اهتمت الصحف الأحنبية بأحكام الإعدام والمؤبد التي صدرت بحق عدد من قيادات جماعة الإخوان، وعدد من الصحفيين، بينهم الشاب المصري الأمريكي الجنسية "محمد سلطان في قضية "غرفة عمليات رابعة"، ووصفتها بغير العادلة والمستهجنة من المجتمع المصري. ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن محمد سلطان المحكوم عليه بالمؤبد هو نجل الدكتور صلاح سلطان الذي صدر بحقه حكم بالإعدام في القضية ذاتها، وذلك على خلفية اتهامات "بالتحريض على الفوضى" والتخطيط للمظاهرات المناهضة للحكومة بعد يوليو 2013. وأكدت الصحيفة أن سلطان أضرب عن الطعام لمدة عام كامل منذ احتجازه، مشيرةً إلي وصف منظمة العدل الدولية (أمنستي) للمحاكمة بأنها "غير عادلة" علي حد تعبيرها. وفي السياق ذاته، قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية في تقرير لها تحت عنوان "محكمة مصرية تحكم بالإعدام على مرشد الإخوان المسلمين"، :" أن الأحكام ليست نهائية، وأنه ما زال بإمكان المحكوم عليهم أن يقوموا باستئناف الحكم". ومن جانبه، تحدث موقع "ميدل إيست أي" الأمريكي عن أحداث فض اعتصام رابعة في أغسطس من عام 2013، ورصد الموقع تقديرات منظمة هيومان رايتس ووتش بشأن أعداد الضحايا، والتي تجاوزت ألف شخص. وزعم الموقع أن الحكومة المصرية شنت منذ 3 يوليو 2013 حملات قمعية بحق مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي، بالإضافة إلي أحكام الإعدام الجماعية التي لاقت علي حد واصفه انتقادا من قبل المجتمع الدولي. أما صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، وفي إطار تغطيتها للأحكام، أشارت إلى أن النظام القضائي في مصر تواجهه موجة من ردود الفعل الغاضبة، خاصة في أعقاب المحاكمات الجماعية التي يتعرض لها أنصار الإخوان منذ الإطاحة بالرئيس مرسي من قبل الجيش. ومن جانبها، انتقدت صحيفة "نيويورك تايمز" حكم المؤبد الذي صدر ضد محمد سلطان، قائلة :" أن هذا الحكم يعد الأحدث في سلسلة الأحكام الكثيرة المماثلة له، والتي أصدرها القضاء المصري على مئات أو عشرات من جماعة الإخوان، لممارستهم مظاهرات عنيفة، وإثارتهم للشغب، بعد عزل محمد مرسي، مشيرة إلى أن القضاء اعتمد في أحكامه فقط على شهادات الشرطة. وزعمت الصحيفة أن هناك الآلاف المتواجدين في السجون حاليا بدون تهم واضحة، مما أثار غضب جماعات حقوق الإنسان، والسياسيين والدبلوماسين الغرب. وأكدت الصحيفة أن قضية محمد سلطان مختلفة عن غيرها من القضايا، لأنه مواطن أمريكي، مشيرة إلى أن حكما صدر بعد أيام من موافقة الرئيس الأمريكي باراك أوباما على منح ملايين الدولارات والمساعدات العسكرية لمصر، والتي عُلقت بعد عزل مرسي. ورأت الصحيفة أن الحكم أصاب الإدارة الأمريكية بخيبة أمل كبيرة، مشيرةً إلى ما قالته وزارة الخارجية الأمريكية في بيان لها:" إنها قلقة على حالة محمد سلطان الصحية، والتي ستزداد سوءًا بطول مدة الحبس، كما طالبت الحكومة المصرية بإطلاق سراحه، لأسباب إنسانية". وأشارت الصحيفة إلى انتقاد توم مالينوسكي، أحد كبار المسئولين في وزارة الخارجية الأمريكية في مجال حقوق الإنسان، الحكم بشدة، وكتب على حسابه بتويتر: "حُكم على المواطن الأمريكي سلطان بالسجن المؤبد، لأنه تواجد في مظاهرة". وذكرت الصحيفة أن محمد سلطان نشأ في أمريكا، وتخرج من جامعة أوهايو عام 2012، ليعود إلى القاهرة بعد عثوره على عمل في إحدى شركات البترول، وعلى الرغم من كون والده عضوا بارزا في جماعة الإخوان المسلمين، ولكن سلطان اختلف عن والده، وانتقد محمد مرسي، ولكن في نفس الوقت عارض الطريقة التي خرج بها مرسي من الحكم، واعتبرها غير ديموقراطية. وقالت الصحيفة أن القاضي "محمد ناجي شحاتة" أصدر أحكاماً بالإعدام علي 180 شخصا، في محاكمة جماعية وسريعة، بتهمة تظاهرهم بالقرب من قسم شرطة في الجيزة، على الرغم من عدم توفر الأدلة، أو وجود ما يؤكد أنهم من قاموا بذلك. وتابعت الصحيفة أنه من بين القضايا الأخرى، التي كان شحاتة مسؤولا عنها هي قضية صحفيي الجزيرة، والذين كان من بينهم مواطن كندي مصري، وآخر استرالي، والذين حكم عليهم بالسجن بسبة سنوات، بتهمة نشر أخبار مزورة، والتعاون مع جماعة الإخوان المسلمين، إلا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أصدر عفوا رئاسيا، فتم إرسال الصحفي الاسترالي بيتر جريسته إلى بلده. وأكدت الصحيفة في ختام تقريرها، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي بإمكانه تكرار فعله مرة أخرى، وإرسال محمد سلطان لأمريكا، ولكنه حتى الآن لا تظهر أي علامات توضح أنه سيقوم بذلك قريبا.