شدد عدد من الخبراء على أهمية الدور الذي يجب أن تقوم به وسائل الإعلام في توعية وتشجيع المواطنين للمشاركة في الانتخابات البرلمانية القادمة، حيث أكدوا أن حيادية الإعلام ونزاهته هي الضمانة الأولى لكسب ثقة الناس في الإعلام، وتلبية ندائه بالنزول والمشاركة الفعالة. ومن جانبها قالت ليلى عبدالمجيد، عميد كلية الإعلام السابق: إن الإعلام يقع عليه دور قوي في المرحلة القادمة لتوعية المواطنين بأهمية وجود برلمان يعبر عن إرادتهم، ويكون قادراً على تحقيق متطلباتهم وأحلامهم، بالإضافة إلى إنذارهم بخطورة الصلاحيات التي يمتلكها هذا البرلمان الذي إذا تم استخدامها بشكل سيئ سيضر ذلك بمصر بشكل كبير. وأضافت «عبدالمجيد» أن الإعلام يجب أن يعطي المواطنين كل المعلومات الخاصة بالعملية الانتخابية، بحيث يكون ذلك في قالب جيد خفيف يتناسب مع المستوى الفكري للجمهور الذي يخاطبه، فمخاطبة المثقف تختلف عن مخاطبة الشخص الأمي، بالإضافة إلى دوره في توعية الناس ضد عمليات الرشوة الانتخابية، وكشف المرشحين الذين يريدون أن يقومون بذلك ولكن بشرط أن يكون ذلك بوثائق وأدلة. وأفادت «عبدالمجيد» أن الإعلام يجب أن يكون حيادياً لكي يشجع الناس على النزول والمشاركة في العملية الانتخابية، ولا يتحيز لطرف من الأطراف ولا يوجه الناخبين لانتخاب شخص معين، حتى يثق فيه الناس ويثقوا في دعوته لهم للمشاركة في العملية الانتخابية. ودعت «عبدالمجيد» الشباب المخلصين للوطن إلي استخدام الإنترنت، الذي يمثل وسيلة مهمة من وسائل الإعلام الفترة الأخيرة، وإعداد صفحات لتوعية الناس وتشجيعهم لإيضاح لهم المعلومات المغلوطة والشائعات التي يروج لها البعض. فيما قال محمود علم الدين، وكيل كلية الإعلام بجامعة القاهرة: إن الإعلام يلعب دوراً كبيراً في توعية المواطنين، بأهمية الانتخابات البرلمانية المرتقبة وحثهم علي المشاركة بها. وأضاف «علم الدين»: علي وسائل الإعلام المختلفة أن تقوم بدور إخباري تعليمي لتوعية المواطنين بكافة جوانب العملية الانتخابية، وكذلك نشر ثقافة الممارسة الديمقراطية قبل وأثناء وبعد الانتخابات. وشدد «علم الدين» علي ضرورة قيام وسائل الإعلام بتقديم مقارنات شتي حول عدد من الانتخابات البرلمانية السابقة ونسبة مشاركة الناخبين بها، وربط ذلك بنزاهة وشفافية الانتخابات، ومدي تأثير البرلمان في دورته. وأوضح «علم الدين» أن هذه المقارنة ستكون بمثابة نوع من أنواع الثقافة السياسية وتوعية المواطنين بأهمية المشاركة في الحياة السياسية، ومن ثم نشر آليات التصويت. وأشار دكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إلى أن منظمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية وكل المواطنين المحبين لهذا البلد، عليهم دور كبير في تشجيع الناس للمشاركة في الانتخابات البرلمانية القادمة، موضحاً أن هذا الدور لا يقع على عاتق الإعلام فقط. وأضاف «العالم» أن الإعلام لكي يستطيع أن يقنع الناس بالنزول يجب أن يقف على مسافة واحدة من كل المرشحين، مؤكداً أنه برغم صعوبة ذلك في ظل سيطرة رجال المال والأعمال على الإعلام الخاص، إلا أنه يأمل أن يكون التحيز بنسبة بسيطة غير واضحة ومؤثرة. وأفاد «العالم» أن رسالة الإعلام يجب أن توجه لكل الناس في كل محافظات مصر وليس في القاهرة فقط، مؤكداً أن الكثير من الناس لا يعرف قيمة البرلمان وقيمة القوانين الذي يشرعها. وأضاف «العالم» أنه يجب توعية الناس بأهمية الاختيار الصحيح والدقيق للمرشح بحيث يقومون باختيار نائب لديه خبرة ودراية بالتشريعات والقوانين، وليس نائب خدمات ينظر إلى مصالح دائرته الخاصة. وأفاد «العالم» أن الإعلام يجب أن يركز على الضرر الذي سيلحق بمصر إذا كان أعضاء البرلمان القادم غير قادرين على قيامهم بالدور البرلماني. ومن جهته، قال الدكتور ياسر عبدالعزيز الخبير الإعلامي: إن وسائل الإعلام المملوكة للدولة يجب أن تقوم بدورها تجاه البرلمان المرتقب علي أكمل وجه، من خلال عرض الآراء والأفكار المحفزة للمواطنين من أجل ضمان المشاركة الفعالة في العملية الانتخابية. وأضاف «عبدالعزيز» أن الإعلام بشتي وسائله ومختلف قنواته لابد له أن يقدم بعض الخدمات التي تيسر علي الناخبين الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات المقبلة، ضاربا المثل بخدمات معرفة أرقام بكشوف الناخبين اللجان وأسماء المدارس، وكذلك توعيتهم بإجراءات التصويت الصحيحة. فيما أفاد يحيى قلاش، الخبير الإعلامي، أن الإعلام يجب أن يتعلم من أخطائه المتكررة، وأن يتخلى عن تحيزه لكي يستعيد ثقة الناس، ويقوم بلعب دور أساسي في هذه المرحلة التاريخية التي تعيشها مصر. وأضاف «قلاش» أن من أهم وسائل تشجيع المواطنين إخبارهم أن البرلمان القادم، هو أهم خطوة لاستكمال خارطة الطريق، والمضي قدماً في الطريق الذي اختاره الشعب منذ البداية. وأفاد «قلاش» أن الإعلام يجب أن يلعب دوراً قوياً في مواجهة الإعلام الخارجي والقنوات المشبوهة التي تتدخل في الشأن المصري وتضخ الأموال لذلك. وأفاد «قلاش» أن الناس لديهم رغبة شديدة في أن تصبح مصر أفضل وأن تتقدم إلى الأمام، لذلك الإعلام يجب أن يستغل ذلك ويوجههم للنزول في الانتخابات والمشاركة بشكل فعال.