يبدو أن وزارة الخارجية المصرية تمارس سياسة النوم فى العسل.. وتأخذ راحتها فى التعسيلة طويلة الأجل.. ولا يدرى أحد متى ستفيق منها. وآخر مظاهر النوم فى العسل لوزارة الخارجية هو موقفها من الأحداث الأخيرة فى اليمن.. فقد سارعت كل الدول مع بداية «عاصفة الحزم» إلى إرسال سفنها أو طائراتها لإجلاء رعاياها إلا مصر فهى لم تهتم بإرسال ولو توك توك من أجل إجلاء المصريين من اليمن.. فى حين أن مصر دولة تشارك فى عاصفة الحزم بطائراتها وسفنها الحربية.. ولو أرادت لأوقفت القصف بالتنسيق مع باقى دول الحلف من أجل إجلاء رعاياها.. وبالتنسيق كذلك مع الأممالمتحدة من أجل إنشاء ممرات آمنة للرعايا المصريين.. ولكن يبدو أن مصر مشغولة بأشياء أهم من ذلك الأمر.. بالرغم من أن مصر ولاشك كانت تعلم بموعد بدء عاصفة الحزم قبلها بأيام على الأقل. ويتعلل البعض بحجة فاسدة وهى أن أعضاء السفارة المصرية قد غادروا اليمن قبل ما يقارب الشهر.. ولا وجود للبعثة الدبلوماسية فى اليمن، ولكن أغلب الدول التى قامت بإجلاء رعاياها من اليمن.. هم أيضاً أغلقوا سفاراتهم ولكنها لم تتأخر فى انقاذ مواطنيها. ويبدو أن نفس الحال من النوم فى العسل قد أصاب وزارة الخارجية.. والمعروف أن للوزارة أرقام استغاثة خاصة بها ليتصل بها المواطنون فى أى ظرف اضطرارى.. فإذا حاولت الاتصال بتلك الأرقام.. وهى أرقام استغاثة.. فسيجيبك المسئول بأن الوزارة لا تملك شيئاً حيال مواطنيها فى اليمن وسيطلب منك من يرد على الاتصال بأن عليك الدعاء لله. والمؤسف أن الموظف المختص بالرد على مكالمات الاستغاثة لم يفسر أن المطلوب من المتصل الدعاء لله.. أم الدعاء على تلك النوعية من الموظفين فى وزارة لا تجد لها حضوراً فى أى كارثة تحل بالمصريين فى الخارج.. وحتى المتحدث باسم الخارجية عندما اتصل بها أحد الأقارب لأشخاص باليمن.. طالباً العون.. قال له السيد السفير المتحدث باسم الخارجية بإنه لا يعرف شيئاً عن هذا الأمر! وعندما استضافت احدى القنوات الفضائية نفس المتحدث الرسمى من خلال رسالة تليفونية على الهواء وسأله عن عدد المصريين فى اليمن.. قال انه لا يعرف وعندما هاجمته سيدة بسبب موقف الخارجية اللامبالى فى تلك القضية فقد أغلق السيد المتحدث الرسمى للوزارة الخط فى وجه المتصلين به! ونفس الأمر تكرر من قبل عندما تم إعدام المصريين فى ليبيا على يد داعش.. فقد أقر سيادته.. المتحدث الرسمى.. بأنه لا يعرف عدد المصريين فى ليبيا.. ولكن الوزارة تقوم بعملها على أكمل وجه! بالله عليكم ما هو «أكمل وجه» هذا والوزارة لا تعرف عدد المصريين فى اليمن أو ليبيا.. ولا فى أى دولة أخرى! وما هو دور البعثات الدبلوماسية فى الخارج ان كانت لا تعرف عدد المصريين فى أى دولة بالعالم فى حين أن ذلك الأمر هو من أشد اختصاصاتها وله الأولوية.. فى أى دولة تحترم مواطنيها.. لا دولة تنام وزارة خارجيتها فى العسل.. ويجهل المتحدث الرسمى للوزارة أى شىء؟ وأذكر أننى كنت فى رحلة لأستراليا قبل عدة أعوام.. وجمعنى لقاء مع القنصل العام فى سيدنى. وعندما سألته أيضاً بالمصادفة عن عدد المصريين المقيمين فى استراليا.. قال انه يجهل الرقم الحقيقى.. وذلك فى دولة يصعب بل يستحيل على أحد زيارتها إلا بأوراق رسمية واشتراطات صعبة.. ولذا فمن السهل على خارجية أى دولة أن تحصر رعاياها من خلال هذه الأوراق الرسمية.. ولكن الخارجية المصرية وبعثاتها ربما تعتبر أن حصر مواطنيها فى أى دولة بالعالم لا يمثل اهتماماً لها. وحتى عندما حضر أمير قطر إلى مصر فى الدورة الأخيرة لجامعة الدول العربية فى شرم الشثي.. فقد سئل المسئول فى الخارجية المصرية ان كان حضور أمير قطر الى مصر.. يمثل عودة للعلاقات المصرية القطرية.. وان كان سيتبعها خطوات أخرى مثل عودة السفير المصرى الى قطر.. قد رد عليه المسئول فى الخارجية بأنه لا يعرف؟! متى إذن سيعرف موظفو الخارجية المصرية شيئاً عن سياسة بلدهم وعن عدد مواطنيهم فى الخارج.. ومتى ستفيق الخارجية المصرية من النوم فى العسل!!.