يستأنف الحوار الوطني بين الأطراف الليبية المتنازعة الخميس المقبل ، وذلك بعد تأجيل المباحثات من قبل المبعوث الأممي لدى ليبيا بناءً على طلب من مجلس النواب الليبي لتغيير وفد الحوار المعين من قبل البرلمان. وقال جلال الشويهدي عضو مجلس النواب الليبي، في تصريح مقتضب اليوم، لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن وفد مجلس النواب سيتوجه يوم الأربعاء المقبل للمملكة المغربية لحضور جلسات الحوار الوطني الليبي تحت إشراف المبعوث الأممي لدى ليبيا بارندنيو ليون بعد اعتذار وفد المجلس عن عدم حضور الجولة الثانية الأسبوع الماضي. وفي السياق ذاته، قالت البعثة الأممية لدى ليبيا في بيان لها، إنه سيستمر العمل على مسودات الوثائق التي تم طرحها خلال النقاشات السابقة. وأضاف البيان أن المشاركين جددوا التزامهم بالحوار كآلية وحيدة لحل الخلافات السياسية، وعلى ضرورة العمل بسرعة للتوصل إلى اتفاق يخرج ليبيا من أزمتها الحالية ويحقق السلام والاستقرار. ودعا البيان الأطراف الليبية المعنية إلى المشاركة الفعالة في الجلسات القادمة، وحثهم على الاستفادة من الزخم الحالي الذي ولدته جولة الحوار السياسي التي انعقدت في المغرب خلال الفترة 5-7 مارس الجارى، والبناء على التقدم الذي تم إحرازه، وعدم إضاعة الفرصة التي تقدمها المحادثات لإحلال السلام في ليبيا. وأكد البيان أهمية المسارات الأخرى الداعمة لمسار الحوار الرئيسي، وتشمل هذه المسارات اجتماعات لممثلي الأحزاب السياسية والنشطاء السياسيين، وممثلي البلديات، علاوة على اجتماعات المجموعات المسلحة والشخصيات القبلية والاجتماعية. وأعربت البعثة والمشاركون عن امتنانهم الكبير للسلطات المغربية على الدعم السخي الذي قدمته وعلى استضافتها للحوار السياسي الليبي. أعربت ممثلة الاتحاد الأوروبي والمكلفة بالشؤون الخارجية والسياسة الأمنية "فيدريكا موغيرني" عن أملها في التوصل إلى حل بشأن الأزمة في ليبيا خلال اللقاء المقبل الذي سيجمع بين رؤساء البلديات وأعضاء المجالس المحلية بالعاصمة البلجيكية بروكسل. ورحبت موغيريني - في تصريحات لها نشرت اليوم الأحد - باستئناف الحوار السياسي بين الأطراف الليبية برعاية المبعوث الخاص للأمم المتحدة "برناردينو ليون"، مؤكدة دعم الاتحاد الأوروبي لهذه الجهود ورفضها للحل العسكري. وأكدت موغريني،أن الأزمة الليبية تبقى أولى أولوياتها الشخصية ، معربة عن انشغالها حيال الوضع غير المستقر في ليبيا. وحول الوضع في ليبيا وانعكاساته على المنطقة، قالت موغيريني:" إنه يجب الاعتراف بأن هناك مجهودات كبيرة قد تم القيام بها بشأن ليبيا"، لافتة إلى أن رؤساء أحزاب وسياسيين ليبيين عقدوا اجتماعات بهذا الشأن بالجزائر العاصمة يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين". أبدى رئيس فريق الحوار المكلف من المؤتمر الوطني العام صالح المخزوم، تفهم المؤتمر لإعلان البعثة الأممية تأجيل جولة الحوار التي كانت من المزمع أن تُعقد الأسبوع الماضي. وقال المخزوم في مؤتمر صحفي عقده ، إن المؤتمر الوطني يتفهم هذا التأجيل ، مُعربًا عن أمله في أن تُعقد جلسة الحوار المؤجلة هذه ، الأسبوع المُقبل ، وفق ما أعلنت البعثة. وأشار رئيس فريق الحوار إلى أن بعض الجهات تُحاول