتين إنهاء سيطرة أمريكا على المنطقة بالإضافة إلى أن كل من موسكو وطهران يمدون نظام الأسد بكل الدعم اللازم، لأن سوريا تعتبر فى الوقت الحالى أقرب حليف لكل من روسياوإيران تحت قيادة نظام بشار الأسد. وأكد الكاتب أيضا أن السعودية على إدراك تام بتدخل روسيا فى مجريات أمور الشرق الأوسط بتحالفها مع إيران وترفض ذلك التدخل جملة وموضوعا وفى الوقت ذاته "تزدهر" علاقة مصر بروسيا. وشرحت المجلة أن العلاقات بين مصر وروسيا تعود إلى عهد القياصرة الروس فى منتصف القرن السادس عشر واستمرت إلى فترة الإتحاد السوفيتى الذى دعم الرئيس المصرى جمال عبد الناصر، ولكن تلك العلاقة أخذت فى الفتور فترة حكم أنور السادات لتقارب مصر مع الدعم الأمريكى ولكنها عادت عندما تخلت الولاياتالمتحدة عن مصر بعد وصول الرئيس السيسى للحكم وبدأت مصر تبحث عن حلفاء جدد كان من بينهم روسيا. وعندما قطعت إدارة أوباما الدعم عن الرئيس السيسى، حاول الرئيس الروسى بوتين مد يد العون إلى "نظيره القوى" الرئيس السيسى، وقام بوتين بزيارة مصر حيث تعتبر الزيارة الثانية من زعيم روسى أو سوفييتى خلال الخمس عقود الماضية وإحتفت الصحف المصرية بزيارة الرئيس الروسى وقدم بوتين للسيسى هدية عبارة عن سلاح كلاشينكوف ترمز إلى رغبة روسيا فى ملء فراغ الدعم الذى جمدته أمريكا علاوة على أن بوتين حاول تعزيز الصناعات النووية داخل مصر. وأوردت المجلة تعليق صحيفة واشنطن بوست على علاقة مصر بالسعودية وروسيا، بأن القاهرة أصبحت قريبة من موسكو بعد تخلى واشنطن عنها وفى نفس الوقت فإن السعودية هى الممول الرئيسى لمصر، ورغم أن مصر قد تكون شاركت فى عملية اليمن من منطلق إحساس المديونية تجاه الدعم المادى من السعودية إلا أنه من المحتمل ألا يتخلى السيسى عن علاقته ببوتين فى الوقت الحالى. رأت المجلة أن الصداقة الحميمية بين بوتين والسيسى ترجع إلى تعاطف بوتين مع نظيره المصرى لأن بوتين يعلم أن مصر تحارب الإسلاميين مثلما كان يحاربهم فى الشيشان، وتزعم المجلة أن السيسى على ما يبدو يحاول الحفاظ على علاقته مع روسيا والسعودية فى نفس الوقت ولكن بما إن روسيا مع إيران وضد السعودية فمن المحتمل أن تضطر مصر للخيار بين الروس والسعوديين. وخلصت المجلة إلى أنه إذا استمرت روسيا ومصر فى التجاذب إلى بعضهما خاصة فى ظل ميل أمريكا إلى خيانة حلفائها، فإنه من المتوقع أن يحدث انقسام وشيك بين مصر والسعودية، وهذا التغير فى تحالف القوى قد يجعل مصر أقرب لإيران.