لاشك أنها دعوة ملعونة.. تأتى فى وقت حساس.. وهى وإن كانت تأتى كرد فعل لأفعال المتطرفين كما يدعى أصحابها.. إلا أن الواقع يقول إن أصحابها لا يقلون تطرفاً.. عمن يحاربونهم.. وإن كان تطرفهم على الاتجاه المعاكس تماماً.. إلا أنه فى النهاية نوع حقير من التطرف المذموم! فإذا كان المتطرفون إسلامياً.. يرون المرأة عورة.. صوتها.. وجسدها.. وكأنهم يريدون وضعها فى خزينة حديدية مغلقة.. لا يفتح لها صاحبها.. إلا عندما يريد أن ينالها.. يعنى مجرد وعاء لإفراغ الشهوة.. بلا أي حقوق إنسانية أو معاملتها كبشر.. حتى عندما أجبرتهم مقتضيات السياسة على الزج بها فى الترشح للبرلمان.. كانوا يخفون صورتها.. وكأنها عورة.. وشيء عيب فى نظرهم! وعلى الجانب الآخر.. هناك تطرف مماثل لهذا التطرف.. مساوٍ له فى القوة.. ومضاد له فى الاتجاه.. وأقصد بهم غلاة العلمانيين.. والذين لا يرون فى الحجاب فريضة دينية.. أو حتى مجرد نوع من الاحتشام والسترة.. ولكنهم يرونه حجاباً على العقل.. وقفل مسوجر على التفكير.. بل يعتبرونه السبب الأول فى تخلف الأمة.. وتراجع دورها.. وتقهقر مكانتها بين الأمم! وهكذا وقعنا بين نوعين من التطرف.. كلاهما مر.. وكلاهما يغذى الآخر.. ويدفع له.. وكأننا ندور فى حلقة شيطانية.. وكل طرف يشعل النار من ناحيته ومن طرفه.. حتى تكاد شرورها تلامس عنان السماء! فما معنى أن تنطلق هذه الدعوة من بلد الأزهر.. من مصر بلد الإسلام.. والتى صدرت الإسلام للعالم أجمع.. بل صدرته إلى البلد التى نزل فيها الإسلام.. كما قال الشعراوى إمام الدعاة وشيخنا الجليل.. هل وصل الانحلال بالبعض منا لهذا الحد؟! بل إنهم يزورون التاريخ ويفترون على السيدة هدى شعراوى التى نادت بالتخلى عن غطاء الوجه «اليشمك».. ولم تناد بالتخلص من الحجاب! إذن هى دعوة اختلط فيها الانحلال والدعوة للعرى والسفور.. مع تزوير التاريخ وأحداثه.. ومن هنا وصفتها بالدعوة الملعونة التى تغذى الإرهاب.. وتدعم الإرهابيين.. وتمنحهم بعض المشروعية.. وكأننا إزاء حرب على الإسلام.. كما سيدعون فى دعاياتهم السوداء.. وهنا قد يصدقهم بعض السذج.. ويسقطون فى براثنهم.. بالادعاء الباطل أننا أمام دولة تحارب الدين.. رغم أن هذه الدعوة الملعونة صدرت من شخص لا علاقة له بالسلطة.. ولا يتولى أى مسئولية وظيفية تجعلنا نحمل النظام القائم وزر دعوته الحمقاء! ويقينى أن شعب مصر المسلم الملتزم سيلقن هذا الأحمق درساً لن ينساه إذا ما جرؤ على تسيير مظاهرة لهذا الغرض المشبوه.. وقديماً قالوا فى أمثالنا الشعبية..الغرض مرض.. لعن الله مدعى الشهرة.. والباحثين عنها.. ولو عن طريق فضيحة.. ودعوة ماجنة وآثمة ومرفوضة!