أميل عاطفيًا إلى شمال سيناء عن جنوبها، عندما أكون فى العريش أشعر براحة نفسية وأنا أتعامل مع ولاد البلد، وفى شرم الشيخ أصاب بالتوتر ربما لطابعها السياحى وتشبهها بالطابع الأوروبى، أيام المدارس كنا نخطئ فى شمال وجنوبسيناء كنا نكتبها سيناء الشمالية وسيناءالجنوبية وكأنهما دولتان منفصلتان ربما كان ذلك من تأثير الاستعمار الاسرائيلى الذى كان يحتلها فى ذلك الوقت، انت لا تتحكم فى مشاعرك، مثلاً كل المصريين الذين يسافرون إلى السعودية لأداء الحج أو العمرة أو العمل يؤكدون أنهم يحبون المدينة وأهلها عن مكة وأهلها، فى البرلمان كان تعجبنى ثقافة نواب شمال سيناء عن نواب جنوبها كانوا يذكروننى بأهل الصعيد، يتكلمون بعشق لكل شىء فيها، اتذكر النائبة سهير جلبانة عضو مجلس الشورى التى كانت تطرح قضايا شمال سيناء، وتدافع عن تنميتها، وتحذر من اهمالها، وكانت تقول إن تحرير سيناء لن يكتمل إلا بالتنمية، وزرعها بالمصانع والبشر، وكانت تقول إن اهمال سيناء سوف يجعلها مهددة ويحولها إلى مطمع للاستعمار، واصطحبت «جلبانة» جميع لجان مجلسى الشعب والشورى فى زيارات ميدانية إلى العريش وكافة مدن شمال سيناء، وأصدرت اللجان توصيات فى عدة مجلدات، كما زارت هذه اللجان جنوبسيناء واعدت تقارير بخطط التنمية واقترحت اللجان البرلمانية محافظة لوسط سيناء فى هذا القطاع المهمل. لم تتوقف المطالبات بتنمية سيناء منذ تحريرها بالحرب والسلام حتى الاحتفال بعيد تحريرها أمس، ونفس الكلام الذى كنا نقوله منذ أكثر من 33 سنة نقوله الآن وما حذرنا منه حدث، اهمال تنمية سيناء أدى إلى طمع استعمار آخر فيها، وحاول احتلالها، انه الإرهاب الذى يقوم بأعمال قذرة فى شمال سيناء والذى تواجهه قواتنا المسلحة بكل قوة، وسوف تنتصر عليه، سيناء هى الأمن القومى لمصر، وهى التى تحمى مصر، قبل أن تكون مصر هى التى تحميها، والذى كنت أسمعه من سهير جلبانة وزملائها النواب سمعته من السيدة سلوى الهرش إحدى القيادات النسائية بشمال سيناء تحدثت عن سيناء أرض الأنبياء والأبطال والشهداء، سمعتها تتحدث عن جهود القوات المسلحة ورجال الشرطة لمنع وقوع سيناء فى قبضة الإرهاب وتحدثت عن دور أهالى سيناء فى تحمل الحروب والويلات من أجل سيناء حرة، وسعدت بالاستماع إلى فرص الاستثمار فى سيناء، وكيف انها واعدة للسياحة الدينية باعتبارها مهبط الاديان، فيها جبل موسى الذى خاطب منه موسى ربه، وفيها مياه العريش التى شفى منها سيدنا أيوب، وفيها رجال وطنيون هم أهل سيناء الذين يستحقون أن نرد لهم جزءًا من الجميل على تحملهم المشاق فى الماضى وما يتحملونه حاليًا وسمعت السيدة سلوى الهرش تعرض مطالب من الرئيس السيسى وهى قابلة للنظر فيها لتخفيف الأعباء التى تحملها أهالى رفح الذين تركوا منازلهم وفيها ذكرياتهم وحياتهم من أجل الأمن القومى، اقترحت السيدة سلوى تخفيف حظر التجول لمساعدة طلاب المدارس وخاصة طلاب الثانوية العامة على اجتياز العام الدراسى والامتحانات وما تحتاجه من سهر ودروس وكذلك استعدادًا لشهر رمضان الذى له وضع خاص، واحتياج أصحاب المحلات إلى ساعات زيادة لاستقبال زبائنهم، وأن يعامل أبناء سيناء من طلاب الثانوية العامة نفس معاملة أقرانهم المصريين فى القبول بالكليات العسكرية وكلية الشرطة، والنظر فى مشكلة تملك الأرض. تعمير سيناء أصبح فرضًا، لابد أن نفى الدولة بالوعود التى تكررت على مدى السنوات السابقة، وننهض بهذه البقعة الغالية على قلب مصر والمصريين، ولابد أن تسير مشروعات التنمية إلى جنب مقاومة الإرهاب فى سيناء، لابد أن نطهرها ونعمرها حتى لا يطمع فيها مستعمر آخر. مطلوب أن نتخلى عن الكلام ونبدأ الفعل.