سلطت الصحف الأمريكية في افتتاحيتها اليوم، الضوء على توجيه النيابة العامة اتهامات جنائية ضد شهود العيان في قضية مقتل الناشطة المصرية "شيماء الصباغ". قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن طبيعة التحقيقات التي تجريها النيابة العامة بخصوص مقتل "الصباغ" أصبحت واضحة، فبدلاً من التحقيق مع رجال الشرطة المتهمين في حادث القتل الواقع بميدان التحرير، يتم اتهام 14 عضوًا من الحزب السياسي الذي تنتمي إليه "الصباغ"، ومن بينهم ثلاثة شهود على الواقعة كانوا في مطاعم ومقاهٍ قريبة من الميدان، وشاهدوا الحادثة بالكامل، مشيرةً إلى أنه تم توجيه تهم المشاركة في احتجاج غير مصرح به، ومعرضون للحكم بالسجن. وذكرت الصحيفة واحدة من النشطاء الحقوقيين ورئيس مركز المساعدة المصرية للمرأة "عزة سليمان" التي تُعد الشاهد الأبرز على هذه الواقعة، مشيرةً إلى أنها كانت تجلس مع عائلتها في مطعم وقت وقوع حادثة مقتل "الصباغ" وشهدت الحادثة بالكامل ، موضحة أنها شهدت أمام السلطات المختصة بما رأته أمام أعينها، مؤكدة على أنها توجه مصير زملائها النشطاء الليبراليين بالسجن بتهمة المشاركة في تظاهرات غير مصرح بها. ونقلت الصحيفة ما قالته "سليمان" لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية: "إن القانون أصبح الآن بلا معنى وضعيف للغاية"، مشيرةً إلى أن الشرطة المصرية أرسلت رسالة مفاداتها "أن لا أحد من رجال الشرطة سوف يحاكم ونحن لا نستطيع فعل أي شيء حيال ذلك". وأشارت الصحيفة إلى ما قاله "ياسر عبد الجواد"، محامي "سليمان": "لقد مثلت السيدة عزة هي و17 آخرين أمام المحكمة يوم السبت الماضي للمحاكمة بتهمة التظاهر دون تصريح، وهي جريمة يعاقب عليها القانون بموجب القانون الصادر عام 2013 عقب الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي". واعترضت الصحيفة في سياق تقريرها على عودة المساعدات العسكرية لمصر، معدة الرئيس الأمريكي "بارك أوباما" بقراره هذا تجاهل المطالبات بحماية حقوق الإنسان في مصر، واتخاذ خطوات فاعلة لحماية حقوق المرأة والانتظار حتي تتم الانتخابات البرلمانية التي تم تأجيلها بالبلاد على أثر حكم المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية بعض القوانين التي نص عليها "قانون الانتخابات البرلمانية". قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن أوباما أعرب عن قلقه إزاء اعتقال مصر للمتظاهرين السلميين والمحاكمات الجماعية للمعارضين السياسيين، مجرد انتقادات غير مؤثرة لن تغير شيئًا. ورأت الصحيفة أن استئناف المساعدات العسكرية، سوف يمنح الجانب المصري طمأنة، كما من المرجح أن يتم تفسيره على أنه تأييد متردد للممارسات على حد وصفها "الاستبدادية" في البلاد. وأشارت الصحيفة إلى ما قاله بعض المسئولين الأمريكيين: "إنه يمكن أن تستخدم المعونة كوسيلة للضغط على مصر في مجال حقوق الإنسان والحكم الديمقراطي". وتحدثت الصحيفة في سياق تقريرها عن الدوافع والأسباب القوية التي دفعت إدارة أوباما للحفاظ على التحالف الوثيق مع مصر، ولعل أولها هو أن الولاياتالمتحدة تعد مصر شريكًا هامًا في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، كما أنها توفر المرور العاجل لسفنها عبر قناة السويس فضلًا عن طائرات سلاح الجو التي تطير في المجال الجوي المصري.