التواصل مع أفريقيا شعار ترفعه الدولة حالياً بداية من الرئيس «السيسى» حتى وزير الرى نظراً لما تمثله أفريقيا الآن من ثقل استراتيجى لمصر حيث تبدأ روافد نهر النيل من قلب هذه القارة وحتى المصب فى البحر المتوسط، ولأن أفريقيا ظلت طويلاً تعانى من تجاهل مصر لها وعدم الاهتمام بمشاكلها قررت الأخرى أن تدير ظهرها لمصر وتعتمد على أصدقاء آخرين حتى ظهرت أزمة سد النهضة وجاء الرئيس السيسى وتبنى الرجل خطة حيوية لاسترجاع أفريقيا لحضن مصر ولكن للأمانة كان مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية قد سبق الجميع ووعى لأهمية ودور التواصل الفنى مع هذه القارة التى بدأت تتبلور معالمها الثقافية والفنية وتنفتح على العالم وفى خلال بضع سنوات قليلة تصل فيها السينما لمستوى تفوق أفريقيا فى كرة القدم. ونجح المخرج سيد فؤاد، رئيس المهرجان، فى أن يقتحم ويتسلل للعمق الأفريقى من خلال هذا المهرجان ونجح على مدار أربع دورات فى أن تصل الدول المشاركة أفريقياً فى المهرجان لأكثر من 25 دولة بأكثر من 90 فيلماً، واستقطب المهرجان كبار صناع السينما وأهم الأفلام سواء روائية طويلة أو تسجيلية طويلة وقصيرة وكان فؤاد موفقاً فى اختيار الأقصر مقراً لفاعليات المهرجان وسط أعظم وأهم وأقدم حضارة فى التاريخ وقريبة نفسياً ومناخياً لجو أفريقيا، وكان المهرجان الذى ظل يعتمد على نفسه وعلى جهود منظمه ورئيسه سيد فؤاد، ومدير المهرجان عزة الحسينى وبدعم معقول من محافظة الأقصر ووزارات السياحة والشباب والثقافة وبعض الشركات والبنوك، وكان المهرجان يمثل القوى الناعمة فى التواصل الأفريقى ونجح فى كسب ثقة صناع السينما الأفارقة ونقل صورة إيجابية عن مصر لدى الحكومات والشعوب التى انعزلت عنها مصر طويلاً وبالتأكيد لمن لا يعرفه أن للفن والسينما دوراً مهماً ومؤثراً كثيراً فى التلاحم، والتواصل بين الشعوب ولأن روافد الحياة فى مصر تبدأ من قلب أفريقيا وظهر ذلك واضحاً من أزمة سد النهضة، شعر رئيس الجمهورية «السيسى» أهمية أفريقيا لمصر والأهمية لا تتمثل فى النيل فقط، لكن مازالت أفريقيا أرضاً بكراً تحمل فى باطنها وفوق أرضها الكثير من الخيرات التى لم تستغل ومن هنا لابد أن تهم الدولة بدعم مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية الذى سبقها ودخل لعمق أفريقيا وجذب الفنانين والمثقفين هناك لمصر والمهرجان وهم مؤثرون بشكل كبير وفعال فى بلادهم ومصدر ثقة لدى الحكومات والشعوب وهو حلقة الوصل المهمة فى نقل الثقافة والفن المصرى لشعوب أفريقيا وكذلك نقل ثقافتهم وفنونهم لمصر أيضاً لذلك كان هناك اهتمام ملحوظ فى هذه الدورة الرابعة من عمر المهرجان من بعض المسئولين فى مصر، لذلك حرص الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء الأسبق، على التواجد وعقد العديد من الفعاليات وورش التعليم والتفكير وحرص محافظ الأقصر الشاب النشيط محمد بدر، على التواجد فى الافتتاح والختام ومعه وزراء السياحة والثقافة والآثار وحرص كبار نجوم ونجمات مصر على التواجد مثل يسرا وإلهام شاهين وليلى علوى وخالد يوسف ومنة شلبى ومنال سلامة وكبار المخرجين مثل أنعام محمد على ومجدى أحمد على وهانى لاشين وعمر عبدالعزيز ومدحت العدل ومحمد العدل وسعيد حامد، وحرص طلاب الأزهر الأفارقة على المشاركة فى الفعاليات واهتم المهرجان وإدارته بالترجمة الفورية لكل الفعاليات بالفرنسية اللغة السائدة فى أفريقيا وكذلك الإنجليزية وجاءت نتيجة المهرجان مرضية فنياً وشكلياً بشكل كبير لكن مازال يفتقد دور ودعم الدولة بما يتناسب مع قيمته وأهميته ودوره الفعال فى التواصل مع أفريقيا كأحد روافد الدعم السياسى والاقتصادى الذى يلعبه الرئيس السيسى والحكومة التى عليها أن تركز بعض الشىء وتقوم بقراءة سريعة لدور المهرجان لتحسن استغلاله كفرصة مهمة تيسر عمل الرئيس والحكومة فى التواصل مع القارة السمراء، وعن المهرجان فى دورته الرابعة وتقييمها يقول رئيس المهرجان سيد فؤاد: عملت كل ما فى وسعى ولجأت لكل المؤسسات والشركات والبنوك لتدعمنا وكان لها بصمة واضحة فى مساعدتنا لذلك نجحنا على مدار 7 أيام فى عمل الكثير من الفعاليات المهمة والتقريب فنياً وسياسياً واقتصادياً بين دول القارة والحضور الكبير لنجوم وصناع الفن السابع فى أفريقيا. وأضاف: بصراحة شديدة أنا قدمت كل ما فى وسعى وكنت أتحمل كل الترتيبات والمعاناة أنا وإدارة المهرجان والدولة لم تقدم لنا الدعم الكافى ولم تشاهد للأسف حجم التواجد لنجوم أفريقيا وإعلامها والإعلام المحلى والدور الذى لعبه المهرجان ولو قامت الدولة - والكلام ل«فؤاد» - بتنظيم مثل المهرجان لوصلت تكلفته من 7 إلى 9 ملايين لكن كل هذا العرس وصل معنا حجم إنفاق بما لا يزيد على 3 ملايين جنيه كلها مساهمات شركات وبنوك ودور الدولة فيها كان قليلاً للغاية. وأضاف: سأبحث مع المسئولين إمكانية دعم المهرجان ودوره المهم المساند لدور الرئيس فى التواصل مع أفريقيا وإن لم تكن هناك استجابة سيكون هناك رد فعل مناسب لأن الأفريقيين أنفسهم أكدوا أن مصر هى قلب أفريقيا وننتظر أن يعود القلب للجسد.