تحمل الحاوي وليد سليمان، مسئولية قيادة هجوم النادي الأهلي، عقب اعتزال الأسطورة محمد أبو تريكة، والزئبقي محمد بركات نهاية الموسم الماضي، في ظروف صعبة للغاية على أي لاعب، ليصبح أهم الحلول السحرية في هجوم الأحمر ومعشوق الجماهير الأهلاوية، ولكنه سيئ الحظ مع الإصابات المتكررة التي حرمته من المشاركة في بعض المباريات المهمة في الموسم الحالي. عاني الحاوي كما يحب أن تلقبه الجماهير كثيرًا من أجل تحقيق حلم الانتقال للأهلي، حيث استمرت مفاوضات مسئولي النادي مع بتروجيت أكثر من 5 سنوات، قبل أن يكتب لها النجاح مطلع موسم 2010 /2012، على يد مهندس الصفقات الحمراء عدلي القيعي، في صفقة بلغت قيمتها 8 ملايين جنيه وكانت هي الأغلى للنادي الأهلي هذا الموسم. وقبل انطلاق هذا الموسم، كان وليد سليمان نجم الشباك الأول في النادي، بعد التقارير الإعلامية التي أشارت إلي رفض اللاعب تجديد عقده مع النادي ورغبته في خوض تجربة الاحتراف خارج مصر، لكنه عاد لينهي الجدول حول هذه الأزمة بالتوقيع لمدة 3 مواسم مقبلة.. وبالرغم أنه يفضل البقاء بعيداً عن وسائل الإعلام، لكنه فتح قلبه ل"بوابة الوفد" للحديث عن كواليس تجديد عقده مع النادي وأسراره الشخصية وعلاقته بنجوم القلعة الحمراء ورأيه في الإسباني خوان كارلوس جاريدو، وحقيقة مشاكله مع حسام غالي كابتن الفريق.. فإلي نص الحوار. في البداية.. لماذا أنت بعيد عن الإعلام ؟ هذا الأمر عائد لسببين الأول وجود تعليمات من إدارة النادي بعدم الظهور في وسائل الإعلام إلا بعد الحصول علي إذن من الجهاز الفني، وبحاول عدم تخطي الحدود التي وضعها النادي لعدم التعرض للعقوبات أو الخصوم والأمر الثاني هو نقل بعض الأخبار غير الصحيحة عني ب"تسخن الجمهور عليا" وهذا ما عانيت في فترات سابقة، فضلا عن تناول بعد المواقع أخبار حياتي الشخصية. وهل يؤثر الإعلام على مستواك أو تركيزك في المباريات؟ ليس الأمر بهذا الشكل ولكنني لا أحب أن يتم الحديث عن حياتي الشخصية في وسائل الإعلام كما حدث في فترة ماضية كما أنني أفضل التركيز في التدريبات والمباريات فقط. هل اعتزال أبوتريكة وبركات ساعدك في التألق مع الأهلي أم كان مسئولية عليك ؟ بصراحة إحنا كلنا افتقدنا النجوم الكبار بعد الاعتزال محمد أبوتريكة ومحمد بركات ووائل جمعة وبدون شك الفريق تأثر كثيرًا على الفريق، كنت أتمني أن يستمروا لفترة أطول للاستفادة من خبراتهم الكبيرة وسنحتاج إلي المزيد من الوقت للعودة لنفس القوة التي كنا عليها مع هؤلاء النجوم، وحمل الجيل الثاني من النجوم مسئولية قيادة الفريق والذي يضم شريف إكرامي وحسام عاشور بعد عماد متعب وحسام غالي. ما أسباب تراجع مستوى الفريق بداية الدوري؟ هذا كان أمرًا طبيعيًا في ظل الإحلال والتجديد الذي يتم في الفريق بعد اعتزال ورحيل العديد من اللاعبين الكبار والاعتماد على كم كبير من الشباب الصاعد، ووجود مدير فني جديد لديه أهداف وطريقة مختلفة يسعى لتطبيقها مع اللاعبين، فضلاً عن التعاقد مع لاعبين جدد صغار السن يحتاجون للوقت للانسجام والتألق مع الفريق، والدليل على ذلك أن مستوى الفريق تحسن بشكل كبير مع مرور الوقت قبل إيقاف بطولة الدوري الممتاز.. ولكني دائماً أنصح النجوم الصاعدة بالتركيز في التدريبات وعدم التسرع في الحصول على الفرص لأن ما يحدث الآن من تصعيد هذا العدد من الناشئين والشباب لا يتكرر كل 10 سنوات. وهل كان هذا التوقف مفيدًا أم مضرًا للفريق ؟ توقف الدوري لديه بعض المكاسب والعيوب أيضًا، حيث كنا نحتاج للراحة بسبب ضغط المباريات في بطولة الكونفيدرالية الأفريقية والمسابقة المحلية، وكذلك لاستعادة مجموعة اللاعبين المصابين في هذا الوقت، لكننا تأثرنا سلبيًا بهذا التوقف قبل السوبر الأفريقي الذي كنا نحتاج الاستعداد له بشكل أفضل من خلال خوض مباريات قوية. ما الاختلاف بين جاريدو وجوزيه والمدرب المحلي حسام البدري ومحمد يوسف ؟ كل المدربين الذين تولي تدريبي تعلمت كثيرًا مهم .. فكل واحد أضاف لي الكثير وساهم في تطوير أدائي بشكل كبير، سواء البرتغالي مانويل جوزيح والبدري ويوسف حتي مستر جاريدو.. لم أحصل على فرصتي كاملة مع جوزيه بسبب وجود عديد من النجوم الكبار مثل تريكة وبركات ومع ذلك كنت من الدعائم المهمة ولكني لم أشعر بعودتى الحقيقية لمستواي الذي قدمته مع بتروجت وأنبي إلا مع حسام البدري الذي أتوجه لك بالشكر. كيف ترى المنافسة مع الزمالك على بطولة الدوري هذا الموسم ؟ نتمنى أن يعود الدوري أولاً قبل الحديث عن المنافسة، لإن الدوري طويل ولم يحسم من الدور الأول ونحن قادرون على المنافسة بقوة على الدوري بعد عودته وتعويض فارق النقاط مع الزمالك، لأننا وصلنا لمستوى عالٍ جداً قبل إيقاف الدوري. هل فارق ال 11 نقطة مع الزمالك يشعرك بالقلق ؟ لا .. لأن في الدور الثاني سهل كل شيء يتغير وسوف تتعثر عديد من الفريق ومن السهل أن نعوض هذا الفارق في النقاط والعودة بقوة للمنافسة.. وحتى إذا الزمالك كسب الدوري سيكون الفارق نقطتين أو ثلاثة على أقصى تقدير. بعيدًا عن الكرة.. ما حقيقة مماطلتك في التجديد للأهلي؟ هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق، لأنني لم ولن أساوم الأهلي لتجديد عقد، والحقيقة أنني وقعت على بياض قبل نهاية عقدي بأربع شهور كاملة عقب عودتي من رحلة علاجية في ألمانيا، حيث طلب مني علاء عبد الصادق مدير قطاع الكرة التوقيع على العقود الجديد ففعلت ذلك دون نقاش أو معرفة تفاصيل التعاقد، لكنه طلبي عدم الإفصاح عن الأمر لأسباب متعلقة بالإدارة وتجديد باقي عقود اللاعبين الذين تم الإعلان عنهم في المؤتمر الصحفي. ولكنك أعلنت حصولك على عروض احتراف بالفعل ؟ هذا حقي مثل أي لاعب أن أحل على عروض احتراف ولكن هذا لا أساوم النادي وفي النهاية لن أرحل من الأهلي إلا حين يقرر مجلس الإدارة. ماذا عن أزمة مستحقاتك المتأخرة ؟ طلبي للمستحقات المتأخرة لا يوجد فيه مشكلة لأنن كنت في حاجة لها، فهذا حقي والنادي مقدر ذلك. هل وقعت على عقود جديدة بعد رفض الاتحاد المصري لكرة القدم توقيع عقود 8 لاعبين بالأهلي؟ لا لم أوقع على عقود جديدة لإنه بكل بساطة لم يطلب أحد مني هذا الأمر، وحين يطلب مني أي مسئول التوقيع سأفعل بدون أي شروط.. فكيف أرفض وأنا تعبت طوال 5 سنوات للانضمام للأهلي؟. وما أسباب أزمتك مع حسام غالي ثم محمد نجيب ؟ رد ضاحكًا.. لا توجد أي أزمة على الإطلاق مع غالي الأمر لا يتعدي حماس زائد في الملعب بيننا وحين دخلنا غرفة الملابس لم نتذكر ما حدث فعلاقتي بغالي قوية للغاية، فهو قائد بمعنى الكلمة وأكثر واحد يبذل جهدًا داخل الملعب من أجل الأهلي وأكثر من يشعر بالحزن للخسارة، أما موضع محمد نجيب هو عبارة عن "هزار" بيننا في الملعب تحول لأزمة وخناقة على الرغم أننا فطرنا مع بعض صباح اليوم نفسه، حيث فوجئت بنجيب يسألني بعد المران "إحنا اتخاقنا أمتى؟" في بعض وسائل الإعلام "بتقول في مشكلة بنا". ما رأيك في اختيار كوبر مديرًا فنيًا للمنتخب الوطني ؟ بالتأكيد هو مدرب كبير وله تاريخ مميز، لكن قرار الاختيار هو في أيد اتحاد الكرة لإنه من سيتحمل نتيجة هذا القرار، على الرغم أنه يعلم أننا لا نتحمل سقطة جديدة، خصوصًا في الفترة الحالية التي يوجد بها عديد من اللاعبين الشباب المميزين. هل كنت تفضل المدرب الوطني أم الأجنبي للمنتخب ؟ من وجهة نظري أرى أن هذه المرحلة، كانت تحتاج للمدرب الوطني، خصوصا أنه الأفضل في التعامل مع اللاعب المصري ويعرف كيف يحفظه ويستفيد من قدراته وبالتحديد حين يكون المنتخب في مرحلة البناء والتجديد، فالمدرب المصري صاحب كل الإنجازات التي تم تحقيقها. ولكن الترشيحات لم تتضمن مدربين إلا المعلم حسن شحاته ؟ يوجد عديد من المدربين المصريين تعرضوا للظلم بسبب عدم ترشيحهم لتدريب المنتخب منهم طارق العشري صاحب التاريخ المشرف مع عديد من الأندية المصرية والعربية وحسام حسن الذي قاد كثيرًا من الأندية المصرية وقدم مها مستوى مميز للغاية فضلاً عن قيادة منتخب الأردن للتأهل إلى نهائيات أمم أسيا للمرة الثانية في تاريخها، ولكني كنت أفضل أن يكون الجهاز الجديد يضم حسن شحاته وحسام البدري. نتحول لأزمة حفلة زفافك الذي تم إلغاؤه بسبب مجزرة الدفاع.. كيف تلقيت الخبر؟ طوال اليوم لم أكون على تواصل مع أحد بسبب انشغالي بترتيبات الحفل حتى هاتفي الشخصي لم يكن معي، وخلال الفرح تلقى أحد أصدقائي رسالة بوفاة أكثر من 20 مشجعًا من جماهير الزمالك، فلم أتمالك نفسي وأردفت دموعي دون أن أشعر، بعدما تذكرت مجزرة بورسعيد التي راح ضحيتها أكثر من 72 مشجا أهلاويا؛ لذلك قررت إلغاء الحفل. وكيف تقبل أهل العروس قرارك بإلغاء الحفل ؟ في البداية سيطرت حالة من الغضب والضيق، ولكنهم بعد ذلك قدروا مشاعري وصعوبة الموقف، ومع ذلك وعدتهم بأن أعوضهم عن هذا اليوم بأفضل منه إن شاء الله. وما رأيك في موقف عمر جابر ؟ لن نختزل الأمر في عمر جابر فهو لاعب مميز جيدا، ومحترف ووالده كان مدربي كنت محترفا في صفوف أهلي جدة السعودي عام 2009، وتربطني به علاقة قوية، فالاحتمال الأقرب أن يكون لاعبي الزمالك لا يعلمون بوقوع ضحايا قبل مباراة إنبي في الدوري. من يتحمل المسئولية من وجهة نظرك ؟ لا أستطيع أن أقول من ولكني أتساءل كيف تموت الجماهير من أجل متابعة مباراة كرة قدم وتشجيع فريقها، هذه الجماهير التي ضحت بحياتهم كانوا يساندون ناديهم ولا يستحقون الموت هكذا، سواء كانت معهم تذاكر لدخول الإستاد أو بدون.. فلا مبرر أن يموت شخص لمجرد أنه لا يحمل تذكرة. وفي النهاية ماذا تقول لجماهير الأهلي ؟ نحن سنقاتل من أجل تحقيق البطولة والألقاب طول عمرنا والأجيال المقبلة ومع ذلك لن نعوض شهداء الأهلي الذين ضحوا بأرواحهم لمساندة الفريق.
