يعتبر الفنان «تاج» من أهم رسامي الكاريكاتير علي مستوي العالم العربي، فهو من مواليد 1945 متعه الله بالصحة والعافية، وهو من مواليد دسوق بكفر الشيخ. وقد عمل الفنان «تاج» بالعديد من الجرائد والمجلات، المصرية والعربية، منها جريدة «الجمهورية» و«المساء» و«الأخبار» و«الأهرام» و«صباح الخير» و«حواء» و«حريتي» و«الكواكب» ومجلة «سمير» للأطفال، و«العربي الصغير»، كذا مجلة «الشباب» و«الوطن العربي»، إضافة إلي مجلة «كاريكاتير» التي أبدع فيها وكانت أهم مرحلة فنية في حياته، ويعتبر «تاج» الرسام الوحيد الذي عمل في الصحف القومية الثلاث، «الأهرام والأخبار والجمهورية». وقد استطاع «تاج» أن يطور من أسلوبه الفني في محطات عديدة، ربما كان من أهمها شخصية «صابر» وهو المواطن المصري البسيط، وقد ظهرت تلك الشخصية في جريدة «الجمهورية»، وبعدها قدم أشكالاً وشخصيات مختلفة مثل «المواطن العربي» و«العم سام» وغيرهما ليواكب من خلالهما الأحداث الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، فهو فنان مهموم بقضايا وطنه المصري وأمته العربية ويعتبر كل كاريكاتير بمثابة مقال نقدي علي طريقة ما قل ودل. وتتميز رسوم «تاج» بالبساطة وذكاء المفارقة واللعب بالألفاظ، كما أنه يهتم بالزخرفة فيصبح الكاريكاتير لديه أشبه بلوحة تشكيلية يمكن أن نشاهدها أكثر من مرة.. وفي كل مرة تجد فيها جديداً من حيث الرمز والمعني. كما تتميز خطوط «تاج» بالبهجة.. فهو ابن نجيب لمدرسة روزاليوسف التي تتميز برسوم الكاريكاتير منذ نشأتها.. وكثيراً ما تصدرت رسوم الكاريكاتير أغلفتها مع شقيقتها الصغري «صباح الخير». وعمل الفنان «تاج» وزامل العديد من ألمع فناني الكاريكاتير مثل «جورج البهجوري» و«صلاح جاهين» و«محيي الدين اللباد» و«جمعة فرحات» و«حجازي» و«رمسيس» و«بهجت عثمان» و«صلاح الليثي» و«رجائي ونيس» و«محمد حاكم» وغيرهم، ولخطوط «تاج» صفات خاصة يمكنك أن تعرف أنه صاحب الكاريكاتير من خلالها بمجرد رؤيتها. وقد اشتهر «تاج» بغزارة إنتاجه، وتكاد لا يكون هناك مطبوعة مصرية لم يسهم فيها «تاج» برسومه، وقد قال عنه زهدي شيخ الرسامين: إن فن تاج هو التطور الطبيعي لرسوم الكاريكاتير، كما قال عنه مصطفي حسين: إن خطوط تاج البسيطة تبهره وتشعره بالسعادة، كما أنه رسام الكاريكاتير الوحيد الذي يهتم بكتابة بالونة الكلام بشياكة، وإضافة إلي رسوم فنان الكاريكاتير «تاج» فقد عمل في البرامج التليفزيونية، خاصة مع الفنان محمود الجندي، وله أكثر من برنامج يجمع بين فن الكاريكاتير والدراما.. وبعضها كانت له شهرة كبيرة وقتها. وفي رأيي أن الفنان «تاج» هو الأقرب لفن الراحل الكبير صلاح جاهين في رسوم الكاريكاتير.. وما أتمناه أن تقوم الصحف والمجلات الكبري التي عمل فيها «تاج» بإصدار كتب عن أعماله وأن يجمعها مجلد ضخم.. فهي ثروة فنية بكل المقاييس، وأيضاً الجمعية المصرية للكاريكاتير و«تاج» عضو مجلس إدارة فيها، أرجو أن تخرج أعماله في مجلد ضخم لكل هاو لفن الكاريكاتير ولدارسي هذا الفن، فهذه الأعمال ثروة فنية بكل المقاييس. وقد أسعدني الحظ بمزاملة «تاج» في مجلة كاريكاتير أكثر من عشر سنوات، وكنت قد قمت بجمع مقالاتي التي نشرت في «كاريكاتير» في ثلاثة كتب كوميدية ساخرة، وشرفني الفنان «تاج» بأن قام برسم أغلفتها ورسومها الداخلية، وقد كشفت لي هذه الفترة المحببة إلي قلبي خلال عملي في مجلة «كاريكاتير» بالتقرب إلي الفنان «تاج».. فوجدت بداخله قلب طفل صغير شقي، تسعده الكلمة الصغيرة، وتغضبه - كالأطفال - كلمة أخري غير مقصودة، ولكنه سرعان ما يعود إلي صفائه النفسي وتسامحه الذي لا حد له.. وقلبه الذي يتسع للعالم كله، وأذكر أنه ذات يوم عرف أن والد زوجتي مريض بأحد المستشفيات، فأصر علي الذهاب والاطمئنان عليه، فيا عزيزي «تاج» حتي إن أبعدتنا الأيام والسنون، وإن لم تفرقنا أبداً، فأنت في القلب دائماً، وأنت الصديق والأخ والفنان الذي أعتز به دائماً.. فتحية من القلب.. متعك الله بالصحة وأمتعتنا دوماً بفنك الراقي الجميل.