ألقت الصحف العالمية، صباح اليوم الاثنين، باللوم على الاتحاد الأوروبي وتقصيره في التوصل لحلول جادة لإنهاء كارثة الهجرة غير الشرعية، التي راح ضحيتها امس الأحد 700 شخص في غرق قارب على السواحل الليبية أثناء توجههم إلى إيطاليا. وانتقدت صحيفة (لو فيجارو) الفرنسية، في صفحتها الرئيسية، تلك الحادثة المأسوية، وقالت في مقالها بعنوان "الغرق الأوروبي.. أوروبا تقف عاجزة أمام التراجيديا"، قائلة: الكرم الإيطالي لم يستطع أن يمحو حقيقة فقدان البلاد للأدوات اللازمة لاستقبال المهاجرين. وشددت على أن الاتحاد الأوروبي، ينبغي أن يحصل على تفويض من الأممالمتحدة لمراقبة الشواطئ بالقرب من الحدود الليبية، وذلك لإيقاف الهجرة غير الشرعية من هناك، ودعت في الختام إلى مراجعة قوانين اللجوء الأوروبية لجعلها أكثر إنسانية. وتحت عنوان "واجبات أوروبا تجاه المهاجرين"، قالت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية: لا يمكن للمهاجرين أن يحصلوا على لجوء قانوني إلى أي دولة أوروبية قبل أن يطؤوا ترابَها على حد قولها، وهو ما يجعلهم فريسة سهلة أمام المهربين المحترفين، الذين يتصيدونهم في منتصف الطريق لطلب مبالغ طائلة من الأموال. واقترحت صحيفة (تليجراف) البريطانية في افتتاحيتها اليوم الاثنين التي جاءت بعنوان "أوقفوا إبحار السفن"، بعض الحلول لحل هذه الأزمة. وقالت الصحيفة إنه يجب توفير مزيد من الدعم لإيطاليا لتستطيع التعامل مع الضغوط التي تواجهها في جزيرة لامبيدوسا. وأشارت الصحيفة إلى أن تحسين الظروف المعيشية لهؤلاء الأشخاص الذين يتركون أوطانهم وراءهم، يعد من أفضل الحلول، إضافة إلى القبض على مهربي البشر المتسببين بهذه الجرائم، إلا أنهم موجودون في بلدان لا وجود فيها لسلطة القانون مثل ليبيا. وختمت الصحيفة بالقول إن "الحل المثالي لهذه المشكلة هو منع السفن من الإبحار، كما قال رئيس الوزراء اليوناني ماثيو رينزي". ومن جانبها، رأت صحيفة (الليبيراسيون) الفرنسية أن الاتحاد الأوروبي فشل في مواجهة كارثة الهجرة غير الشرعية، مشيرة إلى أن هذه الكارثة أودت بحياة ألف وستمائة شخص منذ بداية العام الجاري، منتقدة تقصير الاتحاد الأوروبي، في تلبية نداءات الحكومة الإيطالية للتعاون معها في علاج قضية الهجرة غير الشرعية. وأشارت (الليبيراسيون) إلى أن برنامج الاتحاد "تريتون" لم يكن كافيا لحل الأزمة، إذ إن السفن التي نشرها الاتحاد لا تراقب إلا جزءاً صغيراً جدا من مياه البحر المتوسط لجهة مالطا وإيطاليا. وانتقدت صحيفة (الجارديان) البريطانية طريقة تناول الحكومة البريطانية لقضية المهاجرين، وربطها دائما بالاقتصاد، وكيف يمكن لهؤلاء المهاجرين أن يسهموا في نمو الناتج القومي المحلي للبلاد من خلال الأقساط الدراسية والاستثمارات. ورفضت الصحيفة تصريح، وزيرة الدولة في الخارجية البريطانية "ليدي أنيلاي" بأن المهاجرين غير الشرعيين يجدون في الدول التي يتوجهون إليها شيئا ما يجذبهم إليها، وهو ما اعتبرته الصحيفة بالأمر الخاطئ، لأن هؤلاء المهاجرين لا يهدفون سوى إلى الهرب من الموت والقهر السياسي والجوع والحروب الأهلية.