طول عمرى عاشق للقراءة والكتب .. وفوق ده كله بموت فى الأفلام الأجنبية.. لكن بعد ما اتجوزت "سنية" اكتشفت إنها كائن بيكره كل حاجة بحبها .. القراءة بالنسبة لها حاجة تخنق .. والكتب شئ بشع .. مش عايزة تشغل دماغها بأى حاجة فى الدنيا إلا حاجة واحدة .. المسلسلات العربى!! .. وياسلام لو كان المسلسل فيه شوية حبشتكنات وتنهيدات وآهات .. ألاقى الفيل الهايج اللى عمّال يجرى ورايا طوال اليوم اتحول بقدرة قادر كحمل وديع مسالم قدام المسلسل العربى.. لأ وايه .. ألاقى دموعها نازله زى الحنفية عشان البيه اللى مايتسمى بطل المسلسل هجر حبيبته!.. وياريتها على كده وبس .. لأ لازم تعكنن عليّا ليليتها وتورينى الويل .. الخيبة إنه مش مسلسل واحد اللى بتتفرج عليه .. من بعد ما فتحت القنوات الفضائية وبقت زى الرز .. الهانم بقت تتابع خمس مسلسلات يومياً فى وقت واحد .. وحالتها النفسية بقت تتغير تبع أحداث كل مسلسل .. مرة الحلقة تخلص على أن البطل يموت ومايلاقيش حد يربى عياله من بعده .. ساعتها ليلتى تبقى سودة ومش طالع لى نهار.. وياسلام لو الحلقة انتهت إن البطل باس البطلة واتجوز وعاشوا فى تبات ونبات وخلفوا صبيات وبنات .. طبعاً ليلتى تبقى ليلة من ليالى شهريار فى ألف ليلة وليلة! ولو جيت فى يوم اتفرج على مسلسل أو فيلم أجنبى واسرح فى أحداثه .. أفوق على صوت أقرب إلى الانفجار .. "سيب الريموت وابعد عن التليفزيون .. النهاردة الحلقة 179 من المسلسل بتااااعى".. طبعاً أنا جتتى تترعش واستخبى تحت الكنبة وارمى الريموت من إيدى وأنا بصرخ وأقول بصوت عالى .. " حاااضر ياستى حاااضر".. وفى نفس الوقت أقول فى سرى " يخرب بيت المسلسلات واللى عملوا المسلسلات" .. الجزاء من جنس العمل حبيت فى يوم اخليها تبطل العادة دى بس من غير ماتاخد بالها .. رحت شايل الفيشة بتاعة التليفزيون بالراحة من غير ما تحس وقعدت زى الملاك على كنبة الأنتريه .. وأول ما الساعة دقت 7 مساء سمعت صوت الانفجار بتاع كل يوم " الساعة بقت سبعااااا .. افتح التليفزيون يامنيل" .. قلت لها "حاضر ياستى حاضر" .. عملت نفسى بفتحه ورحت قايل بصوت عالى " إيه ده ياسينة .. التلفزيون مش راضى يفتح .. الظاهر حصل له حاجة" .. حسيت بالأرض بتتهز من تحتى والكنبة عمالة تطلع وتنزل بيا .. عرفت ان "سنية" جاية بسرعة وسمعت واحدة بتصوت وتقول " ياخرابى ى ى ى .. ياخيبتك ياسنية .. يامصيبتك ياسنية .. المسلسل راح ياسنية .. مش عارفة البطل هيتجوز على البطلة ولا لأ.. يالهوتى ى ى ى..!!" قعدت أهدى فيها وأقولها " إهدى ياسنية .. مش مهم تعرفى حاجه عن البطل .. المهم صحتك ياسنية" ..راحت صارخة فى وشى وهى بتعيط وقالت "المشكلة إن فيه 3 مسلسلات تانى فى نفس الوقت بتابعهم كلهم" .. وقعدت تعيط وتولول لدرجة انها انهارات ع الارض.. المصيبة إنها أول مانزلت ع الارض شافت الفيشة.. !! مش فاكر إيه اللى حصل بعدها.. كل اللى فاكره وش الدكتور فى أوضة الإنعاش فى المستشفى وهو بيقولى " قدر ولطف ياأستاذ .. واضح إن فيه عربية نقل داستك.. بس للأسف محدش قدر ياخد رقمها!!". بقلم: عمرو عكاشة
