ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية اليوم أن آلاف من العائلات الهاربة من مدينة الرمادي العراقية متكدسون في نقاط التفتيش المؤدية إلى بغداد في أعقاب نشر تنظيم داعش الإرهابي الذعر ومحاولات القوات الأمنية السيطرة عليها. وأشارت الصحيفة في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني إلى الوضع هناك قائلة إن طابورا من العربات يمتد لأميال عند نقطة تفتيش في الصدر ، على حافة محافظة بغداد، والعديد من الحافلات الصغيرة والسيارات والشاحنات تلتقط العائلات الذين عبروا سيرا على الأقدام ويحملون ممتلكاتهم في أكياس، بينما وصف صهيب الراوي محافظ الأنبار، التي تعتبر الرمادي عاصمتها، هذا الازدحام بأنه كارثة إنسانية على نطاق لم تشهده المدينة سابقا. وأضافت الصحيفة أن مسئولين أمريكيين وعراقيين حذروا من أن المدينة في خطر السقوط في يدي تنظيم داعش رغم مرور سبعة أشهر من الغارات الجوية من قبل الطائرات الأمريكية في الأنبار حيث أن هذا السقوط بمثابة ضربة قاصمة للحكومة العراقية، التي أعلنت مؤخرا القيام بحملة عسكرية على المحافظة عقب استعادة السيطرة على معقل المسلحين في تكريت، وللجهود الدولية لدحر تنظيم مسلح، أظهرت مكاسبه في الرمادي القدرة على خلق الفوضى حتى لو تعرض لضغوط. ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية، تحسين إبراهيم قوله " إنه تم نشر تعزيزات من وحدات مكافحة الإرهاب ، قواتنا تستعد للمهاجمة، المناقشات جارية بشأن إرسال ما يعرف باسم قوات التعبئة الشعبية، والتي تشمل الميليشيات الشيعية، لكننا لم نبرم حتى الآن أي اتفاق. وتابعت الصحيفة أن مسألة إرسال قوات شبه عسكرية شيعية تثير الجدل إلى حد كبير في الأنبار حيث إنها محافظة ذات أغلبية سنية لكن مع تدهور الأوضاع الأمنية قال عدد كبير من زعماء القبائل المحلية ومسئولين أنهم بحاجة إلى كل مساعدة يمكنهم الحصول عليها. كما قال رجل الدين الشيعي في العراق آية الله علي السيستاني في خطبته أنه ينبغي على جميع أبناء العراق المساعدة في القتال. وفي مؤتمر صحفي في البنتاجون، قلل الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، من أهمية الرمادي، قائلا إنها ليست رمزية بأي شكل من الأشكال"، وأن مدينة بيجي، وهي موقع رئيسي للبنية التحتية النفطية في العراق، تمثل هدفا أكثر استراتيجية.