يواصل "شريف صالح" مشروعه القصصي معتمدا على لعبة التجريب في مجموعته القصصية الجديدة "شق الثعبان"، الصادرة مؤخرا عن دار صفصافة للنشر والتوزيع. وإختار "صالح" هذه المرة أن يخصص "شق الثعبان" للنصوص القصيرة جدا, حيث تحتوى المجموعة على أكثر من ستين نصا منها: "معارك قديمة، زوجتي والحية، نزهة على البسكلتة، الزعيم في محطة المترو، ألم الزجاج، الأمالي لأبي علي القالي، طريقي إلى الله، الفعل المخفي، شق الثعبان، هواية تصوير الجثث، مليون نسخة، بذرة أمريكية، ملاكمة الظل، والكرسي الذي لا ينسى". وتتأرجح كل النصوص ما بين سطر واحد إلى صفحة، فيما تتباين فنيا ما بين الشروط الجمالية للقصة القصيرة جدا، والومضة الشعرية والسردية، والموتيفات الحلمية، والذكريات، والتصوف، والتقاط تفاصيل غاية في البساطة من الواقع، مع حرص الكاتب رغم الكثافة الشديدة على العصب السردي . ولا تخلو بعض النصوص مثل "معارك قديمة" و"نزهة على البسكلتة"، من الطابع الفتنازي السياسي، وتداخل الأزمنة, بينما بعضها الآخر يميل إلى التأمل الذاتي والروحي بلغة ترميزية. وتعد "شق الثعبان" خامس مجموعة قصصية ل"صالح" الذي صدر له من قبل "إصبع يمشي وحده"، و"مثلث العشق" الحائزة على جائزة ساويرس، و"بيضة على الشاطئ" الحائزة على جائزة دبي الثقافية، وكذلك "شخص صالح للقتل".