يحتفل محرك البحث العالمي جوجل، اليوم، بذكرى ميلاد المخرج السينمائي المصري والعالمي يوسف شاهين، وذلك من خلال وضع صورته، على الصفحة الرسمية للموقع. ولد شاهين في الخامس والعشرين من يناير عام1926 ، لأسرة متوسطة الحال بالإسكندرية، من أصول لبنانية كاثولكية، كافحت من أجل تعليمه، ولم يكن طفلاً عادياً، فلم يعرف بالتحديد إذا كان هو من يطارد أحلامه، أم هي من تطارده، ليعشق فن السينما منذ طفولته، ولينهي دراسته بجامعة الإسكندرية، ويتوجه إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، ليدرس فنون المسرح، ساعياً لتحقيق حلمه الفني، برغم الكثير من التحديات. اشتهر شاهين بأعماله المثيرة للجدل، والتي ربما تصل إلى حد الصادمة للجمهور والنقاد، فلم يخشى يوماً السير في حقل "الألغام" للعادات والتقاليد المتهالكة، ورافضاً أن يكون واحداً ممن يصفقون للأنظمة السياسية الفاشلة. وتنوعت أفلام شاهين في مواضيعها، فمن أفلام الصراع الطبقي مثل فيلم صراع في الوادي، والأرض، وعودة الابن الضال، إلى أفلام الصراع الوطني والاجتماعي مثل فيلم جميلة أبو حريد وهو عن السيرة الذاتية للماضلة الجزائرية جميلة أبو حريد، ووداعاً بونابرت، إلى سينما التحليل النفسي المرتبط ببعد اجتماعي مثل باب الحديد، الاختيار، فجر يوم جديد. وابدع شاهين في تطويع الموسيقا في كثير من أفلامه، لتكون بطلاً أساسياً لا يمكن الاستغناء عنه، ولتخدم فكرة العمل الفني، ليستعين بالعديد من المؤلفين والملحنين والمطربين خلال أعماله الفنية. وتعاون شاهين مع فريد الأطرش وشادية وقدمهما في صورة مختلفة في فيلم "أنت حبيبى" عام 1957، وقدم مع فيروز والأخوان رحبانى فيلم "بياع الخواتم" عام 1965، واختار ماجدة الرومى لبطولة فيلم عودة الابن الضال عام 1976 ولطيفة قى "سكوت هنصور" عام 2001. ويعد الفنان محمد منير حالة خاصة واستثنائية في الأعمال الفنية للمخرج العالمي يوسف شاهين، فهو واحداً من أكثر المطربين مشاركة بصوته وأدائه في أفلامه، فقدم معه فيلم "حدوتة مصرية" عام 1982 أتبعها بفيلم "اليوم السادس" بعدها بأربعة أعوام، ثم فيلم "المصير" عام 1997. وعرف عن شاهين مواهبه المتعددة، فإضافة إلى عمله بالإخراج والتأليف والتمثيل، مارس هوايته في التلحين من خلال تلحينة لأغنيتين الأولى هي "حدوتة حتتنا" في فيلم "اليوم السادس" وأدّاها الفنان محسن محيي الدين، والثانية هي "قبل ما" للطيفة في فيلمه "سكوت هانصور" من كلمات كوثر مصطفي وتوزيع الموسيقار عمر خيرت. واشتهر يوسف شاهين بمعارضته السياسية، وانتقاده لكثير من الأوضاع الاجتماعية، وعمل خارج مصر في الفترة بين 1964 و 1968، بسبب خلافاته مع رموز النظام المصري وقتئذ، ليعود إلى مصر بعد وساطة من الشاعر عبد الرحمن الشرقاوي، ليعاود شاهين انتقاده للأوضاع السياسية والاجتماعية من جديد، مطلقاً النيران من خلال أفلامه على الكثير من رموز النظام السابق، واشار من خلال فيلمه "العصفور" عام 1973إلى الأسباب وراء هزيمة حرب 1967، والتي تكمن في الفساد الذي تفشى في البلاد. وعرف بمعارضته للرئيس الاسبق حسني مبارك، وجماعات الإسلام السياسي، وكان على رأس المبدعين اللذين توقعوا بقيام ثورة على النظام الفاسد، وظهر ذلك من خلال فيلمه "هي فوضى". وحفلت مسيرة المخرج العالمى بنحو 40 فيلماً نال أغلبها شهرة عالمية، وحصل من خلالها على العديد من الجوائز العالمية والعربية منها جائزة اليونيسكو من مهرجان فينيسيا السينمائي عام 2003، وجائزة فرنسوا كالية من مهرجان كان السينمائي عن فيلم "الآخر" عام 1999، وجائزة الإنجاز العام من نفس المهرجان عن فيلم المصير عام 1997. وبمناسبة الاحتفال بمئوية السينما المصرية شكل مركز الفنون التابع لمكتبة الإسكندرية عام 2006 لجنة فنية لعديد من النقاد لاختيار أهم 100 فيلم مصري روائي طويل ممن تركوا بصمة واضحة خلال هذه المسيرة الطويلة واختير عدد سبعة من أفلام شاهين ضمن هذه القائمة وهي: صراع في الوادى، باب الحديد، الناصر صلاح الدين، الأرض، العصفور، عودة الابن الضال وإسكندرية ليه. ليرحل عن عالمنا المخرج العالمى يوسف شاهين في السابع والعشرين من يوليو عام 2008، بعد فترة من المرض عن عمر يناهز82 عاماً، تاركاً ميراثاً فنياً وإبداعياً لأجيال قادمة.