أثارت وفاة مالك مقهى ريش مجدى ميخائيل عبدالملاك رعب المثقفين خشية أن يغلق المقهي, أو يباع لمليونير ليحوله إلى محل للملابس أوالأحذية! مقهي ريش له تاريخ يتقاطع مع تاريخ الحركة الوطنية والثقافية فى مصر, تأسس عام 1908م علي أنقاض قصر محمد علي بالقاهرة. أمتلكه عدة أجانب ومجدى ميخائيل أول مالك مصرى له, المقهى كان ملتقى الأدباء والمثقفين المصريين والعرب أمثال نجيب محفوظ ويوسف إدريس، وأمل دنقل، ويحيي الطاهر عبدالله، وصلاح جاهين، وثروت أباظة، ونجيب سرور، وكمال الملاخ، والمثال كامل جاويش والرسام أحمد طوغان والمحامي الأديب عباس الأسواني وشاعر النيل حافظ إبراهيم وكامل الشناوي ومحمد عودة وكامل زهيري ومحمود السعدني وعبدالرحمن الخميسي وزكريا الحجاوي وإبراهيم منصور والشيخ أمام، والبياتي وحسين الحلاق معين بسيسو وممد الفيتوري ومحمد أحمد نعمان السياسي اليمني والأمير علي عبدالكريم سلطان الحج المخلوع وغيرهم ممن كانوا يحرصون علي حضور نداوت نجيب محفوظ الأسبوعية التي كان يعقدها عصر يوم الجمعة منذ عام 1963. وكان ريش يقدم المشاريب والوجبات بتخفيض خاص من باب الحفاوة بضيوف الروائي الكبير. ووفقا لعبدالرحمن الرافعي في كتابه (تاريخ مصر القومي 1914- 1921) فإن ريش ملتقي الأفندية من الطبقة الوسطي، ومقراً لدعاة الثورة والمتحدثين بشئونها أو شئون البلاد العامة يتجمعون على موقف ثورى واحد للتصدي للملمات التى تواجه الأمة. و كان للمقهى دور كبير في «ثورة عام 1919، وتردد أن صاحب المقهى في هذه الآونة كان عضوا في أحد أهم التنظيمات السرية، حيث وجدت بعد 80 عاماً من ثورة 1919 آلة لطبع المنشورات وذلك عقب شرخ في أحد جدران المقهي عقب زلزال 1992 واكتشف سرداب سري وبه منشورات وآلات طباعة يدوية أثناء عمليات الترميم. وفي العام 1972 انطلقت منه ثورة الأدباء، احتجاجاً على اغتيال الروائي الفلسطيني غسان كنفاني. كما أنه في ديسمبر عام 1919 شهد محاولة اغتيال رئيس الوزراء يوسف وهبة باشا الذى كلفه الإنجليز بتشكيل الوزارة على يد عريان سعد رفيق سعد غلول ,وتعاقد المقهى مع أم كلثوم بصحبة الملحن الشيخ أبو العلا محمد للغناء كل خميس, وشهد ريش أشهر قصص حب الوسط الأدبي والفني ثنائيات (روز اليوسف ومحمد عبد القدوس), (وأمل دنقل عبلة الروينى), (وصافيناز كاظم ونجم ) الذى كتب قصيدته الشهيرة (يعيش المثقف على مقهي ريش), وكتب الشاعر نجيب سرور ديوانه الشهير (بروتوكولات حكماء ريش) وقدمت فيه فرقة الفنان عزيز عيد أعمالها المسرحية من بطولة الفنانة روز اليوسف ومحمد عبدالقدوس. أغلقه الرئيس السادات بسبب مشادات ومناقشات ساخطة علي حكمه واتفاق السلام مع إسرائيل.. لعب المقهي وصاحبه دورا بارزا فى دعم وحماية ثورة يناير, وكان ملجأ للثوار من سحابات الدخان والقمع البوليسي, وأشار الكاتب أحمد مراد لقصة المقهى ولسعد زغلول وثورة 1919, (فلفل) كان أشهر جرسوناته لمدة نص قرن وحظي باحترام أغلب زبائن المقهى وتزين ريش واجهتها بصورته وتحمل كلمة القدوة, هل يمكن لحزب الوفد ورجال أعماله أن يلعبوا دورا وطنيا فى الحفاظ على مقهى كان جزءا أصيلا من تاريخ مصر وتاريخ الوفد وزعمائه؟ السؤال الوجودي أمام المثقفين الآن كيف سندافع عن ريش كما دافع عنا؟ وننقذه من طوفان البيع؟ وهل كتب علينا أن نرى ضياع أجمل معالم القاهرة المعمارية والتاريخية والأثرية والثقافية؟ (المعلومات التاريخية من موقع ويكيبديا) خبير إعلامي