رحب عدد من الخبراء الدبلوماسيين بقرار الرئيس باراك أوباما باستئناف المساعدات العسكرية المعلقة لمصر والتي تتراوح حجمه حوالي 1.3 بليون دولار سنويًا، مؤكدين أن هذا القرار يدل على رغبة الولاياتالمتحدة في إعادة مصر كحليفة لها بالشرق الأوسط ومواجهة تهديدات المسلحين. و اعتبر اللواء عادل الصفتي مساعد وزير الخارجية الأسبق، رجوع المساعدات العسكريةالأمريكية لمصر بمثابة "رجوع الحق لأصحابه"، مؤكدا أن رفع المساعدات عن مصر يعتبر ظلما . وأشار الصفتي، إلى أن جزءا كبيرا من الطائرات التي كان يجب توريدها لمصر كانت مدفوعة الأجر، مضيفا أنه إذا كانت مصر تقوم بدفع أموال تلك الأسلحة في ميعادها في مقابل أن أمريكا تقوم بحجب الأسلحة عنها، فإن الولاياتالمتحدة تفقد مصداقيتها أمام العالم كله، لافتا إلى أن هناك الكثير من الأسلحة الروسية والفرنسية أفضل من السلاح الأمريكي ومن ضمنه طائرات"رافال" التي هي أفضل بكثير من طائرات"f-16"، لذلك فإن أمريكا تأخذ هذه الأمور بعين الاعتبار. فيما قال الدكتور سعيد اللاوندي، الخبير بالعلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أن استئناف المساعدات الأمريكية لمصر جاء نتيجة نجاح المؤتمر الاقتصادي ومؤتمر القمة العربية بشرم الشيخ. وأضاف اللاوندي، أن رجوع العلاقات المصرية الأفريقية عامًة وأثيوبيا خاصة لها دور كبير في إعادة هذا المساعدات مرة أخرى فضلا عن اشتراك مصر في عاصمة الحزم لمحاربة الحوثيين باليمن كل ذلك أدى إلى إعادة تقييم أمريكا للعلاقات مع مصر . و طالب خبير العلاقات الدولية، الحكومة المصرية بعدم قبول هذه المعونة المشروطة، قائلا :"مصر استطاعت أن تجمع 64 مليار جنيه خلال أسبوع واحد، ألا تستطيع أن تجمع 3مليارات و300مليون دولار قيمة المساعدات الأمريكية". وأكد اللاوندى، أنه حال توافر الإرادة السياسية المصرية، فان مصر ستستغني عن أي مساعدات خارجية، وتكتفي بمساعدات مواطنيها . من جانبه أوضح الدبلوماسي يحيى نجم سفير مصر السابق بفنزويلا، أن رجوع المساعدات الأمريكية لمصر أمر متوقع في الوقت الحالي إلى حد كبير، موضحا ان رجوع المساعدات لمصر يعود لخوف الولاياتالمتحدة من خسارتها مرة أخرى ، نظراً للدور الريادى الذى تجلى فى الفترة الأخيرة بعد نجاح المؤتمر الاقتصادى والقمة العربية بشرم الشيخ. وأرجع نجم ، ذلك إلى أن أمريكا تمارس الضغوطات على إيران بخصوص المحركات النووية، لافتا إلى أن العلاقه بين مصر وأمريكا يصعب التنبؤ بها . وأكد السفير السابق، أن مصر تخوض صراعا داخليا قويا ولذلك فهى تحتاج إلى معدات حربية للتعامل مع التهديدات التي تواجهها. ومن جانبه قال حسن هريدى مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الرئيس أوباما طالب الكونجرس الأمريكى برفع الحظر التنفيذي عن المساعدات العسكرية لمصر، بالإضافة إلى رفع قيمة المساعدات الأمريكية من 650 مليون دولار إلى 1.3مليار دولار. وأضاف هريدى، أن المكالمة التي أجراها الرئيس باراك أوباما مع الرئيس عبد الفتاح السيسى تشير إلى أن هناك انفتاحا تدريجيا فى العلاقات المصرية الأمريكية خاصة بعد نجاح القمة العربية . وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى أن الاستراتيجية الأمريكية تتطلب وجود علاقات مصرية- أمريكية جيدة لدعم العلاقات بين البلدين لهذا السبب تعود مطالبات الرئيس الأمريكى باعتماد المساعدات لمصر. ومن جانبه أكد اللواء محمد المنيسى مساعد وزير الخارجية الأسبق لشئون القنصلية، أن القرار الذي اتخذته الإدارة الأمريكية برفع حظر المساعدات عن مصر لم يكن مفاجئا باعتباره نتاجا طبيعيا للتحركات التي اتخذتها القيادة المصرية منذ فترة طويلة . بينما أوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن التحركات المصرية الأخيرة أدت إلى إجبار الإدارة الأمريكية على اتخاذ مثل هذا الموقف طواعية وذلك دليل على نجاح الإدارة المصرية. قال اللواء محمد رشاد وكيل المخابرات العامة المصرية السابق، أن أمريكا أعادت المساعدات العسكرية لمصر للتعامل بشكل أفضل مع التحديات المشتركة للمصالح الأمريكية والمصرية في منطقة غير مستقرة وتماشياً مع الشراكة الاستراتيجية القائمة منذ فترة طويلة بين البلدين. وأضاف رشاد، أن مصر حليف إقليمي للولايات المتحدة، بالإضافة إلى أنها تحاول ضمان تزويد مصر بالمعدات اللازمة للتعامل مع التهديدات الحقيقية التي تواجه أمن مصر وأمن الولاياتالمتحدة، حيث إن مصر تحافظ لأمريكا على الملاحة في قناة السويس، كما إنها تعد بمثابة نقطة الاستقرار في الشرق الأوسط. وتابع وكيل المخابرات العامة، أن أمريكا تحاول تحجيم مصر حتى لا ترجع للاتجاه شرقا "كبلاد الصين"، خاصة بعد تحالفها مع السعودية في عاصمة الحزم لمواجهة الإرهاب.