كشفت المباحثات المكثفة التي عقدها وزير الخارجية الليبي، محمد الدايري، في نيويورك، الأربعاء، عن ازدواجية في موقف بعض الدول الغربية إزاء احتواء تمدد الجماعات المتشددة في ليبيا. ورغم أن معظم مندوبي الدول أكدوا للدايري على ضرورة التوصل إلى حل للأزمة؛ إلا أن البعض أعرب عن تحفظه على طلب المجموعة العربية رفع الحظر عن تسليح الجيش الليبي. وتحاول الحكومة الليبية، من خلال مشروع قرار يسعى الأردن إلى تقديمه باسم المجموعة العربية في مجلس الأمن، محاربة التنظيمات المتشددة، التي باتت تهدد أمن ليبيا ودول الجوار. ويقترح مشروع القرار، الذي سيناقشه مجلس الأمن، رفع حظر الأسلحة عن الحكومة الليبية، وإدانة محاولات تزويد أطراف أخرى بالسلاح، ودعم المساعي الليبية لمكافحة الإرهاب. وحرص الدايري، خلال لقائه مع المندوب البريطاني لدى الأممالمتحدة ونائبة نظيره الأميركي، على تسليط الضوء الخطر الذي يهدد ليبيا مع تنامي الإرهاب وتزايد نشاط داعش. إلا أن المسؤولين لم يرحبا بفكرة رفع حظر الأسلحة، الذي فرض عام 2011 عندما قمعت قوات معمر القذافي المحتجين، وأصرا على الحل من خلال جهود المبعوث الدولي برناردينو ليون. وإذ برر المسؤول البريطاني ونائبة مندوبة الولاياتالمتحدة هذا التحفظ بالمخاوف من وقوع الأسلحة بيد جهة غير شرعية، فإنهما شددا على الحوار والحل السياسي من خلال حكومة وحدة وطنية. وتغاضى المسؤولون عن صعوبة التوصل إلى حكومة وحدة وطنية في ظل تمدد الجماعات المتشددة، على غرار داعش وأنصار الشريعة، التي تعقد تحالفات مع تيارات الإسلام السياسي. وحرص المندوب الروسي على الإعراب عن استغرابه من تناول بعض الدول لقضية الإرهاب في ليبيا، مشيرًا إلى أن المجتمع الدولي ركز على الإرهاب بالعراق وسوريا، وتجاهل ما يحدث في ليبيا. ومع تحفظ لندن وواشنطن، أجمع كافة مندوبي الدول العربية في الأممالمتحدة، باستثناء قطر، خلال لقائهم وزير الخارجية الليبي، على ضرورة رفع حظر السلاح عن ليبيا لمحاربة الإرهاب؛ إلا أن هذا القرار، معرض لأن يجرد من بنود الفعالة، من خلال محاولة بعض الدول إدخال تعديلات عليه، الأمر الذي قد يعيق مساعي الحكومة الليبية والدول العربية لاحتواء الجماعات الإرهابية في ليبيا. واللافت في التقارير، التي عرضها الدايري في نيويورك، أن ليبيا باتت تستقطب المتشددين من كافة التنظيمات والبلدان، فلقد تحدث عن اعتقال عناصر من"بوكو حرام" كانوا يقاتلون في بنغازي إلى جانب أنصار الشريعة. كما كشف وزير الخارجية الليبي أن عددًا من المقاتلين الأجانب ينتشر في بلاده بالتوازي مع عودة متشددين ليبيين من العراق وسوريا، وأن داعش قد ولى أحد اليمنيين"أميرا على درنة" وتونسي"أميرا على طرابلس".