"المؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ .. ذراع مصر".. قالها الرئيس عبد الفتاح السيسى، عقب الحادث الإرهابي الخسيس، بالكتيبة 101، منذ أكثر من 60 يومًا، إبان اجتماعه بقيادات المجلس العسكرى. ذراع قوى وقبل أن تنتهى المدة الزمنية للمؤتمر والمحددة سلفًا ب 3 أيام بمدينة شرم الشيخ، ظهرت روح الإرادة والحماسة لمساندة، وإنجاح هذا الذراع، الذى لا يقوى أحد على مواجهته، وظهر ذلك فى تأكيد الرئيس السيسى بكلمته الافتتاحية على أن التنمية الشاملة التي تنشدها مصر من خلال المؤتمر، من أجل تحقيق نمو متوازن وعادل يصب في صالح بناء دولة عصرية لا تحوز مكانتها فقط من عظمة ماضيها وعراقة تاريخها بل تفخر بصناعة حاضرها وترنو بأمل وتفاؤل نحو مستقبل واعد لأبنائها. مصر الحضارة وتضمنت كلمته التأكيد على أن مصر تُقدم بتلك التنمية نموذجًا للحضارة العربية والإسلامية بقيمها السمحة الحقيقية بدولة تنبذ العنف والإرهاب والتطرف .. وتعزز الاستقرار والأمن الإقليمي .. تحترم جوارها .. وتدافع ولا تعتدي .. تقبل وتحترم الآخر .. وتؤمن بأن اختلافه وسيلة للتعارف .. وإثراء للحضارة الإنسانية، وذلك فى الوقت الذى شهد المؤتمر حضورًا دوليًا ورسميًا على أعلى المستويات وفى القلب منها الدول العربية، وإعلانهم مشاركاتهم فى الاستثمار الفعال فى المشروعات التي عرضتها الحكومة عليهم، وكانت حجم الاستثمارات من قبل الشركات العربية وحكوماتها مصدر فخر للأمة المصرية وشعبها. الاقتصاد الهدف الأول وليس الأسمى بكل تأكيد الهدف من المؤتمر "اقتصادى" فى المقام الأول، ولكن الدول الكبرى وفى القلب منها مصر، تتعامل مع مثل هذه الأحداث الكبرى، برؤى مختلفة، وتحاول جاهدًا، أن يكون لها ثمار آخر، بخلاف هدفه الأسمى، وهو ما تحقق بحذافيره فى المؤتمر الاقتصادى"ذراع مصر"، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، واستطاعت القيادة الحكيمة، إطلاق رسائل إيجابية وسلبية، فى ذات الوقت، الإيجابي فى صالح المؤتمر، والشعب المصرى، والسلبى تجاه الجماعات الإرهابية التى تحاول إشعال الفتن وترويج الأكاذيب تجاه الدولة المصرية، وذلك على المستوى العلنى أمام العالم، واللقاءات الثنائية التى عقدتها القيادات المصرية مع الوفود الدولية التى شاركت بفعالية فى المؤتمر. وتنوعت الرسائل فى النواحى الاقتصادية والسياسية والأمنية، بالإضافة إلى العلاقات الخارجية والدبلوماسية، فيما كانت الرسالة الأكبر هو دحض جميع المزاعم الهزلية من جانب تنظيم الإخوان، تجاه الشرعية المزعومة، بل أثبت الشرعية الدولية للقيادة الحالية للبلاد برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسى، حيث تمثلت الرؤية العامة، والصورة الذهنية لدى المواطن قبل المسئول والقيادة التنفيذية بأن نجاح المؤتمر الاقتصادى تفوق على المثل العربى"، "ضربت عصفورين بحجر"، حيث لعبت الأهداف على التواجد الدولى والأفريقى بالمؤتمر، ودحضت المزاعم الإرهابية بشأن المجتمع المصرى وشرعية مرسى المزعومة، وغيرها من عودة مصر لقيادة العرب، وأفريقيا، ورسائل إيجابية نحو الاستقرار التشريعي، السياسي، والأمني. خبراء يؤيدون قال الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن ما حدث على أرض مصر، فى مدينة شرم الشيخ، بشأن المؤتمر الاقتصادي، ماهو إلا حدث سياسى فى المقام الأول، يوحى بتواجد الاستقرار والأمن، ما يكفى لعقد مؤتمر اقتصادي كبير فى ظل الأوضاع التى تمر بها البلاد. وأكد نافعة فى تصريحات ل"بوابة الوفد"،: "حضور أعداد لا بأس بها من رؤساء دول وقيادات اقتصادية، ورؤساء لشركات كبرى فى مختلف العالم"، فى حد ذاته تعبير عن تضامن سياسي ودولي مع الدولة المصرية، وهدف أكبر بكثير من كون حضورهم لتقديم منح وقروض لدعم الاقتصاد المصرى. ولفت أستاذ العلوم السياسية، إلى أن الهدف السياسي ليس أهم وأفضل من الدعم الاقتصادى، لكنه أهميته ضرورة للغاية، للتأكيد على أن الدولة المصرية لاتزال قائمة، وقادرة على مواجهة التحديات والتنظيمات الإرهابية قائلا: "مصر ماضية قدما نحو المستقبل بالمؤتمر الاقتصادى وأهدافه أكثر من كونه منحا وقروضا اقتصادية". من جانبه قال السيد