اهتمت القيادة السعودية على مدار العقود الثلاثة الماضية بالشأن الخليجي وعملت بكل إخلاص على تحقيق الاستقرار لشعوب المنطقة وذلك بالفعل وليس بالقول فقط وظهرت في مواقفها في دعم العمل الخليجي والنهوض به على المستويين الداخلي والخارجي. وتبنى خادم الحرمين الشريفيين الملك "عبدالله بن عبد العزيز" موقف حكيم وأبوي في إعادة اللحُمة الخليجية إلى سابق عهدها وتجاوز مرحلة الخلاف بين الأشقاء وبرز دور الملك عبد الله في وحدة الخليج منذ أن كان وليا للعهد من خلال المحطات التالية: التعاون العسكري الخليجي في الدورة الحادية والعشرين التي عقدت في مملكة البحرين في 4 شوال 1421ه الموافق 30 ديسمبر 2000م ركز خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – ولي العهد آنذاك – في الكلمة التي وجهها إلى الدورة على ضرورة تطوير التعاون العسكري بين الدول الأعضاء وتنمية القدرة الدفاعية الذاتية الفاعلة لدول المجلس. ودعا إلى تسريع الخطى واستجلاء مواطن الضعف والخلل في مسيرة المجلس، مؤكدا أن مجلس التعاون مدعو اليوم أكثر من أي وقت مضى لإثبات وجوده وإشعار مواطنيه بالمكاسب والفوائد التي تعود عليهم من مثل هذا التجمع في مختلف الأصعدة الاقتصادية والسياسية والأمنية. وقدَّم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وثيقة لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس خلال اللقاء التشاوري الرابع للقادة الذي عقد خلال شهر مايو عام 2002م بمدينة الرياض تضمنت أراءه في تطوير وتفعيل مجلس التعاون ومن بينها إصلاح النظم التعليمية وتوحيدها في الدول الأعضاء بالمجلس.
قوات درع الجزيرة وبعد أن نال الملك عبد الله لقب خادم الحرمين الشريفين وحكم البلاد، واصل جهوده لتطوير التعاون العسكري الخليجي الذي طالب في القمة التاسعة عشرة في أبوظبي بتحويله من قوة رمزية إلى قوة فاعلة تحمي الصديق وتردع العدو فاقترح جملة من الآليات لتطوير ذلك التعاون عبر رسائل بعثها إلى إخوانه قادة دول المجلس قبل انعقاد الدورة السادسة والعشرين التي عقدت في شهر ديسمبر 2005م في أبوظبي. وبارك المجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي في دورته الخامسة والعشرين مقترحات الملك عبد الله بشأن تطوير قوات درع الجزيرة، وفي الدورة السابعة والعشرين التي عقدت في مدينة الرياض نهاية العام 2006م اطلع المجلس على نتائج الاجتماع الدوري الخامس لمجلس الدفاع المشترك، حيث صادق على الدراسة التي رفعها مجلس الدفاع المشترك الخاصة بمقترح خادم الحرمين الشريفين لتطوير قوة درع الجزيرة. القضية الفلسطينية ومن أهم القضايا التي تصدرت اهتمامات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وشكلت حيزاً كبيراً في كلماته في دورات المجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي القضية الفلسطينية وقضية القدس. وخاطب الملك عبدالله في افتتاح القمة الخليجية في الرياض المواطن الخليجي والعربي والعالم بأسره بقوله: "إن منطقتنا العربية محاصرة بعدد من المخاطر وكأنها خزان مملوء بالبارود ينتظر شرارة لينفجر إن قضيتنا الأساسية قضية فلسطين الغالية مازالت بين احتلال عدواني بغيض لا يخشى رقيبا أو حسيبا، وبين مجتمع دولي ينظر إلى المأساة الدامية نظرة المتفرج وخلاف بين الأشقاء هو الأخطر على القضية". من التعاون إلى الاتحاد وفي اجتماعات الدورة الثانية والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي عقدت في19 ديسمبر 2011 في الرياض ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز كلمة قال فيها "نجتمع اليوم في ظل تحديات تستدعي منا اليقظة، وزمن يفرض علينا وحدة الصف والكلمة. ولا شك بأنكم جميعاً تعلمون بأننا مستهدفون في أمننا واستقرارنا، لذلك علينا أن نكون على قدر المسئولية الملقاة على عاتقنا تجاه ديننا وأوطاننا". وأضاف الملك في كلمته «لقد علمنا التاريخ وعلمتنا التجارب أن لا نقف عند واقعنا ونقول اكتفينا، ومن يفعل ذلك سيجد نفسه في آخر القافلة ويواجه الضياع وحقيقة الضعف، وهذا أمر لا نقبله جميعاً لأوطاننا وأهلنا واستقرارنا وأمننا. لذلك أطلب منكم اليوم أن نتجاوز مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد في كيان قوي متماسك يحقق الخير ويدفع الشر ويلبي تطلعات مواطني دول المجلس". وبرز دور الملك عبد الله السعودي في الازمة التي نشبت بين قطر ودول الخليج وضمن خطوة غير مسبوقة، سحبت السعودية والكويت وكذلك البحرين سفرائها في الدوحة فى مارس الماضى، ما أدى إلى أسوأ خلافات دبلوماسية بين دول المجلس منذ تأسيسه، حيث اتهُمت قطر بدعم الإخوان المسلمين والتدخل فى الشئون الداخلية لدول المجلس من خلال إيواء معارضين خليجيين، فضلا عن تجنيس مواطنين بحرينيين سنُة. وعقد لقاء قمة لدول مجلس التعاون الخليجى فى الرياض في نوفمبر الماضي، وكان تتويجا للدعوة التي قام بها الملك "عبد الله" لعقد اجتماع قمة الرياض لتقويم وتعزيز مسيرة التعاون والتكامل الخليجى وتوصلا من خلالها لتفاهمات جديدة تقوم على اتخاذ خطوات تنفيذية فيما يتعلق ببنود اتفاق الرياض. وأشاد الخبراء السياسيين بدور الملك عبد الله وتصرفه وتدخله في اللحظة الحاسمة مما يؤكد دوره كقائد للمنطقة، ويدعم موقع الرياض كمحور مهم في قيادة مجلس التعاون. واعتبر هؤلاء السياسيون أن القيادة التي يتمتع بها الملك عبد الله اتسمت بالقدرة على إيجاد المخارج والحلول للخلافات البينية والحفاظ على وحدة الصف لمواجهة القضايا والملفات الكبرى في المنطقة، وحماية المنظومة الخليجية في فترة عصيبة تمر بها المنطقة. وفي الختام، شهد عام 2014 هبوطا فى العمل المشترك لدول مجلس التعاون الخليجى، ولكن بجهود الملك "عبدالله" يكون بذلك قد خطى خطوة حقيقية للأمام فى مسيرة عمل دول مجلس التعاون الخليجى.