غدًا يسدل الستار على قضية القرن، بعدما تكون قد استوفى القضاء المصري، كل مراحل التقاضي، حيث وصل قطار محاكمة إلى محطته الأخيرة، ولكن هناك فصل واحد فيها، إذا قبلت محكمة النقض الطعن المقدم من النيابة العامة غدًا، بشأن براءة مبارك ونجليه ووزير داخليته ومساعديه في قتل المتظاهرين. ضمت قائمة المتهمين الذين حصلوا على البراءة، إلى جانب مبارك، نجليه علاء وجمال، ووزير داخليته الأسبق حبيب العادلي، ورجل الأعمال الهارب حسين سالم، و6 قيادات أمنية من كبار مساعديه، بقتل المتظاهرين إبان ثورة 25 يناير 2011، واستغلال النفوذ والتربّح وإهدار المال العام والاستيلاء عليه، حيث تنظر المحكمة النقض القضية مرة آخرى كمحكمة موضوع ليكون هذا هو بيت القصيد لقضية القرن التي استمرت في أروقة المحاكم لما يقرب من أربع سنوات. وبالبحث في أرشيف القضاء المصري، فنجد أن قضية رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى المتهم فيها بقتل الفنانة سوزان تميم، تشابهت مع قضية القرن في أن القضيتين وصلا لمحكمة النقض للمرة الثانية، ففي قضية سوزان، قررت محكمة النقض المصرية،،في 16/01/2012 إعادة محاكمة المليادير هشام طلعت مصطفى الذي كان أحد أقطاب نظام مبارك وإلغاء حكم سابق بحبسه 15 عامًا لإدانته بالتحريض على قتل المغنية اللبنانية سوزان تميم. وقررت محكمة النقض، وهي المحكمة العليا المختصة بالقضايا الجنائية في مصر، أن تتولى بنفسها، وحكمت محكمة النقض، نهائي بمعاقبة طلعت مصطفى، بتسع سنوات. قال وجيه عبد الملاك، دفاع اللواء حبيب العادلي، إن محكمة النقض إذا رفضت الطعن المقدم من النيابة العامة، على براءة مبارك، سيحصل المتهمين جميعًا على براءة نهائية وباتة. وتطرق عبد الملاك إلى أن المحكمة في حالة قبول النقض سوف تعيد المحاكمة كمحكمة موضوع، لافتًا إلى أن إذا قبل الطعن ستتشابه القضية مع قضية مقتل سوزان تميم، حيث حكمت النقض موضوعًا بتسع سنوات على هشام طلعت مصطفى. وتابع إن الدكتورة آمال عثمان ترافعت أمام محكمة النقض في قضية مقتل سوزان لما يقرب من 9 ساعات، لافتًا إلى أن محكمة النقض هي قمة الهرم القضائي، وإذا وصلت محاكمة مبارك أمامها سيكون سابقة كبيرة أمام العالم. قال الدكتور شوقي السيد، أستاذ القانون الدستوري بجامعة القاهرة، إن محكمة النقض ستصدر حكمها غدًا في الطعن على حكم مبارك، سيكون الحكم باتًا وغير قابل للطعن مرة أخرى. واتفق السيد في أن القضية تتشابه مع قضية سوزان تميم، في كون محكمة النقض نظرت القضية كمحكمة موضوع.