لم تمنعه رابطة الدم من الإقدام على ارتكاب جريمته الشنعاء ولم يشفع تربيته له فى الصغر، ونسي أن الخال والد، واستل سكيناً من بين طيات ملابسه وانهال عليه بالطعنات ليتخلص من وصل أمانة بمبلغ مالي كتبه عليه المجنى عليه. صحا الشيخ عوض أبومصطفى، إمام وخطيب قرية النخلة القبلية بمركز أبوحمص بالبحيرة من نومه يدفع طعنات السكين الموجهة إلى رقبته وهو نائم بجوار ابن شقيقته حسن فتحى الشهير ب «حسن بنزة» أثناء نومه بجواره على الفراش. دبر «بنزة» الخطة أثناء ذهاب زوجة خاله وأولاده إلى أقاربها فى مدينة كفر الدوار، وقرر سرقة المصوغات الذهبية والخزينة وتمزيق إيصال الأمانة الذى أخذه عليه الخال مبلغ 155 ألف جنيه قبل أن يقتل خاله ويتركه غارقاً فى دمائه على فراش نومه. بداية القصة عندما بدأ الشيخ عوض بالتعامل مع أهالى قريته والقرى التابعة بإعطائهم مبالغ مالية لأجل معين لقضاء حوائجهم بقصد الكسب والتربح لفترة معينة وأخذ عليهم إيصالات أمانة لحين سداد المبلغ بالفوائد، توغل الشيخ أبومصطفى واشتهر بالمنطقة بأنه يخرج المبالغ مقابل فوائد لفترة زمنية بقصد الربح مثل البنوك. تراكمت الديون على «حسن» جراء مستلزمات الأجهزة الكهربائية التى اشتراها لتجهيز ابنته «سلوى»، بالإضافة إلى شرائه سيارة نصف نقل يعمل عليها لتوفير لقمة العيش لأبنائه الثلاثة، وبعد مرور 4 أشهر من زواج ابنته لابن عمها، تراكمت عليه الديون وبدأ يتردد عليه أصحاب المحلات الكهربائية مطالبين بالمبالغ التى اشتري بها الأجهزة الكهربائية، أخذ يهرب مرة وينكر المبالغ مرة ما جعل أصحاب المحلات يقدمون بلاغات بإيصالات الأمانة، وأصبح «حسن» مهدداً بالسجن ولابد من دفع المبالغ لأصحابها. علم «حسن» بأن خاله يقرض الأهالى مبالغ بفوائد فتوجه على الفور إلى منزله متوسلاً طالباً 155 ألف جنيه لسداد المبالغ التى عليه لأصحاب الأجهزة الكهربائية وألا يدخل السجن، أخذ المبلغ من خاله بعد توقيعه على إيصال أمانة بفوائد، وقام «حسن» بسداد الدين لأصحاب المحلات الكهربائية وبدأ يسدد أقساط السيارة وتعثر لسداد آخر قسط. بدأ خاله يطالبه بالمبلغ، بالإضافة للفوائد، وعندما تعذر عليه الدفع، هدده خاله بتحرير محضر ضده بالمبلغ، أخذ يفكر ويفكر حسن فى سداد الديون المتراكمة علية من خاله وأقساط السيارة. كان «حسن» عمل فى مزرعة خاله وتردد أكثر من مرة على منزله وعرف كل كبيرة وصغيرة، وفى يوم من الأيام ذهبت زوجة خاله إلى أقاربها بمدينة كفر الدوار لحضور فرح أقاربها، ومكثت هناك لمدة أسبوع وفى ليلة من الليالى اتصل الشيخ عوض بحسن قائلا: «يا حسن تراكم عليك الدين والفوائد ولابد من السداد وسوف أمنحك آخر إنذار»، انتهت المكالمة شعر حسن بالقلق والتوتر تجاه خاله وبدأ يفكر كيف يسدد الديون المتراكمة عليه، وصل حسن منزل خاله بعد صلاة العشاء وأحضر خاله العشاء، ولم تمض لحظات حتي دق الباب وفتح «حسن» لمجموعة من أهالى القرية كانوا يستفسرون عن أحد الأحكام الدينية، وانتهى اللقاء وانصرف الضيوف، وبدأ حسن فى الانصراف قال خاله: «يا حسن الأولاد عند الجماعة خليك ونام معى في المنزل»، وسحب خاله الغطاء ونام وقال لحسن: «بعدما تسمع برنامج التليفزيون اغلق الباب واطفئ النور»، ودخل الشيخ عوض فى النعاس، وبدأ حسن تختمر فى ذهنه سرقة الشيك الذى أخذه عليه خاله، فتسلل إلى المطبخ وأخذ سكيناً وتوجه إلى خاله وهو نائم وطعنه فى ظهره عدة طعنات، صحا الشيخ عوض من نومه يقاوم الطعنات الموجهة إليه من ابن أخته، وأخذ يمسك بشباك حجرة النوم من شدة الألم، أسرع حسن ورفع حجارة كانت أسفل السرير وضرب خاله على رأسه، حتى سقط قتيلاً غارقاً فى دمائه، وتسلل حسن إلى غرفة الخزنة وحطم بابها بحديدة وسرق وصل الأمانة و1500 جنيه وفر هارباً، وأغلق باب الشقة. مر أسبوع وأثناء عودة زوجته من مدينة كفر الدوار مع أولادها الثلاثة، وأثناء فتح باب الشقة انبعثت رائحة كريهة مما أدى إلى خوف الأولاد وبدأت الزوجة تشعر بالقلق، واتجهت إلى حجرة النوم وشاهدت زوجها ملقى على الأرض بجوار السرير غارقاً فى دمائه وفى حالة انتفاخ، راحت فى حالة من البكاء والعويل قائلة: «أبوكم مات مقتول يا أولاد»، بدأ أهالى القرية يجتمعون وتم إبلاغ قسم شرطة أبوحمص وتم تحرير محضر برئاسة المقدم هيثم رشوان رئيس مباحث قسم أبوحمص، وأخطرت النيابة للتحقيقات وتبين من تحريات المباحث أن آخر شخص كان بصحبة القتيل ابن شقيقته «حسن بنزة» الذى ألقى القبض عليه واعترف بالواقعة وبإخفاء أدوات الجريمة «السكين والآلة الحديدية» فى أحد مصارف الصرف الزراعى.