ياسين، الباحث بمركز الأهرام الاستراتيجى، أن مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى، كان معدا لعرض خطة الحكومة المصرية بشأن التنمية والتطوير الاقتصادى، وبالتالى تكون أهدافه اقتصادية فى المقام الأول، والتى تتمثل فى توفير المنح والقروض والاستثمارات فى الشارع المصرى. وأضاف ياسين: "من خلال هذا الهدف الأكبر، خرجت أهداف أخرى كثيرة، سواء فيما يتعلق بالوضع فى الشارع المصرى، والعلاقات الدولية، والتعاون الإفريقى والعربى، وأيضا رسائل إيجابية خاصة بالاستقرار السياسي والآمني، وتحديات الإرهاب. ولفت الباحث فى مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إلى أن الهدف الأسمى برؤية المجتمع الدولي تجاه القيادة الحكيمة، للبلاد منذ ثورة 30 يونيو، وهذه إيجابية كبيرة، تجاه الوضع السياسي فى مصر، وقيادته الحالية. واختلف معه د. وحيد عبدالمجيد، الباحث بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، مؤكدا على أن تقيم الأحداث الكبيرة، والتى يأتى تحت إطارها المؤتمر الاقتصادى المنعقد بشرم الشيخ، أمر سابق لآوانه، ولابد من فترة زمنية معينة نستطيع من خلالها وضع نقط على الحروف بشأن مسألة التقييم والنجاح فى تحقيق الأهداف. وقال عبد المجيد: نرى الكثير"يهلل" للمؤتمر، ولكنى أرى ضرورة الحذر وتوخيه فى اتخاذ أى موقف، بشأن تحقيق النتائج والأهداف، سواء على الناحية الاقتصادية أو السياسية، مشيرًا فى الوقت ذاته إلى أن متابعة تحقيق الوعود التى تم اتخاذها فى المؤتمر أهم من المؤتمر ذاته. ولفت الباحث بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إلى أنه بالتأكيد وجود أهداف سياسية وأمنية ورسائل إيجابية، ولكن الأهداف الاقتصادية بشأن المؤتمر هدف أسمى، ومتابعة تحقيق الوعود به أمر ضروري. قال الكاتب الصحفي مصطفى بكري، إن 30 يونيو ثورة المصريين لاستعادة الدولة من أيدٍ جماعة الإخوان، مؤكدًا أن 13 مارس هو ثورة المصريين لإعادة بناء الدولة من خلال "المؤتمر الاقتصادي". وأضاف بكري أنه ليس صدفة أن تصل حجم الاستثمارات إلى 124.5 مليار دولار، مؤكدًا أننا أمام مرحلة مهمة في تاريخ مصر، مشيرًا إلى أن هناك أداءً تنظيميًا مكتملًا وحرصًا شديدًا على تسهيل جميع الإجراءات الخاصة بالمؤتمر. ولفت إلى أن شخصية وكاريزما الرئيس عبد الفتاح السيسي، والالتفاف والاصطفاف الشعبي حوله عوامل مهمة ساعدت في إنجاح المؤتمر الاقتصادي. ونوه إلى أن هناك حالة من الارتياح انعكست في كلمات الحاضرين للمؤتمر، مؤكدًا أن مصر سوق واعدة فيها 100 مليون نسمة، ونجحت في تجاوز حدود البيروقراطية التي كانت تشكل عائقًا أمام الاستثمار. وشدد على أن هناك إدراكًا خليجيًا حقيقيًا بأن فشل الدولة المصرية يعني فشل للأمة بأسرها، وسيكون أمنهم القومي عرضة للانهيار، وما يدلل على ذلك حديث حاكم دبي محمد بن راشد. وأكد أن الأمة العربية عندما تتوحد تستطيع أن تهزم المؤامرات التي تحاك ضدها. وقال إن الرئيس السيسي يفاصل في السعر والمدة الزمنية للمشروعات، وهذا أسلوب ينم عن رجل مهتم بالإنجاز ويعني تمام ما يقوله، وأكبر دليل مشروع قناة السويس الذي كان مقترحًا حفره في 3 سنوات أعطى توجيهاته بأنه يستغرق سنة واحدة فقط. وأكد المهندس مروان يونس عضو الهيئة العليا لحزب الحركة الوطنية، أن نجاح المؤتمر الاقتصادى أرسل عدة رسائل مهمة للداخل والخارج أعادت الثقة فى الأمن والسياحة والاستقرار، وأن مصر رغم أنها فى حرب مع الإرهاب إلا أنها استطاعت أن تحشد معظم قادة العالم وكبار رجال الأعمال لإعادة بناء الوطن . وأضاف عضو الهيئة العليا للحركة الوطنية، أن الرسالة للدخل هو إعادة ثقة المواطن البسيط فى الدولة المصرية وإرساء مبدأ الشفافية فى التعامل، وأكد أن الرئيس عبد الفتاح السيسي "وعد فأوفى" ويجب أن تتحول كل تلك المليارات والاستثمارات إلى نمو حقيقي ينعكس إيجابيًا على مستوى المعيشة والتنمية المستدامة حتى يشعر بها المواطن العادي في محافظات وقرى ونجوع مصر. وأشار إلى أنها رسالة للأعداء فى الداخل والخارج أن إرهابكم لن يوقف مسيرتنا فى التنمية والنمو والتقدم بل زادنا إصرارًا على العمل: الكلاب تعوى والقافلة تسير .