كسب الوقت لفرض اللواء المتقاعد خليفة حفتر على أرض الواقع كقائد للجيش الليبي، لافتًا إلى رفض المؤتمر هذا الأمر وأنه لا مكان لحفتر في أي تسوية قد تحدث. قال عضو لجنة الحوار الوطني الشريف الوافي إنّه قدَّم مذكرة خاصة إلى المبعوث الأممي إلى ليبيا برناردينو ليون تتضمَّن مطالب كتلة السياسيين المستقلين المشاركين في جولة حوار الصخيرات بالمغرب. وقالت مذكرة كتلة السياسيين المستقلين " يجب أن نكون طرفًا أصيلاً في تنظيم عمل الحوار والاطلاع على جدول الأعمال، والمشاركة في وضع البيان الختامي وحق التقييم وتقديم الاقتراحات وإنشاء غرفة عمليات للتواصل المستمر معنا خلال باقي الجولات المقبلة». وأشار الوافي في تصريحات له أن «ليون أبلغنا بمضمون جولة الجزائر» واصفًا إياها بالإيجابيّة، وأن المشاركين اتفقوا خلالها على نبذ العنف والإرهاب كما حدّدوا أسماء السياسيين المتورطين في أعمال إرهابية. وأضاف: «نصحنا ممثل الأممالمتحدة بالتأني في هذا المسار وعدم التسرع في الجولة المرتقبة للحوار ، بعد أنْ تسرّبت لدينا معلومات حول رغبة ليون في حسم كافة الملفات وتحديد اسم رئيس الوزراء المُقبل خلال الجولة القادمة»، مشيرًا إلى ضرورة ربط جولة الصخيرات بما تسفر عنه جولة حوار البلديات المتوقَّع انعقادها في بروكسل. وقالت الناشطة الحقوقية والسياسية نعيمة جبريل:" إنها عقدت اجتماعًا مع المبعوث الأممي إلى ليبيا، برناردينو ليون، على هامش حوار الصخيرات، بمشاركة 12 من الشخصيات الليبية المستقلة لمناقشة موقف المجتمع المدني من المقترحين المقرر حسمهما في جلسة الحوار المرتقبة الخميس المقبل. وحول ملامح الحكومة المرتقبة ، قالت نعيمة جبريل إن الجسم الوحيد الشرعي هو البرلمان المنتخب وإن حكومة الوحدة ستكون تكنوقراط ذات مهام محددة وتوقيت زمني محدد على أساس أن سلطتها تنفيذية ولا يمكن أن تتجاوز سلطة البرلمان المنتخب بأي حال من الأحوال؛ خاصة أن غياب الدولة وحالة الفوضى التي تعيشها البلاد حاليًا لم تعد تحتمل أي وقت يمكن استهلاكه أكثر من ذلك، فنحن في حاجة إلى حكومة قوية تلبي طلبات واحتياجات الناس اليومية، وأن بسط الأمن وإعادة الاستقرار للشارع الليبي ستكون في مقدمة أولوياتها، مشيرة إلى أن اللمسات الأخيرة للحكومة سيتم بلورة دورها وتسمية رئيسها ونائبيه ومدتها وطريقة مراقبة أدائها في جولة الخميس القادم بحضور كافة الأطراف. وكشفت جبريل عن أن وضع المجموعات المسلحة ربما يكون أهم تحد تواجهه ليبيا في المرحلة القادمة، حيث تسعى الأممالمتحدة في الوقت الحالي فتح حوار علني مع قادة هذه المجموعات بعد أن نضج الحوار معهم تحت الطاولة وجرى الاتفاق على آلية دمج بعضها وحل بعضها الآخر، مشيرة إلى أن هناك أمثلة عديدة نجحت الأممالمتحدة والمفاوضات بحلها كما حدث في اتفاق الطائف في لبنان، وكذلك الوضع في البوسنة والهرسك. وأكّدت نعيمة جبريل أن الليبيين أصبحوا جميعًا متفقين على أن الحوار هو السبيل لبناء دولتهم القادمة وفقًا للمبادئ الديمقراطية والدستورية العادلة وهي المبادئ التي أقرتها ثورة 17 فبراير، مشيرة إلى أن البناء الديمقراطي ليس سهلاً، وأن نفق الفوضى الذي تعيشه ليبيا حاليًا أمر طبيعي في مسار الانتقال من دولة شمولية إلى دولة ديمقراطية حديثة.