المحافظ هو رأس الدولة فى محافظته والمفترض فى أى محافظ أولاً وقبل كل شيء أن يكون حريصاً أبلغ الحرص على فعل أفضل الأشياء التى لا يمكن أن يتم فعل أفضل منها لمحافظته وهذا ليس مستحيلاً إذا استخدم كل محافظ صلاحياته مع قليل من العدالة التى صارت شحيحة فى أيامنا هذه وبالتالى ينجح فى تنمية وتطوير محافظته ويكسب حب الناس وتسلط عليه الأضواء ويكشف بما لا يدع مجالاً للشك عجز الآخرين من المحافظين الذين اكتفوا بالتصريحات وأبقوا على تخلف محافظاتهم عن التنمية والتطوير ولم يستخدم أى منهم صلاحياته وفشل فى صنع أدنى حدود المعقول والمقبول لمحافظته.. فهناك بعض المحافظين وما أكثرهم تركوا مقاعدهم دون أن يتركوا بصمة وكانوا يمرون على مقاعدهم مر الكرام لا يقدمون ولا يؤخرون ويتمتعون بوقتهم الذى يعملون فيه كمحافظين دون أن يحلوا مشاكل المواطنين واتبعوا سياسة الباب المغلق، فلم يشعر الناس بوجودهم ولم يتأثر أحد برحيلهم.. وهناك بعض المحافظين اكتفوا بالتصريحات واللقاءات وأغرقوا محافظاتهم بالقرارات التى تشبه الجبايات التى كانت تهبط على رؤوس المواطنين كأنها قضاء وقدر وتضر بمصالح البشر التى كانت تصدر حسب رغبة وهوى المحافظين وعلى حساب تعب وضرر المواطنين ولا شيء يساندهم سوى أنهم جالسون على «الكرسى».. هؤلاء انتظر الناس رحيلهم على أحر من الجمر.. وهناك بعض المحافظين وهم قلة يعرف أنه لن يستمر طويلاً فى منصبه لأن الكرسى لا يدوم لأحد ولو دام لغيره ما وصل إليه.. هؤلاء اتبعوا سياسة الباب المفتوح مع المواطنين واهتموا بمشاكل الناس الأكثر احتياجاً وليس الأعلى صوتاً والأقوى نفوذاً والتحموا بالمواطنين ونجحوا فى النهوض بمحافظاتهم.. هؤلاء شعر أبناء المحافظة بالانزعاج عند رحيلهم. والآن بعد أن استقرت العجلة فى دواوين المحافظات وهدأ السباق بين المحافظين القدامى والجدد فى الإدلاء بالتصريحات وبدأ كل محافظ فى ترتيب أوراقه وترتيب الأولويات على محافظ الشرقية الجديد أن ينتبه إلى السيناريو المعتاد الذى يتكرر بعد كل حركة محافظين مع كل محافظ وفى كل المحافظات وبالأخص فى محافظة الشرقية وهو تسابق طبقه المنتفعون وأصحاب المصالح ورجال الأعمال من فلول الحزب الوطنى المنحل ونوابه السابقين فى البرلمان فى الالتفاف حول المحافظ الجديد والتحرك وراءه فى كل مكان.. هذه الطبقة التى تعلمت فى مدرسة الحزب الوطنى المنحل اعتادت أن تشكر فى الوجه وتلعن فى الظهر.. تنحنى أجلالاً واحتراماً فى الأمام وتسخط فى الخلف.. هذه الطبقة المتلونة اعتادت من أجل مصالحها أن تنافق المحافظ الذى بقى فى مقعده بأن القدر قد اختاره ليكمل مسيرة النجاح التى بدأها للنهوض بالمحافظة واستكمال الإنجازات! وتنافق المحافظ الجديد بأن القدر اختاره لإنقاذ المحافظة من الكبوة التى أوقعها المحافظ السابق فيها وجعلها تغرق فى بحور متلاطمة من المشاكل والهموم والأزمات!!. هذه الطبقة من البشر أساتذة النفاق والرياء وعشاق المدح والأحضان والقبلات هناك من المحافظين من يقع فى فخها ويستسلم فى أول الطريق لها فتتفتح لها الأبواب المغلقة وتنهار أمام مصالحها كل القيود والقرارات المعقدة فتنمو وتتشابك يوماً بعد يوم وتصبح جداراً عازلاً بين المحافظ والمواطنين لحماية مصالحها الذاتية على حساب المصلحة العامة وتحظى هذه الطبقة بنصيب الأسد من الامتيازات على حساب حاجة العباد ويجد المحافظ أى محافظ نفسه أسيراً لهذه الطبقة ومنعزلا عن الناس ومن هنا يبدأ الفشل.. وهناك من المحافظين من لا يستسلم لهذه الطبقة العازلة من البشر ولا يتأثر بالكلمات المرتبة والجمل المنمقة والعبارات المزخرفة ويضبط إرساله على الموجه التى يستقبلها الناس الأكثر احتياجاً بعيداً عن الطبقة العازلة الملعونة وأجهزة التوصيل الرديئة التى تحول بينه وبين المواطنين وبالتالى تحدث عملية الإرسال والاستقبال دون عائق أو ستار ومن هنا يبدأ النجاح. إذن الفرصة متاحة أمام محافظ الشرقية الجديد للنجاح فى المهمة الثقيلة الملقاة على عاتقه، كما أن الفرصة متاحة أيضاً وفى ذات الوقت للفشل وعليه أن يختار وعلينا أن ننتظر منه النجاح أو ننتظر حركة محافظين جديدة. Essamgemal@yahoo. com