سيادة وزير التربية والتعليم.. استلم مديرو مدارس التعليم الابتدائي منشوراً بعدم توزيع جوائز في طابور الصباح وهو ما يعكس غياب الوعي لدى القائمين على منظومة التعليم.. إن تكريم المتميزين في شتى المجالات يثير روح المنافسة لدى جميع الطلاب ويشجعهم على المشاركة الإيجابية في عملية التعلم ويساعدهم على تنمية اتجاهات إيجابية نحو التعليم والمدرسة ويقلل من حالات التسرب الدراسي وهو ما تم إغفاله عند صدور هذا المنشور. كما يعكس هذا المنشور الفجوة بين النظرية والتطبيق في التعليم المصري.. فمصر تتبنى فلسفة التعلم النشط والتقويم الشامل، بحيث يتم تشجيع استقلالية الطلاب ومراعاة ميولهم وأنماط تعلمهم، فيصبح المتعلم محور العملية التعليمية وهو ما يفرض على المعلمين الاهتمام بالأنشطة اللاصيفية بنفس مقدار الاهتمام بالأنشطة الصيفية. سيادة الوزير طلبت من سيادتكم سابقاً عدم تطبيق تجارب دولة أخرى دون مراعاة طبيعة المجتمع المصري، فقد تبنت مصر التقويم الشامل أسوة بالولايات المتحدةالأمريكية.. وبالرغم من أن الرئيس الأمريكي أعلن إعادة النظر في التقويم الشامل، لا تزال مصر تتخبط في تطبيقه.. فالتقويم الشامل هو تقويم المتعلم من النواحي المعرفية والمهارية والاجتماعية وعدم الاقتصار على الجانب المعرفي في التقويم.. وهو ما يعنى أن مشاركة الطلاب في الأنشطة المدرسية المختلفة أصبحت في صميم العملية التعليمية وليست ترفيهاً.. أليس من حق المتميز أن يتم تكريمه؟.. أليس من حق الطلاب تفريغ طاقاتهم من خلال المشاركة في الأنشطة المتنوعة؟.. ليس عجيباً أن يصدر هذا المنشور من وزارة التربية والتعليم في الوقت الذي أعادت فيه وزارة الثقافة مهرجان سينما الطفل، فوزارة الثقافة تشجع الأطفال على الإبداع أما وزارة التربية والتعليم فتسعى لدفن المواهب وقتل الإبداع.