أهلنا فى الشرقية الذين يعيشون حالياً فى حالة رعب شديدة بسبب تلوث مياه الشرب وإصابة الكثيرين منهم، يجب ألا يمر هذا الأمر مرور الكرام.. وليست قرى ومدن الشرقية وحدها التى تعانى من تلوث مياه الشرب أهلنا فى المحافظات من الوجهين البحرى والقبلى يعانون كثيراً من هذه الظاهرة.. صحيح أن الدولة الآن انتفضت نظراً لإصابة الكثيرين ومكوثهم داخل المستشفيات، لكن يجب ألا نكتفى فقط بإجراء تحاليل لعينات وينتهى الأمر عند هذا الحد، فالمياه ملوثة والنتائج إصابات كثيرة، ليست القىء فقط أو الإسهال وإنما العديد من الأمراض الأخرى ويأتى على رأسها الفشل الكلوى وخلافه من الأمراض المدمرة. الإصابات الكثيرة فى الشرقية، لعلها تكون دافعاً عند الحكومة للقيام بحملة موسعة على محطات مياه الشرب التى تقوم بالتنقية وتغذى خلق الله بها فى الشرقية وكل محافظات مصر.. وهناك الكثير من المصريين الذين يعانون من كارثة مياه الشرب الملوثة إما باختلاطها بالصرف الصحى، وإما بسبب استخدام الطلمبات الحبشية التى يستخدمها الكثير فى القرى والكفور والنجوع، لأن المياه العذبة النقية لم تصلهم بعد. فهل يجوز بعد ثورتين عظيمتين، لايزال المواطن يشرب هذه المياه الملوثة، وهل يقدر هؤلاء الناس على شراء المياه المعدنية؟!.. هذا يدفعنا الى ضرورة أن نطالب الحكومة بإجراء مسح شامل على مستوى الجمهورية لرحمة أهلنا الذين يشربون مياهاً ملوثة، لأنه لا يجوز ونحن فى عام 2015 نتحدث عن تلوث المياه وكأننا نعيش فى القرون الوسطى، يكفى المعاناة الشديدة التى يعيشها الناس، ويكفى أنهم يجدون صعوبة بالغة فى توفير العيش، ألايستحقون أن توفر لهم الحكومة المياه الصالحة للشرب؟! السؤال الذى يتردد على الألسنة منذ زمن: لماذا ازدادت حالات الفشل الكلوى فى بر مصر بهذا الشكل؟!.. فى حين أن الإجابة ظاهرة وواضحة بسبب المياه الملوثة.. فى حين لوتم الاهتمام بمشاكل تلوث المياه، ما تكلفت الدولة كل ما تقوم به من الصرف على المصابين بالفشل الكلوى وخلافه.. وكما تعلمنا منذ نعومة أظافرنا الوقاية خير من العلاج. وأبسط حقوق الإنسان هو توفير كوب ماء نظيف، أتمنى على الحكومة ألا تتعامل مع كارثة التسمم التى تعرضت لها محافظة الشرقية وباقى المحافظات، بمنطق أنه تم تحليل العينات من المياه وتبين سلامتها،وأخشى ما أخشاه ألا تصدر الصحة منشوراً ،تتهم فيه الناس بأنهم المتهمون وأن معدتهم «دلوعة» ولا تتحمل شرب المياه، أو لا قدر الله نطالبهم بالامتناع عن شرب المياه.. بصراحة كل شىء جائز الآن، ارحموا خلق الله الذين يئنون ويتوجعون ووفروا لهم كوب ماء نظيفاً، فهذا أبسط حقوقهم فى الحياة الكريمة.