المحروس كنترول!! مشكلتي يا خواتي إني باكره حاجة اسمها ريموت كنترول..اللي مابيفارقش المحروس جوزي لحظة.. لدرجة إني متهيألي كده إنه مشبوك فيه بمغناطيس.. بدأت القصة من خمس سنين.. كنت هاموت واشوف مسلسلات عربي وأفلام.. فدخلت جمعية على ما قسم وأول ما قبضتها اشتريت تلفزيون بريموت كنترول! وفي يوم مطلعتلهوش شمس.. رن جرس الباب.. ففتح المحروس جوزي وبوزه شبرين.. فلقى اتنين بيقولوله "التلفزيون يا بيه".. رد عليهم بغيظ ولا اللي سمع له شتيمه "معندناش!"...رحت مقاطعاه بسرعة وقايلة " أيوه اتفضلوا.. حطوه هنا في الصالة".. وقف المحروس جوزي متنح بيتابع البهوات وهما داخلين بالصندوق ولا اللي بيتفرج على ماتش كوره..اتفتح بقه وهو بيتابع التلفزيون بيطلع من الصندوق وبيتحط في الجون.. قصدي على الترابيزه.. وتقريبا من ساعتها نسي يقفل بقه تاني!!! قعد يتابعني وهو في ذهوله المغولي وأنا باديهم البقشيش وباقفل الباب وراهم.. فضل بعدها يبص شويه عليا وشويه على التلفزيون.. كأنه لقى حاجة متشابهة بيني وبينه.. وفجأه رقع بالصوت الحياني وقال "بتخونينى يا ولية..هي حصلت تخونيني!!!".. - "عيب يا راجل..باخونك ده إيه وبعدين وطي حسك.. إنت عايز الجيران يقولوا إيه"..." - ليه.. خليهم ييجوا يتفرجوا.. يتفرجوا على جوزك الطرطور..على المغفل أ بو ودان طويله.. تلفزيون.. تلفزيون يا ولية.. ده أبوكي ما كانش بيحتكم على راديو"... - "ماتجبش سيرة أبويا.. وبعدين هو انت غرمان حاجة!!"... قعد يصقف زي الولايا ويقول "خلاص اغتنيتي وبقيتي السفيرة عزيزة وانا معرفش.. بتدخلي تلفزيون في بيتي وأنا معرفش..النهارده تلفزيون.. يا عالم بكره هالاقي إيه".. فضل ينط زي اليويو وشويه زي الدره لما بتفرقع وتبقى فشار.. فأخدتها من أصيرها ودخلت انام. مصادرة..! مفيش كام ساعة وسمعت صوت ناس كتير بتتكلم وفيهم حس ستاتى!!!...قلت في نفسي ما داهية يكون المحروس جوزي عملها وجاب قرايبه يشهدهم عليا.. فقمت مفزوعة باجري على الصالة.. وجاتلي زغطه أول ما شفت المحروس جوزي قاعد مسخسخ بيتفرج على فيلم لاسماعيل يس.. ولزوم القعده قدامه لب وفول سوداني.. شطت وولعت وأنا بقوله "مش ده برضه التلفزيون اللي عملت عليه غاغه من شوية.. بتتفرج سيادتك عليه ليه دلوقتي".. شاورلي بإيده عشان مايشتتش تركيزه وهو بيقول "خلاص اتصادر.. ولا انت ناسيه إنه في بيتي"!!
لاحظت إنه حاطت الريموت جنبه.. فبسلامة نية جيت آخده.. لقيته في ثانية كان قابض على إيدي ولا اللي ضبط حرامي.. وراح باصص لى والشرار طالع من عينيه، وواخده بسرعة وحاطه في حضنه.. وكانت دي آخر مره ألمس فيها الريموت بإيديا.. ومن ساعتها بدأت موشحات النكد.
مره اترجاه وأقول "والنبي أمسكه شوية".."طب أجربه".. ولا الهوا.. ومره أصوت وأقول "يا عااااالم يا هووووه.. نفسي ألمس الريموت بإيدي ولومره".. ومفيش فايده.. المصيبه إنه بقى يخبيه قبل ما ينزل الشغل.. وتطلع روحي كل مره في التدوير عليه.. ماتقولش فص ملح وداب!!
لقيته يوم داخل بيه الحمام.. فاترجيته "وحيات أبوك سيبهولي شوية وانا والمصحف هاديهولك أول ما تخرج".. ابتسم بخبث وقال "لا يا ناصحة..الريموت لازم يبقى مع الراجل.. ولا عاوزاهم يقولوا عليا ما بيتحكمش في بيته!!!!" بقلم: رانيا صالح ------------------------------------------------------------------------