يسود هدوء حذر المنطقة الحدودية الواقعة بين إسرائيل ولبنان عقب هجوم شنه حزب الله على آليتين عسكريتين تابعة للجيش الإسرائيلي أسفرت عن مقتل جنديين وجرح سبعة آخرين. والأممالمتحدة تدعو الطرفين إلى ضبط النفس. واستأنف الجيش الإسرائيلي صباح اليوم الخميس (29 يناير) عمليات الحفر التي بدأها أمس على الحدود مع لبنان بحثا عن أنفاق قد يكون حزب الله اللبناني يقوم بحفرها عبر الحدود. وكانت عمليات الحفر قد توقفت أمس بعد الحادث الأمني على الحدود، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت". وقالت وكالة الأناضول التركية إنه في غضون ذلك، ساد منطقة الحدود الإسرائيلية اللبنانية الليلة الماضية هدوء مشوب بالتوتر في أعقاب هجوم لحزب الله اللبناني على آليتين عسكريتين في منطقة جبل روس مما أدى إلى مقتل ضابط وجندي إسرائيليين، حسبما أفادت الإذاعة الإسرائيلية. وذكرت الإذاعة أن تقارير صحفية ترددت عن تبادل رسائل بين إسرائيل وحزب الله عبر قوات اليونيفيل الدولية أكد خلالها الطرفان رغبتهما في احتواء التصعيد بينهما. وقال مصدر سياسي بعد جلسة لتقييم الموقف ترأسها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بحضور عدد من كبار مسؤولي الأجهزة الأمنية إن "إيران تتحمل المسؤولية عن الاعتداء الذي نفذه حزب الله". من ناحيته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في بيان إلى "ضبط النفس والهدوء" حاضا جميع الأطراف على "العمل بشكل مسؤول من أجل الحيلولة دون حصول تصعيد في مناخ إقليمي أصلا متوتر". وقد قتل جنديان إسرائيليان وجندي إسباني يعمل في قوة الأممالمتحدة في لبنان (اليونيفيل) أمس الأربعاء على إثر هجوم شنه حزب الله في منطقة محتلة على حدود لبنان. وقصفت إسرائيل العديد من القرى في جنوبلبنان حيث توجد مواقع لقوة الأممالمتحدة في لبنان والجيش اللبناني. مجلس الأمن يدين مقتل جندي إسباني وفي تطور سابق، أدان مجلس الأمن الدولي "بأشد العبارات" مقتل جندي إسباني من القوة الأممية لحفظ السلام في تبادل لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، حسبما صرح كريستيان باروس ميليت، سفير تشيلي لدى الأممالمتحدة والرئيس الحالي للمجلس. ولم يعلق مجلس الأمن على الطرف المسؤول عن مقتل جندي حفظ السلام، فيما قال السفير الإسباني لدى الأممالمتحدة رومان اويارزون "من الواضح أنه حصل بسبب التصعيد في أعمال العنف وأنه قتل برصاص إسرائيلي". وأوضح أنه طلب خلال اجتماع مجلس الأمن فتح تحقيق كامل حول مقتل الجندي الإسباني. من جهتها، أبلغت إسرائيل مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة بأنها ستتخذ كل الإجراءات الضرورية للدفاع عن نفسها. وقال السفير الإسرائيلي لدى الأممالمتحدة رون بروسور في خطاب لمجلس الأمن "إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي بينما يستهدف حزب الله الإسرائيليين." وأضاف "إسرائيل لن تقبل أي هجمات على أراضيها وستمارس حقها في الدفاع عن النفس وستتخذ كل الإجراءات الضرورية لحماية شعبها." ودعا بروسور مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة إلى "إدانة حزب الله بلا لبس وعلنا". من جانبها، أكدت الولاياتالمتحدة دعمها لإسرائيل، حيث قالت المتحدثة باسم الخارجية جينيفير بساكي "ندعم الحق المشروع لإسرائيل في الدفاع عن النفس ونواصل حث جميع الأطراف على احترام الخط الأزرق بين إسرائيل ولبنان". وأضافت "ندعو جميع الأطراف إلى تفادي أي عمل يمكن أن يؤدي إلى تصعيد الوضع". ويشهد الخط الأزرق الذي يحدد الحدود اللبنانية الإسرائيلية بحسب رسم للأمم المتحدة إثر انسحاب إسرائيل في 2000 من جنوبلبنان بعد 22 عاما من الاحتلال حوادث بانتظام.