وعلى الرغم من عدم إصدار الحكم النهائي للمحكمة الدستورية العليا فيما يخص الانتخابات البرلمانية القادمة، تظهر حرب العائلات لاقتناص مقعد بالبرلمان القادم، باعتباره تركة يتورثها أبناء العائلة الواحدة، لتعج بعض القوائم الانتخابية بمرشحي العائلات البرلمانية اعتمادًا منهم على السمعة التى تتمتع بها العائلة. وعلى الجانب الفردي نجد تنافس بعض المرشحين الذين ينتمون لعائلات ذي باع طويل تحت قبة البرلمان يترشحون فى مواجهة آخرين من نفس الخلفية التى ينتمون إليها ليبقى الهدوء الحذر قابعًا فى انتظار قرار المحكمة، ليشتعل فتيل الحرب فور الإعلان عن استمرار الانتخابات. العائلات البرلمانية ويدفع آل السادات بأربع مرشحين ذي انتماءات مختلفة، وهم محمد أنور عصمت السادات مرشحًا عن مركز تلا بالمنوفية، وزين السادات عن دائرة النزهة بالقاهرة، عفت السادات رئيس حزب السادات القومى مرشحًا عن دائرة الشهداء بمحافظة المنوفية، ونجلته شهد عفت السادات فى قائمة"فى حب مصر". ويعد التيار السلفي من أبرز التيارات التى اعتمدت على العائلات فى منافستها الانتخابية، فيتنافس نادر بكار مساعد رئيس حزب النور وزوجته فى قائمة قطاع القاهرة لحزب النور، بينما يترشح حماه بسام الزرقا، نائب رئيس حزب النور، وزوجته فى قائمة قطاع الصعيد عن حزب النور. وشهدت قائمة"الجبهة المصرية ترشح ناجى الشهابي رئيس حزب الجيل بمركز المحلة بمحافظة الغربية، ليترشح نجله إبراهيم ناجى الشهابي على قائمة الجبهة بالجيزة والصعيد". وتأتى عائله البطران ضمن أهم العائلات التى تخوض السباق الانتخابي، حيث ينافس الدكتور محسن البطران، رئيس بنك التنمية الزراعى الأسبق عن قائمة الجبهة المصرية فى قطاع الصعيد، بينما ترشحت الدكتورة مى البطران عن قائمة"فى حب مصر" فى القطاع نفسه. أما على مستوى المحافظات، فتعد حرب العائلات أهم ما يميز المنافسة الانتخابية فى المحافظات خاصة فى قطاعات الصعيد الدلتا؛ نظرًا لما تتميز به طبيعة المنطقة التى يتألف سكانها من عائلات وقبائل عربية، تسعى لكسب مقاعد فى مجلس النواب القادم. الصعيد يشتعل وفى سوهاج، يتنافس عدد من العائلات الكبيرة بالمحافظة، ويترشح عن عائلة أبودومة التى تعد أقدم العائلات بمركز طما الدكتور أحمد أسامة أبودومة، وابن عمه الدكتور أحمد طلعت أبودومة عضو مجلس نقابة صيادلة مصر عن محافظات الصعيد، ومصطفى حسين أبودومة نجل النائب الراحل حسين أبودومة. ومن عائلة حمادى يخوض العملية الانتخابية اللواء حازم حمادى أحد أهم نواب البرلمان لدورات برلمانية مختلفة، بينما ينافس على المقاعد الفردية بطهطا الوجه الجديد ياسر عبد الأخر معتمدًا على تاريخ عائلة"عبد الأخر" ذات التاريخ البرلمانى على مدى دورات متتالية. ومن جهتها تدفع عائلة أبوسديرة بطهطا ب "حسام أبوسديرة" نجل النائب السابق محمد محمود أبوسديرة عن الحزب الوطنى وابن عمه طارق عبدالفتاح أبوسديرة، وتعد أبو سديرة من أشهر العائلات السياسية بالمركز، وينافس نجل وزير الثقافة السابق طارق عبدالحميد رضوان فى دائرة دار السلام. وفى أخميم تظهر عائلة الأشراف، ويمثلهم نقيب الأشراف السيد محمود الشريف، بالإضافة إلى أحمد حلمى الشريف النائب السابق بمجلس الشورى وعائلة المشنب التى يخوض الانتخابات عنها وائل قدرى المشنب. القبائل العربية تسيطر بالوجه البحري سيطرت القبائل العربية على المنافسة فى الانتخابات بغرب الإسكندرية ، فشهدت دائرة العامرية وبرج العرب فى الفترة الأخيرة عودة لنشاط عائلة"ضيف الله" إحدى العائلات البدوية الكبرى بغرب الإسكندرية، التي تخوض الانتخابات من خلال مرشحها برزق راغب ضيف الله ينافسه المهندس زارع المنيسى مرشح التيار السلفي. ونظرًا للطبيعة القبلية التى تتسم بها محافظة مطروح عقدت قبائل صنقر المرابطين وعلى الأبيض وعلى الأحمر التى تضم قبائل "الكميلات والعشيبات والموالك والقنيشات"، لقاءً لاختيار مرشحها لمجلس النواب القادم، أسفر عن اختيار قبائل"على الأبيض" على أن يكون مرشحهم فى الدائرة الثانية هو"رزق شعبان منبى" البرلماني السابق، بينما اتفق قبائل "علي الأحمر" على أن يكون مرشحهم من قبيلة العشيبات. فى مقابل ذلك، أصر العمدة عبدالخالق السنوسي، على مواجهة المرشحين الذى سبق ذكرهم، الأمر الذى تسبب فى أزمة بين القبائل. معارك شرسة بالدلتا وتشهد دائرة الزقازيق صراعًا شراسًا من قبل المرشحين، ويزيد من حدة التنافس إعلان النائب الأسبق اللواء هانى درى أباظة عضو الهيئة العليا لحزب الوفد الذى ينتمى لعائله وفدية التى تعد أشهر العائلات البرلمانية فى مصر منذ عهد الملكية لما تتمتع به من ترابط، وتكتل خلف أبنائها المرشحين ومن أبرز نوابها السابقين الوزير الراحل ماهر أباظة ومحمود أباظة نائب رئيس حزب الوفد. ازدادت حدة التنافس فى دائرة يوسف الصديق التابعة لمحافظة الفيوم، بين عائلة"أبولطيعة"، وهى إحدى كبار العائلات بالمركز، التى دفعت بربيع أبو لطيعة، مستغلة كونه من قاعدة شعبية عريضة من خلال جلسات الصلح بين العائلات، والتدخل فى حل المشكلات، وعائلة الجارحى التى بدأت فى الظهور على الساحة، ودفعت بالمهندس عبدالقادر الجارحى النائب السابق عن الحزب الوطنى.