الإسكندرية عروس مصر النابضة بالحياة التى كانت دائماً عنواناً لجمال الوطن وبهائه، الحسناء المتزينة ببحر وهواء نقى وشعب أصيل، لكن هذا الجمال فقد هيبته ورونقه، فقد تحولت الحياة بمناطق شرق الإسكندرية وبالتحديد دائرة المنتزه ثانى التى تعانى إهمال الحكومة والجهاز التنفيذى للمحافظة، حيث انعدام الخدمات والمرافق المنهارة، والكثير من الأشياء التى شوهت صورة الدائرة فحولتها إلى مدينة عشوائية غير حضارية. «الوفد» قامت بجولة بين أهالى دائرة المنتزه لتستمع إلى آرائهم حول المشاكل. تقول نعمة السيد «47 سنة»، ربة منزل: لا أتنفس إلا هواء ملوثاً يملأه الذباب والحشرات والروائح الكريهة بسبب وجود القمامة هناك، والمجارى، فمعظم الأهالى يلقون بقمامتهم فى الشوارع دون مراعاة لنا، وتسبب للأطفال الأمراض. وأشار عبدالعزيز عثمان «55 سنة» إلى انتشار المخدرات ورواجها فى كل مكان جعلنا نكره أن نعيش هنا، أنا لدى ابن وابنة، وأصبحت أخاف أن ينزلا للشارع، لأن «الشمامين» لا يتروكون مجالاً لأحد ماراً فى الطريق إلا واعتدوا عليه بالسرقة، وتجار المخدرات ينتشرون فى هذه المنطقة أثناء الليل ويجلسون للتعاطى أو للبيع لبعض الزبائن. ويتعجب أبوبكر الصديق «46 سنة»، تاجر موبيليا، ويقول: للأسف منطقة طوسون تتحول إلى وكر للمخدرات، خصوصاً من بعد الثورة حتى ليلة أمس لم يهدأ بها صوت الطلقات، مازال البلطجية يطاردون الناس بالسيوف، فإذا مشيت فى هذا الشارع ستجد اللصوص ومن الممكن أن تخرج من غير محفظتك. وأضاف هيثم عزمى «38 سنة»، محاسب: إننا نعانى من ظاهرة الأبراج السكنية المخالفة والتى انتشرت بصورة خطيرة بعد الثورة وأصبحت تهدد أرواح المواطنين، ناهيك عن كثرة القمامة بشوارع منطقة المنتزه ثانى غير الممهدة والتى تعانى من ضعف الإنارة ليلاً ومن انتشار الأمراض والوبائية نتيجة للتلوث. وأكدت نادية عبدالله «23 سنة»، موظفة أن الكميات الضخمة من هذه المخلفات لا يتوقف تأثيرها السلبى على تشويه المظهر الحضارى فقط بل أصبحت قنبلة موقوتة تهدد حياة الأهالى وأن هذه «الخرابات» ما هى إلا بؤر لنقل الأمراض الخطيرة لأن هذه المخلفات تراكمت بشكل ملحوظ فى الفترة الأخيرة واضطر بعض الأهالى لحرقها مما أدى لاختناق الأطفال والسكان. وطالبت بضرورة تدخل المسئولين لمعالجة تلك المشكلات التى يتعرض إليها المواطن البسيط والقضاء عليها بدلاً من زيادة حدة الإهمال والتسبب فى زيادة غضب وحتقان الأهالى. وتضيف سحر محمود «35 سنة»، مُدرسة: إننا نعيش معاناة يومية من نقص الخدمات والبنية التحتية والتى حولتها إلى قرية منعزلة بعد إن سقطت من مخططات الحكومة على الرغم من وقوعها فى أكبر دوائر الإسكندرية. وقال عادل شردى، مرشح حزب الوفد عن دائرة المنتزه ثانى: ينبغى أن يقوم الجهاز التنفيذى لمحافظة الإسكندرية بمراقبة والمتابعة أعمال شركة النظافة يومياً التى أصبحت خارج نطاق الخدمة فى دائرة المنتزه ثانى وضواحيها المنسية التى تحولت إلى مقلب قمامة. وأضاف «شردى» قائلاً: إن الجهات الرقابية فى الإسكندرية يجب أن تكثف جهودها خلال تلك المرحلة المهمة فى القضاء على الفساد والرشوة والاستيلاء من قبل صغار الموظفين فى الإحياء والجهات الحكومية والذى يعد من أسباب تفشى ظاهرة البناء بدون ترخيص من قبل مافيا المقاولات والبلطجية لأبراج سكندرية مخالفة لشروط البناء والقانون تحت سمع وبصر الجهاز التنفيذى لمحافظة الإسكندرية وحى المنتزه. وبالنسبة لتفشى ظاهرة القمامة بالشوارع وخاصة المناطق العشوائية، يجب على المحافظة عدم الاعتماد على شركة واحدة فى عمليات النظافة ويجب أن يكون فى كل حى أكثر من شركة. كما يجب أن يكون هناك دور مهم وكبير لجهاز شئون البيئة التابع لوزارة البيئة وخاصة بالنسبة للمصانع والملوثة للبيئة فى دائرة المنتزة ثانى. والتى تهدد حياة المواطنين. أنه فى حالة نجاحى فى دخول البرلمان القادم إن شاء الله سوف أجاهد لتفعيل مواد الدستور المصرى من المادة 7 إلى المادة 50 من أجل المقاومات الأساسية للمجتمع لتطبيق العدالة الاجتماعية. وأضاف «شردى» أنه سوف يكرس كل جهده فى العمل على توفير فرص عمل للشباب لحل مشكلة البطالة التى يعانى منها الآلاف من أهالى الدائرة. وأضاف أنه يجب على مسئولى شركات لصرف الصحى والمياه والكهرباء بوضع عزب ودوائر المنتزه ثانى فى خطتهم لأن هذه المناطق يقطن بها الآلاف من المواطنين تحتاج إلى تلك المرافق.