أخيراً.. أخيراً.. استيقظ العالم العربي من غفوته.. أخيراً شعر العالم العربى بخطورة الميليشيات الحوثية التى تهدد كيانه ووجوده.. وتحارب بالوكالة عن إيران.. ولتحقيق طموحاتها غير المشروعة فى المنطقة الغربية.. مستخدمة أحط الأسلحة.. وأقذرها.. وعلى رأسها سلاحا الفتنة والخيانة!! فالحوثيون لم ينتصروا فى اليمن.. ويفرضوا سطوتهم على أغلب مناطقه لقوتهم العسكرية.. ولكن لاستخدامهم سلاح الخيانة.. الذى جعل الجيش النظامى اليمنى.. ينهار أمامهم فى دقائق.. بل يسلمهم اليمن السعيد.. تسليم مفتاح!! وللأسف اشترك «الصول» على عبدالله صالح رئيس اليمن السابق.. الذى ثار عليه الشعب.. وخلعه مع نظامه المتعفن.. أراد صالح أن يعاقب الشعب اليمنى.. بمساعدة هذه العصابات الحوثية التى طالما حاربت نظامه.. وأقلقت منامه.. ولكن كما يقولون: المصالح.. تتصالح!! فقد التقت إرادة الطرفين - صالح والحوثيين - على قهر إرادة الشعب اليمنى.. واختطاف ثورته.. ووأد طموحاته المشروعة.. ولهذا ساعدت عناصر الجيش الموالية.. لصالح فى زراعة بذور الخيانة فى صفوفه.. حتى أصبح جيشاً هشا.. انهار وسقط أمام عصابات إجرامية.. لا تعرف أساليب الحروب النظامية.. وكل معرفتها بحروب العصابات !! وبعد أن توحش الحوثيون.. وبسطوا نفوذهم.. نفضوا أياديهم القذرة.. واتفاقاتهم مع صالح.. وخانوه.. وخرجوا عن سيطرته.. ليجلس الآن فى منزله.. يبكى بدل الدموع دما.. وهذا أقل جزاء لمن يخون بلاده وشعبه!! أما الآن.. وبعد أن سيطر الحوثيون على أغلب أرجاء اليمن بفعل المساعدات العسكرية الإيرانية غير المحدودة.. أصبحوا على بعد خطوات من الحدود السعودية.. واحتلال باب المندب .. ومن ثم السيطرة على الملاحة فى البحر الأحمر.. هنا شعر الخليجيون بالخطر.. بل شعرت باقى الدول العربية .. وعلى رأسها مصر.. بالخطر الداهم.. خاصة مع إدراك الجميع بخطورة «الهلال الشيعى» القاتل .. الذى بات يحزم العالم العربى.. ويزرع بذور الفتنة فى ربوعه.. سواء فى سوريا أو العراق أو لبنان أو السعودية أو البحرين.. أو الإمارات.. كلها دول عربية أصبحت فى مرمى النيران الفارسية.. ومحلا لأطماعها ونفوذها.. فالبترول العربى بات يجذب الإيرانيين.. كما تنجذب الفراشات إلى النار!! وقد حاولت دول الخليج.. وعلى رأسها السعودية مع الإيرانيين.. لإيقاف أطماعهم.. ووقف تغول ميليشياتهم الحوثية العميلة.. دون أى جدوى.. حتى ان المملكة العربية السعودية.. دعت كل الأطراف اليمنية للحوار على أرض المملكة.. لكن الميليشيات العميلة أبت ان تستجيب وواصلت غيها وإجرامها!! ومن هنا كان.. ولابد من تحرك خليجى عربى.. ليدك حصون الإرهاب فى اليمن.. ومن هنا نالت «عاصفة الحزم» تأييداً عربيا وعالمياً غير مسبوق.. وعلى رأسها الأممالمتحدة ومجلس الأمن.. ومن قبلهما الولاياتالمتحدةالأمريكية.. التى أعلنت دعمها لعاصفة الحزم.. بل تقديم الدعم اللوجستي والعسكري والاستخباراتى للحملة.. خاصة، أنها تأتى استجابة لنداءات.. واستغاثات السلطة الشرعية فى اليمن ممثلة فى الرئيس هادى منصور.. الذى اعترف مجلس الأمن بشرعيته.. قبل أيام فى بيان رسمى بذلك.. الآن.. وبعد عاصفة الحزم.. ها هو ذا العالم العربى.. يكتب تاريخه من جديد.. لنقول لهم نحن بلاد أفعال.. ولن نكون ظاهرة صوتية.. وحنجوربين بعد الآن.. خاصة بعد ان أصبح الخطر محققا.. والنار.. أمسكت بثيابنا.. ولم يعد هناك مفر من المواجهة الحاسمة الحازمة.. هو إذن صراع وجود.. وليس صراع حدود!!