نظم المكتب الثقافي بالرياض ندوة حول فيلم الأرض في إطار اللقاءات الفرانكفونية 23، تحت رعاية السفير عفيفي عبد الوهاب، وإشراف المستشار الثقافي المصري د. محمد عثمان الخشت حيث اشتملت الندوة على تحليل فني وسياسي للفيلم قدمته د.داليا سعودي. وصرح السفير عفيفي عبد الوهاب أن الفيلم يعد نموذجا للأفلام المصرية المتميزة، وأحد أهم أفلام السينما المصرية فى القرن العشرين، إذ تم اختياره ليتصدرَ قائمة أفضل عشرة أفلام في تاريخ الفن السابع في مصر. وتحدث المستشار الثقافي المصري بالرياض د.محمد عثمان الخشت في افتتاحه للندوة مؤكدا أنها تعمل على تقديم قراءة جديدة للفيلم؛ فالمأساة أن الأرض لم تعد هي الوحيدة موضع الإشكالية، بل أصبحت الإشكالية تخص الإنسان العربي الذي تتخاطفه عصابات الفوضى إما بتجريف عقله وتجريف وجدانه و تزييف ثقافته أو إهدار دمه ونهب ماله، وذلك في مسرحية جديدة ظهرت فيها ظواهر التحلل الفكري والفني بجوار ظواهر التكفير والتفجير والحرق المميزة للموجة الثالثة للإرهاب ضد الشعوب والجيوش العربية. وأشارت د.داليا سعودي إلى أن فيلمَ “الأرض”، الذي أهدانا المكتبُ الثقافيُّ المصريُّ متعةَ مشاهدتِه ، لا يمكن وصفُه بأقل من ملحمةٍ مصريةٍ خالدة وقصيدةً شعريةً طويلة، تزخرُ بالأحداث الجسام، وتقصُّ حكايةً بطوليةً عن نموذجٍ إنساني يحتذى به لنبله وشجاعته، و يموج من حوله شعبٌ تتنازعه أهواءُ الملائكةِ و الشياطين. وأكدت على أن فيلم "الأرض"، يحتفظ بشيء من الكلاسيكية الناعمة المحببة. ومن أهم أسباب تفرده هو بالطبع الأصلُ الروائي المأخوذُ عنه. لكن شاهين أضاف إلى ذلك الأصل تفسيراً سياسياً لم يكن موجوداً في رواية الشرقاوي. فهو لم يكتف بالطرح المنتمي إلى الواقعية الاشتراكية الذي يجعل من الرواية أشبه بالأعمال الأدبية السوفييتية الأولى، بل يتخطاه ليقدم عملاً مصرياً وطنياً خالصاً.